أخبار

وقف اطلاق نار مستمر في سوريا رغم خرق قرب دمشق

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

دمشق: يسود الهدوء على الجبهات الرئيسية في سوريا الجمعة بعد ساعات من دخول الهدنة حيز التنفيذ بموجب اتفاق روسي تركي، باستثناء خروقات أبرزها قرب دمشق حيث اندلعت اشتباكات تخللها قصف مروحي، وفق ما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وياتي التوصل الى الاتفاق الذي اعلنه الخميس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووافقت عليه قوات النظام والفصائل المقاتلة المعارضة، في ضوء التقارب الاخير بين موسكو، حليفة دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة. وهو أول اتفاق برعاية تركية، بعدما كانت الولايات المتحدة شريكة روسيا في اتفاقات هدنة مماثلة تم التوصل اليها في فترات سابقة لكنها لم تصمد.

وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن "استمرار الهدوء منذ منتصف ليل الخميس الجمعة في معظم المناطق السورية منذ سريان الهدنة منتصف ليل الخميس الجمعة"، مضيفا "لم يسجل استشهاد اي مدني منذ بدء تطبيق الاتفاق".

واكد عبد الرحمن تسجيل خرق رئيسي الجمعة في منطقة وادي بردى قرب دمشق حيث "اندلعت اشتباكات رافقها قصف مروحي لقوات النظام على مواقع الفصائل المعارضة وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا)".

واضاف "لم تعرف هوية الطرف المسؤول عن اندلاع تلك الاشتباكات التي تعد خرقا لوقف اطلاق النار".

وقال احد السكان في منطقة قريبة من الاشتباكات لوكالة فرانس برس "كانت اصوات القصف قوية جدا خلال الصباح، وقد ارتج المنزل اكثر من مرة على وقعها"، مضيفا "كنت متفائلا بالهدنة لكن الوضع اليوم يشبه وضع الأمس. لم يختلف كثيرا".

وتعد منطقة وادي بردى المصدر الاساسي الذي يغذي دمشق بالمياه. واتهمت السلطات الفصائل قبل ايام بتلويث المياه ثم قطعها عن دمشق إثر هجوم عسكري بدأه الجيش قبل تسعة ايام للسيطرة على المنطقة.

على جبهات اخرى، اكد مراسلون لفرانس برس في مناطق تحت سيطرة الفصائل وتحديدا في الغوطة الشرقية في ريف دمشق وادلب (شمال غرب)، استمرار الهدوء وعدم سماع دوي اي قصف او غارات منذ منتصف الليل.

وشهدت العاصمة هدوءا تاما الجمعة بعد سقوط قذائف عدة الخميس على بعض المناطق اوقعت عددا من الجرحى، بحسب مراسل لفرانس برس.

وسجلت خروقات محدودة ليلا في مناطق أخرى.

في ريف حماة الشمالي (وسط)، اندلعت بعد منتصف الليل اشتباكات عنيفة بين فصيل اسلامي رجح المرصد ان يكون "جند الاقصى" الجهادي غير الموقع على الاتفاق وقوات النظام قرب بلدة محردة.

ويستثني اتفاق وقف اطلاق النار التنظيمات المصنفة "ارهابية"، وبشكل رئيسي تنظيم الدولة الاسلامية.

"مصلحة ملحة"

ورغم تأكيد طرفي النزاع السوري موافقتهما على وقف الاعمال القتالية، غير أن تباينا برز حول ما اذا كان يشمل جبهة فتح الشام أم يستثنيها.

واعلن الجيش السوري في بيان الخميس انه "يُستثنى" من الاتفاق "تنظيما داعش وجبهة النصرة الارهابيان والمجموعات المرتبطة بهما".

الا ان الفصائل المعارضة والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اكدت ان الاتفاق يسري "على جميع المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتدلة او تلك التي تضم المعارضة المعتدلة مع عناصر فتح الشام على غرار ادلب".

وتحدث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن سبع مجموعات تمثل 62 الف مقاتل من "ابرز قوات" المعارضة، وقعت اتفاق وقف النار مع دمشق.

ويعد وقف اطلاق النار الذي ياتي بعد اسبوع من سيطرة الجيش السوري بالكامل على مدينة حلب في شمال البلاد، الاول منذ ايلول/سبتمبر عندما تم التوصل الى هدنة بموجب تفاهم روسي اميركي ما لبثت ان انهارت. 

ويسود الحذر إزاء امكانية صمود وقف اطلاق النار، على الرغم من ان العنصر المختلف هذه المرة يكمن في ان انخراط روسيا وايران، ابرز داعمي النظام، في الاتفاق الى جانب تركيا، قد يؤسس لتقدم حقيقي.

ويصف الباحث في مؤسسة "سنتشري فاونديشن" سام هيلر الدول الثلاث بانها "الاطراف الخارجية الاكثر انخراطاً وتأثيراً"، متحدثا عن "مصلحة حقيقية وملحة" لدى موسكو وانقرة في انجاح وقف النار.

لكنه يرى ان "كل المؤشرات تظهر ان ايران والنظام يريدان الاستمرار في الحل العسكري".

وفي تغريدة على موقع "تويتر" الجمعة، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ان "وقف اطلاق النار في سوريا إنجاز كبير"، داعيا الى "استغلال هذه الفرصة لاقتلاع جذور الارهاب".

محادثات استانا

ومن شان صمود وقف النار ان يمهد لمحادثات سلام مرتقبة الشهر المقبل، واعلنت موسكو الخميس بدء الاستعدادات لعقدها في استانا، عاصمة كازاخستان، في كانون الثاني/يناير على الارجح.

ورغم عدم مشاركتها في المفاوضات، وصفت واشنطن الاتفاق بـ"التطور الايجابي". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر "نرحب بكل جهد لوقف العنف وانقاذ الارواح وتهيئة الظروف لاستئناف مفاوضات سياسية مثمرة".

وبحسب بوتين، ابدى طرفا النزاع السوري الموقعين على وقف اطلاق النار "استعدادهم لبدء محادثات سلام".

ووصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاتفاق بأنه "فرصة تاريخية". وحض الدول التي تحظى بنفوذ على الأرض في سوريا، من دون أن يذكرها بالاسم، على العمل لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار.

واعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم الخميس ان "هناك فرصة حقيقية لنصل الى تسوية سياسية للازمة" التي تسببت بمقتل اكثر من 310 الاف شخص منذ اندلاعها في منتصف آذار/مارس 2011.

في جنيف، ابدى مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا دعمه لمحادثات استانا، املا أن تساهم هذه التطورات في "استئناف المفاوضات السورية.. التي ستتم الدعوة اليها برعاية الامم المتحدة في الثامن من فبراير 2017".

 

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف