بريطانيا: حزب المحافظين مهدد بالانفجار

يشهد حزب المحافظين البريطاني انقسامًا عميقًا حول قضية الاستفتاء على مصير الوجود في الاتحاد الأوروبي من عدمه، وفيما يتحضر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون للدفع نحو التصويت بـ "نعم" للبقاء، تظهر عشرات الأصوات الرافضة والمؤيدة للانفصال عن أوروبا.&لندن: أظهر استطلاع بين اعضاء حزب المحافظين البريطاني وقواعده حجم التحدي الذي يواجه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لمنع الحزب من الانهيار بسبب الخلاف حول البقاء في الاتحاد الاوروبي أو الخروج منه.&&وفي حين ان الاهتمام كان مُنصبًا منذ الاتفاق مع بروكسل على انقسام مجلس الوزراء بين مؤيد ومعارض للبقاء، فإن الاستطلاع الذي اجرته صحيفة الغارديان يسلط الضوء على انقسام اعمق على مستوى الأعضاء والقواعد، كما يشير الاستطلاع الى تذمر قواعد المحافظين من طريقة كاميرون في التعامل مع القضية.&&ويتضح من المقابلات التي أُجريت مع رؤساء فروع الحزب ومسؤوليه وممثليه في المجالس البلدية وآخرين على مستوى القواعد من شمال بريطانيا الى جنوبها، أن مشاعر المحافظين تتسم بالانفعال، ودعا البعض الى حوار ودي متحضر، في حين كانت مواقف البعض الآخر تعكس وجود توترات يمكن ان تتطور الى انقسام قد تكون عواقبه وخيمة على المدى البعيد. &&مناصفة&ومن بين 70 دائرة انتخابية شملها الاستطلاع، قال مسؤولو الحزب في دائرتين فقط إن غالبية الاعضاء يؤيدون بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي، فيما امتنع المسؤولون في عدة دوائر أخرى عن التطرق بالأرقام الى انقسام الرأي بين اعضاء الحزب في دوائرهم، ولكن بين الذي ابدوا استعدادهم للحديث قال المسؤولون في أكثر من 12 دائرة انتخابية إن المحافظين منقسمون 50/50 وان هناك في 17 دائرة اخرى أغلبية لصالح الخروج من الاتحاد الاوروبي.&&وقالت ليز هارسنت، رئيسة فرع الحزب في منطقة ايبسويتش شمال شرق لندن: "إن نائب منطقتنا المحافظ مع البقاء ولكننا بصراحة كلنا نريد الخروج"، فيما اظهرت مقابلات أخرى وجود انقسام مماثل بين قادة الحزب واعضائه على البقاء أو الخروج.&&ولكن تصويت المحافظين بنسبة كبيرة لصالح الخروج من الاتحاد الاوروبي في استفتاء 23 حزيران (يونيو) المقبل لن يحسم القضية بالضرورة، نظرًا لوجود ناخبين مع البقاء من الأحزاب الأخرى، وناخبين لا ينتمون الى أي حزب لكنهم مع البقاء في الاتحاد الاوروبي. &&تداعيات الانقسام&ويمكن ان تمتد تداعيات الانقسام بين قواعد المحافظين الى سلسلة من الانتخابات المحلية والبلدية من المقرر اجراؤها في عموم بريطانيا في ايار (مايو) المقبل، كما ان الخلاف يمكن ان يدفع اعضاء في حزب المحافظين الى احضان حزب الاستقلال البريطاني اليميني المتطرف إذا انتصر المؤيدون للبقاء في الاتحاد الاوروبي.&وتخللت عملية الاستطلاع في كل مراحلها انتقادات شديدة لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي اتهمه العديد من اعضاء حزبه بالفشل في انتزاع اتفاق أفضل من مفاوضاته مع قادة الاتحاد الاوروبي.&&واعترف وزير الشؤون البرلمانية كريس غرايلنغ الذي يؤيد الخروج من الاتحاد الاوروبي بوجود "آراء قوية ومنقسمة" داخل الحزب بشأن الاتحاد الاوروبي لكنه دعا الى& اتخاذ موقف "ناضج ومدروس في السجال"، واعرب عن الأمل بـأن يبقى اعضاء الحزب اصدقاء بعد الاستفتاء رغم الانقسامات العميقة التي احدثتها قضية بقاء بريطانيا او خروجها من الاتحاد الاوروبي.&&واصدر مقر حملة حزب المحافظين توجيهًا يدعو مسؤولي فروع الحزب على مستوى الدوائر المحلية الى اتخاذ موقف محايد وترك الاعضاء يعملون في الحملة كل حسب رأيه وموقفه من القضية.&&ولا تُعلن عادة ارقام العضوية في حزب المحافظين، ولكن التقديرات تشير الى انه قبل اكثر من عامين كان يضم نحو 150 الف عضو. &

&