الوحدة الأوروبية مهددة بسبب اسوأ أزمة هجرة منذ 1945
قمة للاتحاد الأوروبي لانتزاع تسوية تمنع خروج بريطانيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بروكسل: يسعى القادة الأوروبيون خلال قمة تنطلق الخميس في بروكسل لانتزاع تسوية بحلول الجمعة تبقي بريطانيا في صفوف الاتحاد الأوروبي وإنقاذ الوحدة الأوروبية المهددة بسبب اسوأ ازمة هجرة منذ 1945.
عشية القمة التي تبدأ في الساعة 16:00 ت غ قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك انه "لا بد من الاقرار صراحة بانه لا يوجد اي ضمان اننا سنتوصل الى اتفاق" قبل ان يصفها بانها "حاسمة"، للوحدة الأوروبية ومستقبل العلاقات مع لندن.
وقال توسك الذي يترأس القمة في رسالة الدعوة الى رؤساء الدول والحكومات "لدينا خلافات حول بعض النقاط السياسية وانني مدرك تماما انه سيكون من الصعب تجاوزها" داعيا القادة الأوروبيين الى اتخاذ مواقف "بناءة".
من ازمة الهجرة الى منطقة اليورو يتعين على القادة الأوروبيين ان يحسموا الكثير من الخلافات قبل التجاوب مع التغييرات التي يطالب بها رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون بعد ان وعد بتنظيم استفتاء بشأن خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي ربما في حزيران (يونيو) في حال حصوله على اتفاق.
ويتضمن مستند من 18 صفحة يشكل اساسا للتفاوض تم توزيعه صباح الخميس العديد من المقاطع التي لم لم يتم الاتفاق بشأنها بعد، ما يشير الى حجم الخلافات القائمة.
ومسالة خروج بريطانيا من الاتحاد ليست الموضوع الخلافي الوحيد على جدول اعمال هذه القمة اذ سيناقش قادة الدول الـ28 موضوع اللاجئين سعيا لتطبيق القرارات التي اتخذت في الخريف وتأخر تطبيقها من اجل احتواء موجة الهجرة الحالية.
وان كان شركاء رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مستعدين للاعتراف بـ"الخصوصية البريطانية" الا انهم عازمون على منع انتقال اي "عدوى" الى دول اعضاء اخرى في ما يتعلق بالتنازلات المقدمة الى لندن مثل احتمال خفض المساعدات الاجتماعية المقدمة الى المواطنين الأوروبيين العاملين في بريطانيا.
آلية مفصلة على مقاس بريطانيا
وهذا الاجراء موضع الجدل الذي يعتبر "تمييزيا" بنظر مبدأ حرية التنقل الذي تاسس عليه الاتحاد الأوروبي يثير مخاوف دول أوروبا الشرقية والوسطى اذ يستهدف عمالها. واقترح توسك بالتالي "الية انقاذ" تسمح للندن بالحد بصورة موقتة من التقديمات الاجتماعية للمهاجرين الأوروبيين.
وقال دبلوماسي أوروبي معلقا على هذا الاقتراح انها الية "مفصلة خصيصا على مقاس المملكة المتحدة". ولكن "الشيطان في التفاصيل في ما يتعلق بفترة الاقتطاعات الاجتماعية. وقال دبلوماسي من أوروبا الوسطى ان "المسالة لا تزال مفتوحة، وعلى القادة ان يقرروا".
وتلقى رئيس الوزراء البريطاني المحافظ الاربعاء دعما من المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي اعتبرت ان العديد من طلبات الاصلاحات التي تقدمت بها لندن "مبررة".
وتبدي ميركل تساهلا حتى في مسالة الحوكمة الاقتصادية وتكامل منطقة اليورو مؤكدة انها "تتقاسم" مع كاميرون وجهة نظره المؤكدة انه "ينبغي عدم تجاهل الدول الاعضاء التي لا تعتمد اليورو عملة في المسائل المهمة بالنسبة لهم".
وفي المقابل ترفض فرنسا بشكل قاطع "اتاحة امكانية فيتو" للندن التي لم تنضم الى الاتحاد النقدي.
وقال دبلوماسي فرنسي الاربعاء "يجب ان يدرك كاميرون اننا نبدي الكثير من حسن النية لكن النص يخص 28 (دولة) ويجب ان يتمكن كل واحد من تبريره في بلده". غير ان اجواء من التفاؤل تسيطر في مقر رئاسة الحكومة رغم انتقادات المعارضين لأوروبا من حزب الاستقلال "يوكيب، والانقسامات في صفوف المحافظين.
وقال مسؤول حكومي بريطاني طلب عدم كشف اسمه "نعتقد اننا حققنا تقدما كبيرا ونذهب الى هذه القمة لحسم التفاصيل المتبقية". ولكن الامر ليس مقنعا لصحف بريطانيا المشككة بجدوى الانضام للاتحاد الأوروبي مثل "دايلي اكسبرس" التي عنونت الخميس "مليونا مهاجر أوروبي يسرقون وظائفنا".
ميركل معزولة في مسألة الهجرة
وان كان بوسع كاميرون ان يامل في انتزاع "افضل اتفاق ممكن" للفوز في الاستفتاء الذي تعهد للبريطانيين بتنظيمه اعتبارا من حزيران (يونيو) حول مسالة البقاء في الاتحاد او الخروج منه، فان انغيلا ميركل تصل الى بروكسل في وضع يزداد عزلة وصعفا بين شركائها في مواجهة ازمة المهاجرين.
وحضت المستشارة الاربعاء شركاءها على القيام بتحرك "مشترك" لحماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي في وقت تثير سيسة فتح الابواب للمهاجرين التي انتهجتها المانيا انتقادات متزايدة.
ولم يتقاسم الأوروبيون حتى الان توزيع سوى حوالى 500 مهاجر من اصل 160 الفا ممن وصلوا عبر اليونان وايطاليا وتعهدوا باعادة توزيعهم الصيف الماضي. كما ان فرنسا رفضت مبدأ الية دائمة لتوزيع المهاجرين مباشرة انطلاقا من تركيا دعت اليها ميركل باعتبارها حلا لازمة المهاجرين.
وكانت المستشارة تعتزم بحث مسالة اللاجئين في بروكسل مع النمسا ومجموعة من الدول الاوربية "المتطوعة" بحضور رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو غير ان الاخير الغى زيارته اثر الاعتداء الدامي في انقرة.