أزمة النازحين السوريين من حلب تُخيم على الصحف العربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قسم المتابعة الإعلامية
بي بي سي
أبرزت العديد من الصحف العربية أزمة السوريين النازحين من حلب باتجاه حدود تركيا فرارا من الهجمات التي تشنها القوات الحكومية بدعم من ضربات جوية روسية.
وقد أشارت تقارير إلى أن نحو 70 ألف شخص توجهوا إلى الحدود هربا من القتال.
وفي موضوع آخر، انقسمت الصحف الجزائرية بشأن حزمة التعديلات الدستورية التي أقرها البرلمان، وتتضمن إعادة تحديد فترات الرئاسة باثنتين فقط والاعتراف رسميا باللغة الأمازيغية.
"عنصرية" تجاه اللاجئين
وصفت الراية القطرية في افتتاحيتها وضع النازحين السوريين بـ"المأساة"، فيما أدانت "الصمت الدولي المخجل".
وتضيف الراية "المحنة الإنسانية غير المسبوقة التي يواجهها أكثر من 70 ألف نازح سوري من ريف حلب على الحدود التركية بسبب اشتداد الهجوم من النظام وروسيا والأكراد وداعش والميليشيات الطائفية تتطلب موقفاً دولياً واضحاً بخصوص إنقاذهم من الموت جوعاً وبرداً."
وتختتم الافتتاحية بالقول "من المهم أن يدرك المجتمع الدولي أن مأساة هؤلاء النازحين لا يجب أن تستمر وأن الصمت الدولي تجاه هذه القضية المأساوية يمثل فضيحة دولية وفشلاً ذريعاً."
وفي مقال بعنوان: "شتاء اللاجئين"، تقول سوسن دهنيم في الوسط البحرينية "كنتُ أعرفُ أن شتاء اللاجئين قاسٍ ومؤلم ومليء بالحسرة، لكنني لم أعِ مقدار كل هذا إلا عندما زرتُ تركيا شتاءً وجرَّبتُ معنى أن تكون ضعيفاً وغريباً أمام شتاءٍ لا يرحم."
وتناشد دهنيم المجتمع الدولي تقديم يد العون للاجئين السوريين، مضيفة "ما زلتُ أتذكر توسلات أطفال اللاجئين وهم يمدون أيديهم طلباً للعون كي يشتري لهم السواح وجبة أو يعطوهم أجرة المترو كي يصلوا إلى أماكن سكنهم آمنين بعد يوم طويل ومرهق قضوه وهم يتوسلون الناس مساعدتهم بأصوات منكسرة وقلوب تنزف وطناً مهدوراً."
انتقادات للغرب وروسيا
وينتقد محمد كعوش في الرأي الأردنية السلطات التركية لعدم اتخاذ إجراءات من شأنها الحد من تدفق اللاجئين السوريين إليها.
ويقول كعوش "صحيح أن الاتحاد الاوروبي دفع ثلاثة مليارات يورو للحكومة التركية من أجل وقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا عبر اراضيها، ولكن حكومة أنقرة التي سمحت بتهريب اللاجئين والمتاجرة بالنفط المهرب لم تتخذ خطوات جادة لتلبية الرغبة الاوروبية."
ويضيف "وها هي تركيا ذاتها اليوم تقع في الأزمة وتصرخ في مواجهة أزمة تدفق اللاجئين والفارين من ساحات القتال وعائلاتهم إلى اراضيها."
وفي الإطار ذاته، يؤكد حسن أبو طالب في الأهرام المصرية على فشل محادثات جنيف في التوصل إلى "وقف إطلاق النار أو البدء في توفير مواد الإغاثة الإنسانية لمئات آلاف السوريين المحاصرين في العديد من القرى والمدن."
كما يهاجم أبو طالب "الاستعدادات التركية للتوغل العسكري البرى في الأراضي السورية... بحجة إقامة منطقة آمنة يتجمع فيها السوريون النازحون من قراهم ومدنهم."
واعتبر أن هدف أنقرة من تلك الخطوة "منع أي فرصة لإقامة كيان كردى سوري قريب من الحدود، وزيادة الضغوط على نظام الأسد، سواء بقي في دمشق أو أقام له دويلة في غرب البلاد، فضلا عن تقسيم سوريا جغرافياً ومع الزمن يصبح الجزء المُسيطر عليه تركيا جزءا من الدولة التركية المُوسعة."
وفي النهار اللبنانية انتقدت روزانا بومنصف الموقف الأمريكي والغربي إزاء الأزمة.
وتقول بومنصف "في حين تسجّل روسيا انتصارات عسكرية عبر دحض أهداف الغرب في سوريا فهي تدفع بالغرب إلى دفع الاثمان وتمويل ما تتركه 'الانتصارات' الروسية المعاكسة لطموحاته أو إرادته في صورة تعكس مدى العجز الغربي بقيادة الولايات المتحدة وغياب أي مبادرة في ظل الاندفاع الروسي في سوريا."
وينتقد عبد العزيز العويشق في الوطن السعودية تعامل دول الاتحاد الأوروبي مع أزمة توافد اللاجئين على أراضي الاتحاد.
ويقول العويشق "فشل الاتحاد الأوروبي في إقناع بعض دوله بقبول حصص يسيرة من هؤلاء اللاجئين لا تتجاوز بضع مئات. وأغلقت معظم دول الاتحاد الأوروبي أبوابها أمام اللاجئين، أو سمحت بأعداد محدودة منهم، وكلف بعضها قوات الأمن بطردهم بالقوة أو ملاحقتهم في البحر لمنعهم من الوصول إلى الموانئ الأوروبية."
ووصف الكاتب مواقف بعض الزعماء الأوروبيين بـ"العنصرية تجاه اللاجئين".
"انتحار أمة"
وفي الجزائر، أشادت أمينة دباش في جريدة الشعب بإقرار البرلمان التعديلات الدستورية.
واعتبرت دباش أن هذا الأمر بمثابة "عهد ديمقراطي جديد يؤسس لجزائر جديدة تتسع لجميع الأطياف بإعطائها كافة حقوق وواجبات ممارستها السياسية وتدعم فيها الثوابت الوطنية وتعزز الحريات بما في ذلك حرية التعبير والصحافة."
وتضيف "إنها خطوة جريئة تندرج ضمن نظرة استشرافية نحو حكامة ديمقراطية متزنة لا ينكرها إلا جاحد."
بالمقابل، شن سعد بوعقبة في صحيفة الخبر هجوماً على رئاسة الجمهورية، وذلك في مقال بعنوان "انتحار أمة".
واعتبر بوعقبة أن ما تم إقراره هو "أسوأ وثيقة دستورية أخرجت للناس في جزائر الاستقلال. وثيقة تكرّس إطلاق يد الرئيس ليفعل بالبلاد ما يشاء ولا يسأله أحد."
ويستمر بوعقبة في انتقاد ما يصفه بـ "مهازل قصر الأمم والبرلمان بغرفتيه وما يرتكب باسم الشعب من مناكر تشريعية."
أما صحيفة الأحرار فاستغلت إقرار التعديلات الدستورية لتوجيه سهام النقد إلى المعارضة في افتتاحيتها.
ووصفت الافتتاحية المعارضة بأنها "شكلية وتندرج ضمن ديكور الممارسة الديمقراطية لا غير"، مضيفة أنها "لن تقدر... على الوقوف في وجه دستور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فالأغلبية المريحة التي يتوفر عليها في غرفتي البرلمان ستتيح له العبور بأمان ودون مشاكل تذكر."