أخبار

في الذكرى السابعة والعشرين لتأسيسه

الجزائر تسعى إلى لمّ شمل اتحاد المغرب العربي

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

دعا الرئيس الجزائري قادة الدول المغاربية إلى بث الروح من جديد في اتحاد المغرب العربي، في سعي منه إلى تجاوز المشاكل الثنائية والحفاظ على الروابط المشتركة، التي تقوّي كل دولة في مواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة.

عبد الحفيظ العيد من الجزائر: تعالت أصوات قادة اتحاد المغرب العربي في الذكرى الـسابعة والعشرين لميلاده، الداعية إلى إعادة بعث هذا التكتل، وتحقيق الأهداف التي أسس من أجلها، خاصة في ظل التحديات الداخلية والإقليمية التي تعيشها المنطقة، وسط تشاؤم من طرف البعض في قدرة هذا الهيكل الجامد على النهوض من جديد بالنظر إلى الخلافات الموجودة بين الأطراف المشكلة له.&

وأُعلن عن تأسيس اتحاد المغرب العربي في 17 شباط (فبراير) 1989 في مدينة مراكش المغربية من قبل قادة دول الجزائر وليبيا، وتونس، والمغرب وموريتانيا، لكن فكرته تعود إلى أول مؤتمر للأحزاب المغاربية، الذي عقد في 30 نيسان (أبريل) 1958 في مدينة طنجة المغربية، وضم ممثلين عن حزب جبهة التحرير الوطني الجزائرية وحزب الاستقلال المغربي والحزب الدستوري التونسي.&لإقرار استراتيجية مشتركةوفي الجزائر، دعا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في رسائل وجّهها إلى رؤساء دول اتحاد المغرب العربي إلى العمل المشترك لبعث الإتحاد ومواجهة التحديات والتهديدات التي تعترض المنطقة، وذلك بمناسبة مرور 27 عامًا على إعلان قيام اتحاد المغرب العربي.&وأكد بوتفليقة في رسالة إلى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي& أهمية اعتماد إستراتيجية مشتركة لمواجهة التهديدات التي تعترض المنطقة. وذكر بـ"عزم الجزائر الثابت على مواصلة العمل مع كل الدول المغاربية والسعي بكل حزم في سبيل تثمين وتعزيز هذا المشروع التاريخي المبارك".&وأشار بوتفليقة في رسالة بعث بها إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى "حرص الجزائر العميق وعزمها الراسخ على العمل مع سائر شقيقاتها في المنطقة في سبيل الحفاظ على مكتسبات هذا الإنجاز التاريخي، والسعي الجاد من أجل تطوير مؤسساته وهياكله، وإعادة النظر بعمق في منظومته التشريعية ومنهجية عمله ضمن إستراتيجية مغاربية منسجمة ومندمجة من شأنها أن تجسد هذا المشروع الحضاري".&المغرب لن يدخر جهدًامن جانبه قال محمد السادس في رسالة بعث بها إلى بوتفليقة بهذه المناسبة إن "المملكة المغربية التي تعتبر الإتحاد المغاربي خيارًا استراتيجيًا لا رجعة فيه، لن تدخر جهدًا لمواصلة العمل من أجل تحقيق الاندماج بين دوله الخمس، وإقامة نظام مغاربي جديد أساسه الإخاء والثقة والتضامن وحسن الجوار وتجاوز حالة الركود المؤسساتي، التي تحول دون اضطلاع الإتحاد بالدور المنوط به على مختلف المستويات، لرفع مختلف التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه الدول المغاربية وجوارها الإقليمي والدولي".&ويرى الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في المجلس الشعبي الوطني (البرلمان) عبد الحميد سي عفيف في الرسائل المتبادلة بين قادة الدول دليلًا على بقاء فرصة لبعث هذا المشروع، رغم محطات الفشل التي مر بها، وجعلته اليوم يراوح مكانه. وقال سي عفيف لـ"إيلاف" إن الجزائر التي كانت من المؤسسين لهذا التكتل "لا تزال تؤمن بهذا الصرح المغاربي كفضاء يجمع عددًا هائلًا من السكان والثروات والإمكانات من اجل رفع التحدي، وهو خيار استراتيجي بالنسبة الينا". وأضاف أن هذا الإيمان لا يزال موجودا لدى جميع دول اتحاد المغرب العربي الخمس، رغم تغيير الظروف التي تأسس فيها.
