من مسبباته الاكتئاب.. الخوف.. ومحاولات انتحار
دراسة ألمانية تبحث عواقب التزويج القسري للبنات
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ماجد الخطيب: لم تتوافر حتى الآن في ألمانيا معطيات رقمية وتحليلات نفسية حول ظاهرة التزويج القسري للبنات، رغم معرفة الجميع بانتشارها. قد يجري التزويج القسري لدوافع اجتماعية تتعلق بـ"الشرف"، أو بالوضع الاقتصادي للعائلة، أو ربما رغبة في الاستحصال الاقامة الألمانية لمرشح الزواج الذي يعيش في تركيا.&خشية الانتقام العائلينشر خازلان دراسته النفسية في مجلة "العيادة النفسية"، التي تصدرها نقابة الأطباء النفسيين الألمان، وطرح فيها للمرة الأولى إحصائيات عن بعض حالات التزويج القسري في ألمانيا، كما تطرق إلى العواقب النفسية لهذا النوع من الزواج على البنات.&يتضح من الدراسة أن العاصمة برلين شهدت في العام 2013 أكثر من 460 حالة تزويج قسري للبنات. وحصل الباحث على هذه الأرقام من مراكز "إرشاد النساء" في العاصمة، وعلى هذا الأساس لا يشكل هذا الرقم غير قمة جبل الجليد. يقول خازلان إن عدد البنات اللاتي يخجلن، أو يخشين انتقام العائلة، من الوصول إلى مراكز الإرشاد، يعادل ضعف الرقم المطروح.&عند مقارنة الوضع النفسي لهذه النسوة بالنساء اللاتي تزوجن برغبتهن، يظهر التأثير البعيد المدى للزواج القسري واضحًا على هذه النساء. فهن يعانين خلال حياتهن اللاحقة من حالات اكتئاب شديدة، ومن مخاوف تقلق حياتهن، ناهيكم عن حالات يأس وتفكير في الانتحار. وحاولت 4 نسوة، من مجموع 460، الانتحار، في أعقاب تزويجهن قسرًا بمن لا يرغبن في الزواج منه.&ضرب واغتصابغالبًا ما يترافق التزويج القسري للبنات بحالات عنف وضرب واغتصاب، سببها رفضهن ممارسة الجنس مع الرجال، الذين اختيروا لهن رغم أنفهن. ويصيب هذا العنف النساء بحالات نفسية شديدة ترافقهن مدى الحياة. والمشكلة هي أن أهل البنت المجبرة على الزواج لا يدافعون عن ابنتهم ضد الزوج، بل يشارك بعضهم في الضرب والعقاب رغبة في إخضاعها للزوج.&تعاني هذه النسوة عادة من أوجاع رأس دائمة، لاينفع معها أي عقار أحيانًا، هذا إضافة إلى انعكاسات جسدية أخرى، مثل مغص البطن وآلام الظهر والكتفين. وهي حالت جسدية - نفسية لاعلاقة لها بالضرب والعنف الذي يتعرّضن له. ويقول خازلان إن الرجال يجلبون نساءهم عادة إلى عيادات الأطباء، لكنهم لا يريدون تصديق أن معاناة نسائهم نفسية، وليست جسدية.&66 % يعانين الاكتئابقارن خازلان الحالة النفسية لـ120 امرأة تركية تعيش في ألمانيا، وتم تزويجها قسرًا في تركيا، مع معطيات 150 امرأة تركية تزوجن طوعًا، بحسب أقوالهن، ويعشن في ألمانيا منذ 10 سنوات في الأقل.&&وكان الاكتئاب يؤرق 66% من النساء في المجموعة الأولى، ويعانين من سوء الهضم وفقدان الشهية للطعام ومن المخاوف والوسوسة القسرية والرغبة في الانتحار، ضعف ما تعانيه النساء في المجموعة الثانية.&كانت النساء في المجموعتين يعانين بشكل متساو تقريبًا من التصورات الجنونية والانفصام في الشخصية، إلا أن هذه الأعراض ارتبطت لدى النساء من المجموعة الأولى مباشرة بالتزويج القسري، في حين ارتبطت هذه الحالات عند نساء المجموعة الثانية بأسباب وراثية وغيرها. فضلًا عن ذلك، اشتدت هذه الحالات مع مرور السنين لدى النساء اللاتي أرغمن على الزواج، كما كانت حالاتهن عصية أكثر على العلاج.&لا شجاعة على الانفصالتخضع النساء التركيات للعلاقات الأبوية، ويتحملن العواقب النفسية، في كثير من الحالات، رغم معرفتهن بأن طريق الانفصال سالكة بحكم القوانين الألمانية، التي ترفض التزويج القسري. وتكون ولادة الأطفال الحاجز الأهم أمام رغبة هذه النساء في الانفصال وبدء حياة جديدة.&هذا يفرض على مراكز إرشاد النساء، بحسب استنتاجات خازلان، أن يعززن شجاعة هذه النساء، سواء في رفض الزواج القسري، أو في طلب الطلاق لاحقًا. كما ينبغي أن تتولى مراكز رعاية النساء المضطهدات رعاية هذه النساء وتوفير الحماية لهن ضد انتقام الأهل والزوج.&أزمة اللاجئين تفاقم المشكلةيعي خازلان أن وصول موجات اللاجئين من الشرق الأوسط إلى ألمانيا في العام المنصرم سيفاقم مشكلة التزويج القسري في ألمانيا. إذ تشكل العائلات المحافظة والتقليدية الجزء الأكبر من اللاجئين القادمين من سوريا والعراق وأفغانستان وشرق تركيا واليمن وليبيا...إلخ.&ويقترح خازلان في دراسته البدء بتثقيف أطفال المهاجرين منذ الآن، في المدارس، بعواقب التزويج القسري، وبحقوق النساء في ألمانيا، وبالضمانات التي توفرها المؤسسات الألمانية بالضد من ذلك.&معروف أن يان خازلان كسب تعاطفًا كبيرًا من المجتمع الألماني بسبب رعايته وعلاجه للنساء اليزيديات، اللاتي تعرضن للاغتصاب والتزويج القسري من قبل مجرمي "داعش". كما &نشر كتابًا مؤثرًا عن "شيرين" الفتاة اليزيدية التي تم بيعها وشراؤها من قبل"داعش" مرات عدة.&جدير بالذكر أن المجلس الاتحادي الألماني أقر في العام 2010 قانون"مكافحة التزويج القسري" في ألمانيا. وتقسم وزارة العائلة الألمانية الزواج القسري إلى ثلاثة أنواع، الأول" الاستيرادي"، بمعنى أنه يستخدم لاستيراد البنات من الخارج إلى ألمانيا، والثاني هو" التصديري"، بمعنى تصدير الزوجات إلى الوطن قسرًا، والنوع الثالث "السياحي"، والمقصود به استدراج البنات للسياحة في الوطن من قبل الأهل وتزويجهن هناك قسرًا بعيدًا عن القوانين الألمانية.&&&&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف