اختاره ترامب وزيرًا للدفاع في بداية عهده
جيمس ماتيس: عسكري قوي يعادي إيران من دون حرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يتحدث الصحافي الأميركي ستيف كول عن مشاهداته في رحلة مع جيمس ماتيس، الذي اختاره دونالد ترامب وزيرًا للدفاع، محاولًا أن يسبر غور شخصية هذا العسكري الذي سينهي عهد وزارات الدفاع المدنية في أميركا.
بيروت: أما وقد وقع اختيار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على الجنرال جيمس ماتيس، الضابط السابق في سلاح مشاة البحرية، وزيرًا للدفاع، فقد أثار اهتمام وسائل الإعلام. فماتيس معروف بآرائه الراديكالية وبمناوئته لسياسة الرئيس باراك أوباما الشرق أوسطية، وخصوصًا تجاه إيران والملف النووي الإيراني. لذلك، أثار اختياره الشائك هذا تكهنات كثيرة حول شكل علاقة قيد البناء بين واشنطن ودول المنطقة.
يقول عودة أبو ردينة، رئيس أو إيه آي أدفيزرز في الولايات المتحدة وعضو مجلس إدارة مركز سكوكروفت للأمن الدولي، وعضو مجلس العلاقات الخارجية والمستشار في مجال الطاقة والأعمال في الشرق الأوسط وعضو مجلس إدارة "أميديست" الأميركية للتعليم: "يجب التركيز على أن الرئيس الأميركي هو صاحب الكلمة الأخيرة، وهو اختار ماتيس ليهزم داعش، لا لبدء حرب جديدة. أضاف: "سوريا والعراق وليبيا والصومال هي اختبارات على ماتيس تجاوزها بنجاح، ولكي يكون مؤثرًا في ترامب وإدارته، عليه أن يحسن تقديم الوقائع للرئيس، وأن يحصل على دعم وزير الخارجية، وأركان الجيش ووزير االخزانة والكونغرس".
فليقرأ العرب
وقال أبو ردينة أيضًا إن فهم آراء وزير الدفاع الجديد، جيمس ماتيس، وطريقة تفكيره يستدعي أن يقرأ الزعماء والاعلاميون العرب مقالة ستيف كول عن ماتيس في مجلة نيويوركر، فكول هذا كان الرجل الثاني في واشنطن بوست، وعلّم الصحافة في جامعة كولومبيا، وهو سيكون الرجل الأقوى في إدارة ترامب العتيدة، والأكثر معرفة بشؤون الشرق الأوسط وشجونه، خصوصًا أن علاقات وثيقة تربطه بزعماء المنطقة، وهو بالتالي يعرفهم حق المعرفة. فماذا كتب كول في نيويوركر؟
ليس هذا المقال عاديًا، يمكن أن ينشر في أي مكان، بل هو أشبه بالرحلة التي يريد كول أن يشارك القارئ بها إلى دهاليز الحكم الأميركي، تحت عنوان "السفر مع جيمس ماتيس".
يكتب كول إنه التقى ماتيس في سبتمبر 2011. يقول: "كان خط سير الرحلة من النوع الذي لا يقترحه إلا وكيل السفر مدمن على المهلوسات: تامبا &- عمان &- القاهرة &- الدوحة - أبو ظبي - إسلام آباد - كابول، إضافة إلى محطة أخيرة في العاصمة الأستونية تالين. كنت المراسل الوحيد على متن طائرته ثمانية أيام أو نحو ذلك. وكانت القاعدة الأساسية &هي لأنه يمكنني أن أستخدم في تقريري ما علمته من حديثي إلى ماتيس وموظفيه، لكن ينبغي ألا أنسب المعلومات التي أوردها إليهم، كما كنت حرًا في مقابلة آخرين أقابلهم في الرحلة، شريطة أن أتقيد بالقاعدة إياها".
كان ماتيس حينها مسؤولًا عن القيادة المركزية الأميركية ومقره في تامبا بولاية فلوريدا، يتحكم بالقوات الأميركية في الشرق الأوسط وأفغانستان وباكستان.
معادٍ لإيران
في خلال تلك الرحلة، احتفظ كول ولا يزال بكل ملاحظاته التي جمعها من جلساته مع ماتيس. يقول كول: "اليوم، بعدما سماه ترامب ليكون وزيرًا لدفاعه، وبعدما صار ماتيس هو من يفصل ترامب عن شن الحروب أو التحضر لضربة نووية، أعدت قراءة ملاحظاتي هذه، لأحصل على فكرة واضحة عن شخصيته وأفكاره. فهذا الرجل كان يقول أحيانًا كلامًا غريبًا، كقوله أمام جمهور في عام 2005 إن قتل بعض الناسر أمر ممتع، وهو يتكلم عن ميليشيات إرهابية".
في نظر كول، لا يقدّم ماتيس نفسه بوصفه مفكرًا، لكنه يميل إلى القراءة في مجالات عدة، في مقدمها التاريخ العسكري والتحليل السياسي، "حمل معه في إحدى رحلاته إلى الشرق الأوسط في عام 2011 حزمة من البرقيات الدبلوماسية البريطانية التي نشرتها الحكومة البريطانية، وأعدها سيمون غاس الذي كان سفيرًا لبريطانيا في إيران بين عامي 2009 و2011، (لم يشاركها معي) وهي برقيات وصفها في حينه بأنها أفضل مواد قرأها عن إيران، إلى درجة أنه كان يود في بعض الأحيان أن يعيد قراءتها قبل الدخول في النقاشات مع مسؤولي الإدارة الأميركية، أو قبل اجتماعه مع قادة دول أجنبية".
ويتابع كول: "المعروف عن ماتيس موقفه المتشدد تجاه إيران، خصوصًا تجاه النشاطات الخاصة بالحرس الثوري وباقي الوحدات الإيرانية المسلحة في العراق وسوريا ولبنان واليمن. في خلال أحاديثنا، حرص ماتيس على إبداء بعض الملاحظات في هذا الإطار، لكنه ركز مرارًا على إظهار اهتمامه بتوطيد التحالفات السياسية والعسكرية الموجودة منذ زمن طويل بين أميركا والدول العربية السنية، كالمغرب ومصر والأردن والسعودية وقطر والإمارات. وفي أثناء تقلده مسؤولية القيادة المركزية الأميركية، فكان يتحدث ساعات مع كبار الأمنيين في تلك البلدان التي تميل إلى التعامل مع إيران بوصفها تهديدًا حقيقيًا".
فرصة ذهبية
يتابع كول في سرده الوصفي: "إن ماتيس الذي أتذكره في ملاحظاتي بدا كأنه سيركز اهتمامه على الاستقرار، وسيحذر من حروب تسعى إلى تعزيز الديمقراطية أو المثالية، وسيبدي تعاطفًا بشأن استقلال دول البلطيق، وسيتضامن بقوة مع حلف شمال الأطلسي، ولن يبدي تعاطفًا تجاه روسيا. وفي إثناء إقامتا في أستونيا، تحدث في ورشة عمل بصراحة عن دعمه دول البلطيق التي تريد الانضمام إلى الحلف والدفاع عنهم في وجه أي عدوان روسي، كما تحدث بعاطفية مغرقة عن جنود أستونيين ضحوا بحياتهم في أفغانستان، ضمن قوات ناتو".
وبحسب كول، كان ماتيس يميل في بدايات الربيع العربي إلى تدعيم بعض الأنظمة القائمة بغية تعزيز الاستقرار الإقليمي، وإن كان أكد في الوقت نفسه أنه لا يجد غضاضة في إخبار طغاة الدول بأن يسمحوا للاحتجاجات السياسية الداخلية أن تتطور بصورة سلمية.
يختم كول مقالته في نيويوركر: " إن تثبيت ماتيس في وزارة الدفاع، بعد ثلاثة أعوام من تقاعده من الجيش، يمثل خروجًا مقلقًا من السيطرة المدنية على وزارة الدفاع الأميركية. وربما يضطر الكونغرس إلى تقديم تنازل خاص. وفي عهد جمهوري عادي في البيت الأبيض، فإن مثل هذا الاستثناء والسابقة التي يؤسس لها سيكونان مصدري قلق عميقين. لكن، بالطبع، الطبيعي في هذا الرئيس المنتخب أو التعيينات التي سينفذها قليلٌ جدًا. واذا تأكد تعيين ماتيس، ثمة إمكانية في أقل تقدير أن يدفع هذا التعيين إدارة ترامب نحو تعزيز التحالفات السلمية والاستقرار الدوليين، وأن يمنع التطرف من التأثير في الإدارة الأميركية".