قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عندما يتطرق الحديث الى الفقر تجد الجميع يعرف اسبابه ويشرحها بإسهاب وبوضوح، ولكن قلما يطرح احد حلولا مقبولة وحقيقية وعملية وقابلة للتطبيق للخروج من هذه الحالة، والفقر الذي يجري الحديث عنه هنا لا يتعلق بالدول الفقيرة والنامية، بل بمواطني اوروبا، وبشكل أدق بمواطني بريطانيا.&
إعداد ميسون أبو الحب: قال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون قبل فترة إن الفقر في المملكة المتحدة ينتج عن تفكك الاسرة وعن العنف المنزلي ثم عن الادمان، وهو يعتقد ان بريطانيا تزدهر اقتصاديا بشكل يدعو الى الاعجاب لأن الكل فيها يعمل وينتج، ولكنه لاحظ اهمال الجانب المجتمعي.&&ولاحظت صحيفة الغارديان ان الكلام عن الاسرة وما شابه لا يلقى آذانا صاغية في بريطانيا بشكل عام، عكس الوضع في الولايات المتحدة، حيث يتم التأكيد دائما على اهمية الاسرة وتماسكها وعلى ضرورة وجود الاب فيها، وحيث تجري دائما دراسات عن آثار المشاكل الاسرية على الاطفال وعلى مستقبلهم الدراسي والمهني.&وفي بريطانيا اجريت دراسة مهمة ولكنها فريدة من نوعها في هذا البلد، بحيث تابعت تطور 17200 طفلا ولدوا جميعا في شهر نيسان (أبريل) في عام 1970، وظلت الدراسة تتابع مراحل حياتهم وماذا فعلوا وكيف واجهوا الحياة واين هم الان، هل هم فقراء ام يعيشون عيشة يسر وراحة وكيف يكسبون قوتهم.&&وقالت هيلين جاكسون الخبيرة في مجال تحليل البيانات عن هذه الدراسة وعن النتائج التي توصلت اليها إن الملاحظات العامة تظهر ان يسر الاهل وثراءهم لا يؤدي الى ثراء الابناء، كما أن اهتمام الوالدين بطفلهما في السنوات الخمس الاولى من حياتهم لا يؤدي ايضا الى ضمان مستقبل الصغار الدراسي او المهني.&&وأكدت الخبيرة ان الدراسة خرجت باربعة عوامل اساسية رأت أن لها تأثيرا كبيرا جدا على الحالة التي ينتهي اليها المرء في سن الخامسة والثلاثين.&&
ترك الدراسة&أهم هذه العوامل هو عدم التخلي عن الدراسة في سن 16، بل اكمالها لحين الحصول على شهادة تضمن عملا مرضيا ودخلا جيدا نوعا ما (سن 16 عاما هو السن الذي يسمح فيه للطالب بالتخلي عن الدراسة في مختلف انحاء اوروبا، اما قبل ذلك فممنوع).&&ويرى مختصون ان ترك الدراسة في سن 16 عاما وقبل الحصول على شهادة يعني تقليص فرص العمل امام مثل هؤلاء الشباب، لان الزمن الذي كانت فيه المعامل والمصانع والتجارة تحتوي هؤلاء قد انتهى الان.&&
انجاب مبكر&النقطة الثانية هي عدم الانجاب في سن مبكرة، لا سيما بالنسبة للفتيات، لان وجود طفل يعيق مواصلة الدراسة ويلهي الفتيات عن تطوير انفسهن للحصول على وظيفة جيدة في المستقبل.&وذكرت احصاءات ان اعداد الفتيات اللواتي ينجبن صغارا اصبح اقل بكثير خلال السنوات الاخيرة بفضل الوعي، بالإضافة إلى صعوبة الحياة الاقتصادية بشكل عام.&&
البطالة&نقطة مهمة اخرى تنبه الى خطورة حالة البطالة عند فقد العمل السابق لأي سبب من الاسباب، وخاصة قبل بلوغ سن الخامسة والعشرين، لأن البقاء بدون عمل وتسجيل الاسم في مكاتب العاطلين ليس في صالح الشباب، ولان الشركات ترغب اكثر في تشغيل اشخاص ظلوا يعملون دون فترة توقف، حتى لو كان العمل البديل اقل شأنا وأقل دخلًا.&&
الحب&&اما النقطة الرابعة التي توصلت اليها الدراسة فغير مألوفة تماما، إذ لاحظت ان الاشخاص الذين يدخلون في علاقات مستقرة وطويلة الامد يهتمون بعملهم وبمستقبلهم وبحاضرهم ايضا، حتى لو لم يكونوا يملكون شهادات عالية.&&وكمثل على ذلك، فإن فتاة تركت الدراسة في سن 16 ثم بدأت تعمل، ولاحقًا التقت شخصا استقرت معه وكونت اسرة جميلة. ومثل هذه المرأة لن تكون فقيرة على الاطلاق وسيكون لديها دخل دائم بشكل عام لانها حريصة على استقرار حياتها.&&يذكر ان الحكومة البريطانية ضاعفت في الشهر الماضي ميزانية كانت قد خصصتها لدوائر تعنى بمعالجة المشاكل الاسرية والعاطفية وما شابه.&&
نسبة النجاح&ولاحظت الدراسة ان الاشخاص الذين يطبقون هذه القواعد الاربع لا يصبحون فقراء عند بلوغهم سن الرابعة والثلاثين إلا بنسبة 13 بالمائة. اما لدى الذين يكسرون هذه القواعد كلها فالنسبة هي 78%. وبالتالي فإن تنفيذ كل نقطة يقلل من احتمال الفقر.&&ولاحظت الدراسة ايضا ان حمل المراهقات في بريطانيا انخفض بنسبة الثلث خلال السنوات الخمس الاخيرة، كما تدنت معدلات التخلي عن مقاعد الدراسة بمقدار النصف.&&من جانب آخر، بدا أن الاجراءات الحكومية لمكافحة البطالة فعالة للغاية بحيث ان من النادر ان يبقى شخص دون عمل لاكثر من شهرين، واذا ما اضفنا هذه النجاحات الى انخفاض نسب الادمان على الكحول والمخدرات نعرف ان بريطانيا تدخل مرحلة تحسين مجتمعي.
&