أخبار

بدء محاكمة حاكم جاكرتا المسيحي المتهم بالاساءة للاسلام

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

جاكرتا: افتتحت الثلاثاء امام محكمة في العاصمة الاندونيسية محاكمة حاكم جاكرتا المسيحي بتهمة الاساءة للقرآن في قضية اثارت جدلا واسعا في البلاد وادت الى تظاهرات واسعة لانصار الجماعات الاسلامية المتشددة.

ويعتبر كثير من المراقبين هذه القضية اختبارا للتسامح الديني في اندونيسيا الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا وتآكلت سمعتها كبلد تعددي في السنوات الاخيرة مع تزايد الهجمات التي تستهدف الاقليات وخصوصا المسيحيين.

وحبس باسوكي تاهاجا بورناما الملقب "اهوك" اول حاكم مسيحي لجاكرتا منذ قرابة خمسين عاما، وكان جالسا على كرسي مقابل القضاة، دموعه وهو يدافع عن نفسه من تهمة اهانة المسلمين والاساءة للقرآن التي يعاقب عليها القانون بالسجن لمدة يمكن ان تصل الى خمسة اعوام.

وبثت قنوات التلفزيون الكبرى في البلاد الجلسة مباشرة بينما نشرت قوات امنية كبيرة لتجنب اي فلتان بين انصار "اهوك" ومعارضيه الذين تجمعوا خارج المحكمة.

 واثار الحاكم المعروف بصراحته وينتمي الى اقليتين -- مسيحي واصوله صينية -- استياء في اكبر بلد مسلم في العالم في عدد السكان، منذ ان صرح في ايلول/سبتمبر ان تفسير علماء الدين لآية في القرآن تفرض على المسلم انتخاب مسؤول مسلم، خاطئ.

واثارت تصريحاته التي تداولتها المواقع الالكترونية، حركة احتجاجية عززها المتشددون الاسلاميون الذين عارضوا باستمرار وجود حاكم غير مسلم في العاصمة لكنهم فشلوا في منع ذلك بسبب شعبيته الكبيرة.  وقد طالبوا بتوقيفه منذ ذلك الحين.

وفي الاشهر الاخيرة دعت منظمات اسلامية الى تظاهرات جمعت لمرتين اكثر من مئة الف شخص في جاكرتا. وانتهت واحدة منها باعمال عنف.

و"اهوك" الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة، ادلى بهذه التصريحات خلال الحملة لاعادة انتخابه في اقتراع سيجرى في شباط/فبراير 2017 وسط منافسة حامية.

خلفية سياسية

بعد ادلائه بالتصريحات، قدم "اهوك" اعتذاراته لكن هذا لم يهدئ الغضب الذي اثاره. وقد تظاهر مئات الآلاف من المسلمين في جاكرتا مؤخرا بدعوة من منظمات اسلامية تطالب بسجن حاكم العاصمة.

وفي حديثه للمرة الاولى امام المحكمة، بدا التأثر الشديد على "أهوك" الذي توقف عن الكلام مرات عدة ليمسح دموعه، مؤكدا براءته. وقال "اعرف ان من واجبي احترام القرآن ولا افهم كيف يمكن ان اتلقى اللوم لاهانة الاسلام".

 ويرى محللون ان هذا الخلاف ديني بقدر ما هو سياسي اذ ان انتخابات حاكم العاصمة السياسية والاقتصادية للبلاد في شباط/فبراير 2017 تعد محطة في الطريق الانتخابات الرئاسية في 2019.

وكان الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو الذي كان حاكما لجاكرتا قبل "أهوك" وانتخب رئيسا في 2014، المح ان تظاهرة الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر التي انتهت بمواجهات عنيفة مع الشرطة، استخدمت اداة في اطار الحملة الانتخابية لانتخاب الحاكم. واضاف ان "مسؤولن سياسيين" يقفون وراء هذه الحوادث. 

وكان من المرجح ان يفوز الحاكم في الانتخابات القادمة في شباط/فبراير المقبل. لكن بسبب هذه القضية تراجعت شعبيته في استطلاعات الرأي وبات في المرتبة الثانية بعد اغوس هاريمورتي يودويونو الابن الاكبر للرئيس السابق وهو مسلم.

وخلال اليوم الاول من المحاكمة، قال المدعي العام علي موكارتونو ان الحاكم اهان الاسلام، مشيرا الى ان اكبر هيئة مسلمة في البلاد قالت ان تصريحاته تشكل تجديفا. ودافع الحاكم عن نفسه مؤكدا ان اقرباء مسلمين له ولعائلته لعبوا دورا اساسيا في حياته، لذلك الاتهام بالتجديف يحزنه كثيرا.

وقال "اهوك" بصوت مرتجف "انني حزين جدا. هذا الاتهام يعادل القول انني اهنت والدي بالتبني واخوتي واخواتي الذين احبهم ويحبونني". وخارج المحكمة، تجمع عشرات من انصار الحاكم لدعمه. وقال احدهم "سنواصل الكفاح ولن نسمح باستفزازنا او التأثير علينا".

وفي مكان ابعد، هتف معارضو حاكم جاكرتا "أهوك الى السجن". وحدد معد الجلسة المقبلة في 20 ديسمبر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الجاهل عدو نفسه
هيـام -

المقال نفسه يوضح خفايا القصه , الهدف من فبركة هذه التهمه السهله والفعاله جدا في تهييج الغوغائيين , هو اضعاف شعبية الحاكم المسيحي (لمجرد انه مسيحي) لانه يتفوق على المرشح المسلم , ولا بد ان شعبيته لم تأت من فراغ بل من كفائاته واخلاصه , ولان الاسلاميين عارضوا و منذ البدايه وجود حاكم مسيحي لجاكرتا لكنهم فشلوا في تحقيق هدفهم بسبب شعبية المرشح المسيحي , فخططو لمكيده خبيثه لكنها سهله جدا , و ليس في المسأله اي تحقير للاسلام بل العكس الحاكم المسيحي يحاول ان ينفي عن الاسلام تهمة العنصريه والتمييز الديني (بغض النظر ان كان رأيه صحيحا ام لا!! ) . في الواقع ان التحقير للاسلام يكون بان يكون الاسلام يمنع تولي غير المسلم منصبا من حقه كمواطن اندونيسي لمجرد كونه غير مسلم رغم كفاءته وشعبيته . وفي النهايه جاكرتا هي الخاسره لكن العتب على من !!فالجاهل عدو نفسه .