أخبار

التنظيم يتوسع في الحرب الإلكترونية

داعش يطلق تطبيقًا جديدًا لتجنيد الشباب

داعش يدخل بقوة على خط الحرب الإلكترونية
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كشف مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، عن استغلال تنظيم داعش أحدث الأساليب التكنولوجية والحرب الإلكترونية لنشر الفكر المتشدد، واستقطاب أو تجنيد المزيد من العناصر سواء من الشباب أو الفتيات، ومنها اصدار تطبيق جديد لنظام أندوريد للهواتف الذكية.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، إن تنظيم داعش يستخدم كافة الوسائل التكنولوجية في إيصال رسالته إلى التابعين له والمتعاطفين معه والفئات التي يحاول تجنيدها، وقد جاء ذلك في أعقاب قيام التنظيم بإطلاق أول تطبيق لإذاعة يعمل على نظام "أندرويد"، للترويج لنشاطاته الإرهابية.

وأوضح المرصد أن "العناصر التابعة للتنظيم يروّجون للتطبيق على مواقع التواصل الاجتماعي ويدعون أنصارهم والمتعاطفين معهم إلى تحميل التطبيق الجديد الذي يعمل على نظام الأندرويد للاستماع إلى الإذاعة التابعة للتنظيم الإرهابي، باعتباره وسيلة سهلة وسريعة في نشر أيديولوجية التنظيم وخططه الإرهابية، وهو أمر يتطلب مواجهة تقنية وفنية لهذا التطور المتسارع لدى التنظيم".

آداة تواصل

وأضاف المرصد أن "التطبيق الجديد متوافر على أكثر من مكان، مثل google store وتطبيق akp والتي يستخدمها عناصر التنظيم وأنصاره على الإنترنت"، مشيرا إلى أن التطبيق الجديد "يمثل أداة تواصل لنشر المعلومات والأفكار التي تتوافر لدى عناصر التنظيم، وتسهل من الترابط والتواصل بين أطرافه، خاصة تمدده وانتشاره في أكثر من قارة".

ومن جانبه، قال الشيخ نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد السابق في مصر، "إن التنظيمات الإرهابية ولا سيما داعش، لديها قدرات تقنية هائلة جداً"، وأضاف لـ"إيلاف" أن هذه التنظيمات ليست قادمة من العصر الجاهلي كما يتصور البعض، مشيراً إلى أنها لديها عناصر متخصصة في الإعلام والدعاية والحرب التكنولوجية. ولفت إلى أن التنظيم يحرص على استقطاب عناصر لديها قدرات نوعية، مثل تصنيع القنابل ومتخصصون في الحرب الكيماوية والتنقيب عن البترول. ونبه إلى أن التنظيم لديه تمويلات مالية ضخمة جداً، تأتيه من بعض الدول الداعمة له، فضلاً عن الأموال الضخمة التي يجنيها من بيع النفط للخارج.

كما كشف المرصد في تقرير آخر ذي صلة، أن داعش يتمتع بقدرات تقنية قوية تؤكد تفوقه وتفرده عن الجماعات والتنظيمات المتطرفة في الجانب التقني والتكنولوجي، والتي انعكست على نوعية عملياته الإرهابية وقدراته التقنية في التخفي والمراوغة والوصول إلى المعلومات، واستخدام القدرات التكنولوجية الحديثة في تجنيد العناصر القتالية.

ولفت مرصد الإفتاء إلى أن التنظيم الإرهابي قد أصدر مؤخرًا مجلة إلكترونية تحمل اسم (kybernetik) متخصصة فى تعليم عناصره القتالية كيفية المشاركة في "الحرب الإلكترونية" ضد الغرب مع تجنب المراقبة على الانترنت من قبل السلطات، وقد صدر العدد الأول من المجلة باللغة الألمانية ونشر على الانترنت مؤخرًا.

وذكر المرصد أن تنظيم داعش يُولي اهتمامًا كبيرًا بالحرب الإلكترونية والتي يطلق عليها مصطلح "الجهاد الإلكتروني"، معتبرًا أن عمليات الهاكرز والقرصنة التي يقوم بها عناصره نوع من "الجهاد" الشرعي المُعتَبر، وقد أسس التنظيم في هذا السياق كتيبة "دابق" المتخصصة في اختراق الحسابات الإلكترونية والصفحات على "فيسبوك" و"تويتر" المناهضة للتنظيم، بالإضافة إلى كتيبة "عمر الفاروق التقنية"، والمختصة بعمليات التدريب والتأهيل لأنصار التنظيم على الهروب من الملاحقة الإلكترونية وتعليم طرق التخفي الإلكتروني.

هجمات

وأكد المرصد أن تنظيم "داعش" يعتمد على "الجهاد الإلكتروني" &- كما يسميه - بشكل كبير في عمليات الحصول على المعلومات وتجنيد الأتباع، وبث الخوف والرعب بين المجتمعات المستهدفة بعملياته، وقد وضعت شبكة "المجاهدين" الإلكترونية &- وهي أحد المواقع التابعة لـداعش-، برامج لمعرفة تعليم الهاكر تحت عنوان "الهاكرز سلاح المسلم".

وأشار إلى أن التنظيم قام بالفعل بتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية الإلكترونية أبرزها الهجوم على شبكة "تي في 5 موند" الفرنسية مؤخرا على أيدي أفراد يقولون إنهم ينتمون الى تنظيم "داعش"، وهو ما أدى لتوقف جميع قنواتها التلفزيونية عن البث، وفقدانها السيطرة على مواقعها الإلكترونية لساعات، وقد نشر التنظيم عدة رسائل تهديد وتحذير من مشاركة فرنسا في الهجوم على التنظيم. وفي شهر نوفمبر قامت مجموعة تابعة للتنظيم تطلق على نفسها "الخلافة الإلكترونية"، بقرصنة حساب مجلة "نيوز ويك" على "تويتر"، لتنشر صوراً لمقنّع كتب فوقها "أنا داعش" أو "JE SUIS ISIS" مع عبارة "CYBERCALIPHATE". وايضًا في أغسطس الماضي، قامت مجموعة تطلق على نفسها اسم "قسم القرصنة بالدولة الإسلامية" بنشر معلومات قالوا إنها لعناصر في الجيش الاميركي ومدنيين يتعاملون مع الأجهزة العسكرية، وهو ما أثار الرعب في الأوساط الحكومية الأميركية.

ودعا المرصد إلى ضرورة أن تولي الأجهزة المعنية للدول والمؤسسات الحرب الإلكترونية الاهتمام الكافي لمواجهة القدرات المتزايدة لتنظيم داعش الإرهابي والتي تساعده في تنفيذ أهدافه بشكل أكثر دقة وبكلفة أقل، وتتيح له تهديد العديد من الدول والكيانات الاقتصادية والأمنية بشكل مباشر.

كما دعا المرصد إلى أهمية وضع استراتيجية دولية لمحاربة القرصنة والهجمات الإلكترونية التي تمثل تهديدًا ملحًا للعديد من الدول المشاركة في الحرب على التنظيم، وضرورة مشاركة الشركات الكبرى والعملاقة في المجال التقني في هذه الحرب، بالإضافة إلى تعاون مواقع التواصل الاجتماعي الكبيرة في محاصرة وتتبع الجماعات المتطرفة والتكفيرية وغلق كافة حساباتها التي تنشر أفكارها الخبيثة من خلالها.

هذا وتأتي تقارير مرصد الأفكار المتشددة، تزامناً مع دعوة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمنع التنظيمات الإرهابية من استخدام الإنترنت، وطالب في افتتاح القمة الأفريقية السادسة والعشرين في إثيوبيا الأسبوع الماضي، بـ "الحيلولة دون استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، ومن بينها الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي من قبل الجماعات الإرهابية لمنعها من نشر أفكارها المتطرفة والهدامة وجذب عناصر جديدة لصفوفها".

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف