قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كثيرة هي الروايات المتواترة عن حرب العراق، لا سيما لجهة توصيف المعاناة والقتل والدمار منذ العام 2003 وحتى يومنا هذا، لكن نادرًا ما نلحظ عملًا ساخرًا بمسحة كوميدية في مقاربة هذا الموضوع، وتحديدًا من قبل جندي أميركي شارك في حرب العراق إلى جانب قوات المارينز.&
إعداد ميسون أبو الحب: اشتهر ماكسيميليان اوريارتي بإنتاج قصص مصورة ساخرة تحمل اسم تيرمينال لانس Terminal Lance، وقد صوّر بها طريقة حياة رجال المارينز المتعبة. ولكنه تحول الى الجدية بعد ذلك، لا سيما مع نشر روايته المصورة "الحمار الابيض"، والتي تعكس تجربته في العراق.&بدأ اوريارتي رسم قصصه المصورة قبل ستة اعوام عندما كان في هاواي، حيث تقيم وحدة المارينز التي ينتمي اليها، وأراد بهذه الطريقة اضفاء مسحة كوميدية وساخرة على نمط الحياة القاسية التي يعيشها رجال المارينز.&ولكي ينشر قصصه هذه أسس له موقعًا على الانترنت في اوائل عام 2010 يحمل الاسم نفسه، علما ان تيرمينال لانس تسمية تطلق على رجل المارينز الذي يتخرج بعد دراسة وتدريب لمدة اربع سنوات.&
&
انتشار&وسرعان ما ذاع صيت الموقع وقصصه المصورة بين زملائه في المارينز الذين احبوا الطريقة التي يصورهم بها ووصلت الحال ببعضهم الى نسخها على اجسامهم في شكل وشم. وحتى الضباط انفسهم الذين يسخر منهم في قصصه ويتهكم راحوا يجدون متعة في متابعة الموقع.&وخلال اشهر قليلة تزايد عدد زوار الموقع الى الف يوميًا، ثم ظل العدد يرتفع حتى وصل حاليا الى 100 الف شخص يوميًا، فيما بدأ اوريارتي ينشر قصصه المصورة اسبوعيا في صحيفة قوات المارينز Marine Corps Times.&تحول اوريارتي بعد ذلك الى تصوير ورسم قصة جدية تحمل اسم "الحمار الابيض" التي اعتمد فيها على ما شهده وشاهده خلال فترة خدمته في العراق عام 2007، وبالتحديد في منطقة لا تبعد كثيرا عن مدينة الفلوجة.&ويستخدم اوريارتي في هذا الكتاب كلمات ورسوما ساخرة للتحدث عن هذه الحرب وما تركته من آثار على شخصيته ونوع العلاقات التي خلقتها ثم دمرتها، حسب قوله.&اما عنوان الكتاب فمأخوذ من حمار حقيقي شاهده خلال وجوده قرب الفلوجة وظلت صورته ملتصقة بذهنه. وقال اوريارتي: "اعتبرها دراما حربية، دراما حربية عراقية. اطار القصة كله يقوم على الفترة التي امضيتها هناك".&امضى اوريارتي عامين في رسم القصة وصناعتها وطبعها وبدأ بيع الكتاب على موقع أمازون في الاول من شباط (فبراير) الحالي، حيث بيعت منه 3 آلاف نسخة في غضون 36 ساعة. وهناك حديث الآن عن طبعة ثانية لأن الطبعة الاولى لم تتجاوز 5 آلاف نسخة ويبدو ان هذا العدد غير كاف. أما أغلب من يشتري الكتاب فهم رجال مارينز ومحاربون قدامى وشباب مغرمون بألعاب الفيديو.&
بلد مدمّر&يبلغ اوريارتي التاسعة والعشرين من العمر وقد حصل على شهادة من كلية الفنون في جامعة كاليفورنيا بعد مغادرته قوات المارينز وهو يقول في كتابه إنه شاهد الحمار الابيض لاول مرة عندما توقف وسط الشارع في احد الايام ورفض التحرك بحيث اضطر رتل لقوات المارينز الى التوقف وانتظاره حتى قرر مغادرة مكانه. ويقول الكاتب إنه أعجب بالحيوان منذ تلك اللحظة وشعر انه يمتلك قوة لا يمتلكها غيره وظلت صورته معلقة في ذهنه.&وفي روايته يعود الحمار الابيض الى الظهور في لحظات حرجة ومهمة في حياة بطل القصة واسمه آبي وهو رجل مارينز يحتفل بعيد ميلاده الحادي والعشرين خلال وجوده في العراق.&عندما يصل آبي الى العراق يتنامى لديه شعور بأنه جاء يبحث عن معنى للحياة في بلد هو بلد اشخاص آخرين.&وينقل الكاتب تجربته مع ضابط شرطة عراقي ادهشه بتمكنه من اللغة الانكليزية حيث قال لآبي إنه يشعر بالتقزز من اولئك الشباب الاميركيين الذين يأتون الى العراق وهم يحملون مشاعر متغطرسة لكي يتحولوا الى رجال في المعارك التي يخوضونها فيه ثم يعودون الى بلدهم تاركين وراءهم بلدا ممزقا ومدمرا.&
&
غربة&ويلاحظ من يطلع على كتاب "الحمار الابيض" أن الكاتب يعكس إحساسه العميق بالغربة خلال فترة وجوده في العراق وعبر التجارب التي مر بها هناك.&ويصور اوريارتي حالات السأم التي يمر بها رجال المارينز خلال فترة الحرب وكيف انهم يتوقون للدخول في معركة لهدف واحد هو كسب الشرعية في عيون رفاقهم من رجال المارينز الآخرين، كما يصور مدى احساسهم بالرعب عندما يخوضون معارك فعلية. ويرسم اوريارتي في كتابه مدنيين تشوهوا بسبب القتال واحشاء اقرب اصدقائه مرمية خارج جسده بعد تعرضه الى تفجير بعبوة ناسفة. صوَّر الرسام كل شيء تقريبا بواقعية أنيقة وصادقة.&ويأمل الفنان ان يتحول كتابه الى فيلم، وهو ينوي الانتقال من محل اقامته الحالي في بي أيريا الى لوس انجلوس، حيث سينشئ استوديو خاصًا بالرسوم المتحركة، وسيعمل على تحويل قصة تيرمينال لانس الى مسلسل تلفزيوني.&
&