تضمّ شبكات نقل شديدة التعقيد
خرائط المدن الكبيرة تفوق قدرة العقل على التحليل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خلُصت دراسة جديدة إلى أنّ خرائط شبكات النقل في المدن الكبيرة اليوم، تبدو معقدة الى حد لا يتحمله العقل، إلى درجة أنّ السياح والغرباء الذين يضلون طريقهم أو يقضون ساعات للوصول الى وجهتهم، معذورون في شعورهم بالاحباط وهم يحاولون ان يفكوا طلاسم هذه الخرائط.&
لندن: قال فريق من علماء الرياضيات والفيزياء في جامعة اوكسفورد وجامعة باريس ان رحلة تتضمن تغيير وسائل النقل مرتين في مدينة كبيرة تتطلب تحليل كمية من المعلومات تقرب من الحدود المعرفية القصوى لعقل الانسان.
واكتشف العلماء ان 250 محطة ترتبط بخطوط أخرى هي الحد الأقصى لقدرة العقل على الاستيعاب السهل. وان شبكة قطارات الانفاق وحدها في نيويورك تصل بترابط محطاتها الى حد يصبح معه من الصعب على العقل ان يجد الطريق الأمثل الى وجهته.
وحين تتعدد وسائل النقل بين قطارات الانفاق والحافلات وسيارات التاكسي في مدن مثل لندن وباريس وطوكيو ونيويورك يكون من حق الزائر ان يصاب بالحيرة ويلعن اليوم الذي قرر فيه تجريب حظه مع هذه المتاهة الشائكة.
ونقلت صحيفة الغارديان عن البروفيسور مايسون بورتر استاذ المنظومات غير الخطية والمعقدة في جامعة اوكسفورد قوله "ان هناك أدلة تجريبية على وجود حدود معرفية في العقل مثل عدد الارقام التي يستطيع الشخص ان يتذكرها من ارقام الهاتف أو عدد الأجسام المتحركة".&
واضاف البروفيسور بورتر "ان المدن وشبكات النقل فيها اتسعت الى حد بلغت معه مستوى من التعقيد يفوق قدرة العقل على التحليل لايجاد طريقه فيها".
واشار بورتر الى ان سكان المدن قد لا يواجهون مثل هذه المصاعب وان اهل لندن مثلا يعرفون طريقهم في& شبكة قطارات الانفاق ولكن الزائر قد يعاني بسبب التعقيدات التي يواجهها خلال تنقله وكأنه يحاول ان يحل الغازا غريبة.&
واعرب فريق العلماء عن الأمل بأن تؤدي نتائج دراسته الى مزيد من الاختبارات التي يجريها علماء الأعصاب على قراء الخرائط الذين يضلون طريقهم بين خطوطها المتشابكة.
وقال البروفيسور بورتر ان نظام تحديد المواقع العالمي أو التطبيقات التي تعتمد الملاحة الأرضية لمساعدة المسافرين قد تكون مفيدة ولكن دائرة عملها لا تصل الى انفاق تحت الأرض ولا تستطيع ان تنقل المعلومات المنشودة.
واضاف ان من الضروري في نهاية المطاف إيجاد نوع من الخرائط يختلف عن الخرائط المتعارف عليها الآن.