قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عادت مقابر الكويت القديمة الى واجهة الأحداث مجدداً، بعد موافقة إدارة الإفتاء على الانتفاع بالمقابر القديمة، وإعلان البلدية عن خطة لتنظيم المناطق التجارية والاستثمارية واستغلال تلك المقابر للاستعمالات والخدمات الضرورية.&وتضم الكويت العاصمة خمس مقابر"، بعضها للسنة والبعض الآخر للشيعة، وهي مقبرة " القبلة" و"الحساوية" و" الجعفرية" و" مدوه" و"الصوابر"، وتقع تلك المقابر حاليًا بالقرب من المركز المالي للعاصمة، فيما توجد العديد من المقابر غير المستغلة على شاطئ الخليج بمدن أخرى.&واتفق رجال الدين في تصريحات لـ "إيلاف" على أنه لا توجد موانع شرعية تعوق استغلال المقابر القديمة، فيما يعود بالنفع على الوطن والمواطنين، لاسيما بعد أن باتت وسط المدن وتوقف الدفن بها منذ عشرات السنين.&
نبش القبور&وقال الداعية السلفي الشيخ حاي الحاي، "رغم أن حرمة الميت عظيمة في الاسلام، إلا أن نبش القبور لحاجة جائز"، مؤكداً أن هذا الأمر ثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام .&وأضاف : يشترط شرعاً لاستغلال المقابر في مصلحة العباد، أن يكون الدفن قد توقف فيها وهو شرط تحقق فعلاً، حيث أن غالبية تلك المقابر توقف الدفن فيها منذ نحو 70 عاماً.&كما يشترط أن تكون جثث الموتى قد تحللت تمامًا، وبليت العظام وأصبحت رميماً، وعلى السلطات المعنية "البلدية " التأكد من ذلك ، قبل أن تشرع في استغلال المقابر لأي غرض آخر يتحقق به منفعة العباد.&
زوار القبور&ومن جانبه، قال عضو هيئة علماء المسلمين رجل الدين الشيعي أحمد حسين، أن استغلال المقابر القديمة جائز، إذا اندثرت المقابر وباتت غير معلومة الأثر، وانقطع عنها روادها وزوارها .&وأضاف: الإسلام فرض احترام الموتى وقبورهم، خصوصاً أن هناك جانبًا اجتماعيًا للأمر يتمثل في زيارة الميت من قبل الأهل والأقارب والأصدقاء .&وتابع : إذا كان جانب كبير من المقابر قد اندثر، وبقي بعضها معلوماً، ولها رواد يزورونها، فيجب أن تستغل المساحة التي اندثرت وتترك المعلومة دون أن تمس، أو أن تنقل الرفات الى مكان آخر، بطريقة شرعية تحفظ احترام الميت ومشاعر الأهل.&وفي الوقت الذي انقسمت فيه آراء المواطنين، ما بين مؤيد لاستغلال المقابر القديمة، خصوصًا تلك التي تقع وسط المدن في الخدمات العامة، تشبث المعارضون بحرمة الموتى وعدم المساس بالمقابر مهما كانت الأسباب .&
عيب عيب&وقال نائب رئيس تحرير جريدة الوطن وليد الجاسم في تغريدة له على انستغرام " عيب عيب .. ضاقت عليكم الوسيعة الى هذه الدرجة ؟! اذا لم تتركوا المقابر التي دفن فيها الاجداد احتراماً فعلى الاقل &اعتبروا هذه الساحات الخالية متنفساً للعاصمة حتى لو كانت تلك الساحات مجرد مقابر .. مو ضروري تحشرون العاصمة كلها ابراج .&وأضاف : في كل العالم والعواصم نمر على مقابر قديمة بين الأسواق والشواهق من المباني ولا عيب في ذلك بل العيب أن تعرف انها مقبرة وترغب في إقامة مول فوقها .. علماً ان الكويت الخالي من اراضيها يفوق التسعين بالمائة منه .&بعيداً عن العواطف والآراء الشرعية، سال لعاب رجال الأعمال والشركات العقارية لاقتناص الفرصة، وتحويل دفة قرار البلدية نحو استغلال المقابر القديمة، والتي تتمتع بمواقع إستراتيجية في قلب الكويت العاصمة تجاريأ واستثمارياً، بتحويلها الى ابراج وناطحات سحاب.&
سعر المتر&وقال المقيم العقاري خالد الرزيحان لـ"إيلاف"، إن القرار سيوفر مساحات كبيرة قريبة من المركز المالي للعاصمة، والتي تصل أسعار المتر فيها الى نحو 10 آلاف دينار، منوهًا الى أن إحدى تلك المقابر تقع بجوار فندق شهير مملوكة لمجموعة عقارية كبيرة .&وذكر ان سعر المتر في تلك المنطقة يتراوح ما بين 5000 الف و6500 دينار، فيما تصل في المقابر القريبة من سوق الصفارين ما بين 3500 و4000 دينار للمتر .&وأشار الى محاولات كثيرة في السابق من تجار ورجال أعمال لاستصدار فتوى شرعية لاستغلال تلك المقابر، وكلها باءت جميعها بالفشل .