عقباتلكن إعادة بعث الاتحاد المغاربي تعترضه عقبات عدة كانت سببا في فشله، يذكر منها الصحافي التونسي سعيد زواري "الحرب الخفية لزعامة الاتحاد بين بعض الدول المشكلة له".&وأضاف زواري في حديثه مع "إيلاف" أن الفشل المتواصل الذي لحق بالتجربة وبتجربة الجامعة العربية والموقف منها ساهم هو الآخر في عدم استطاعة الاتحاد المغاربي على تحقيق خطوات بارزة. وأشار الكاتب التونسي كذلك إلى نزوع بعض دول الاتحاد المغاربي المطلة على الضفة الجنوبية من حوض البحر الأبيض المتوسط إلى إبرام اتفاقيات فردية مع الجانب الآخر من المتوسط.&ووقعت الجزائر وتونس والمغرب بشكل انفرادي اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي، غير أن مراقبين يرون أنه كان من الأولى على هذه الدول أن تجلس الى طاولة المفاوضات مجتمعة لتكون في مركز قوة، خاصة في وجود تكتلات للتعاون مع دول القارة العجوز كمجموعة (5 + 5) والاتحاد من أجل المتوسط تسمح لها بذلك.&الصحراء الغربيةويرى السعيد زواري أن ملف الصحراء الغربية كان من أبرز الأسباب التي وقفت حجر عثرة في طريق الاتحاد المغاربي، وحالت دون نجاحه وتحقيق الأهداف التي أسس من أجلها. ويقر سي عفيف هو الآخر بأن ملف الصحراء الغربية كان سببا في عدم اكتمال مشروع الاتحاد المغاربي، مضيفا أن "موقف الجزائر واضح، ولن نتخلى عن مبادئنا، وهي تصفية الاستعمار".&وتتهم المغرب الجزائر بأنها طرف في صراعها مع جبهة البوليساريو، لكن الجزائر تؤكد أنها بلد ملاحظ في المفاوضات فقط، مثلها مثل موريتانيا، وفق ما تقره نصوص الأمم المتحدة.&وقال مسؤول في جبهة البوليساريو ان المبعوث الدولي لنزاع الصحراء الغربية يبدأ اليوم زيارة لمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف في جنوب الجزائر. وتأتي زيارة روس في إطار جولة في منطقة المغرب العربي، للقاء طرفي النزاع والبلدين الملاحظين الجزائر وموريتانيا لإعداد تقرير يرفع للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، المنتظر أن يزور المنطقة في آذار/ مارس المقبل، قبل تقديمه تقريرا حول الصحراء الغربية لمجلس الأمن في نيسان / ابريل المقبلين.&تعاونويرى مراقبون أن رسائل الود التي يطلقها الرؤساء في كل مناسبة لا تقدم أو تؤخر، لكونها لا تترجم ميدانيا. لكن سي عفيف يرد عليهم قائلا "لا هناك تعاون وعلاقات سياسية متعددة الأطراف بين دول المغرب، وتعاون متقدم بين الجزائر وتونس وموريتانيا وفي مجال الأمن مع ليبيا وحتى مع المغرب لا يوجد قطع للعلاقات، وهناك تبادل تجارب بين البلدين، إضافة إلى تعاون اقتصادي بين الدول كذلك الموجود بين رجال الأعمال الجزائريين والمغاربة".&إعادة هيكلةيؤيد سي عفيف المقترح الداعي الى إعادة هيكلة مؤسسات اتحاد المغرب العربي من خلال إعطاء صلاحيات أكثر لمؤسساته، بغية التفعيل الحقيقي لهذه المؤسسات. ويدعو سي عفيف أيضا إلى إعادة رسم أهداف الاتحاد المغاربي الذي يتماشى مع الظروف الحالية و"أن لا ترتبط بقضايا أخرى تعجيزية".&ودعا الرئيس بوتفليقة في رسالة إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى "التعجيل في إدخال إصلاحات عميقة وجوهرية على هياكله ومؤسساته ومنهجية عمله وفق منظور واقعي وإستراتيجية كاملة، بما يكفل تحقيق الوحدة المنشودة وإعطاء اتحادنا المغاربي مكانته المستحقة بين مختلف التكتلات الإقليمية والدولية".&وبحسب متابعين للشأن المغربي، فإن تحقيق الوحدة المغاربية يبقى مرهونًا أولا بمدى استطاعة هذه الدول في أن تكون سيدة في قراراتها، وأن لا تخضع مواقفها وتعاملاتها البينية لأجندة غربية.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف