غياب الاستراتيجية الغربية الواضحة يشجع بوتين على التمادي
عبد الاله مجيد
-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام إضغط هنا للإشتراك
تريد روسيا توسيع نفوذها في الشرق الأوسط واوروبا الشرقية وتريد ان تعود قوة عظمى على قدم المساواة مع الولايات المتحدة في الساحة الدولية، واظهرت الأحداث الأخيرة ان الرئيس فلاديمير بوتين لا يتورع عن استخدام كل الوسائل لتحقيق غاياته، بما في ذلك قصف مناطق سكنية ومستشفيات في سوريا.&والطائرات الروسية بتهجيرها سكان هذه المناطق عن طريق القصف تزيد تدفق اللاجئين وزعزعة استقرار اوروبا وتركيا. &واصبح واضحا ان روسيا ليست شريكا في الحرب ضد داعش، كما كان يأمل البعض.&ومنذ اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما في عام 2014 ان روسيا ليست أكثر من "قوة اقليمية" يعمل بوتين بلا هوادة على اثبات العكس. وهذا ما اشار اليه رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف عندما تحدث عن "حرب باردة جديدة" في مؤتمر ميونيخ للأمن. &فان اندلاع "حرب باردة جديدة" يتطلب صراع طرفين متساويين في القوة.&وليس مصادفة ان يتحدث ميدفيديف عن هذه الحرب الباردة في المانيا حيث مخاوف المواجهة مع روسيا مخاوف عميقة بصفة خاصة ، كما يلاحظ المحلل السياسي ماتيو فون رور في مجلة شبيغل. &&ولكن روسيا اليوم ليست الاتحاد السوفيتي. &وإذا عززت قواها العسكرية في السنوات الأخيرة فانها تبقى بلدا لا يُعتد بقوته اقتصاديا. &وتراجعت قوة روسيا أكثر بتأثير العقوبات وهبوط اسعار النفط. &وحقيقة استمرار الخوف من روسيا ناجمة عن تصميم القيادة الروسية وذكائها الاستراتيجي وفشل الغرب. &وفي النهاية فان روسيا قوية بقدر ما يكون الغرب ضعيفا، بحسب تعبير المحلل فون رور. &وليس لدى اوروبا والولايات المتحدة رد على سياسة بوتين العدوانية لأنهما لا يمتلكان استراتيجية واضحة تردان بها بل انهما عاجزتان حتى عن الاتفاق على اهداف مشتركة. &&في سوريا مثلا امتنعت الولايات المتحدة عن اقامة منطقة حظر جوي في الشمال او تقديم دعم حقيقي لفصائل المعارضة المعتدلة التي تقاتل نظام بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية "داعش". &ولعل اتخاذ مثل هذه الخطوات كان من شأنه ان يمنع النزوح الجماعي الذي يشهده العالم اليوم وخاصة اوروبا.&&من جهة اخرى فان لدى روسيا هدفا واضحا يتمثل في الابقاء على الأسد وتقوية نظامه. &وهو هدف تسعى اليه موسكو بلا وازع. &&ولم تعد لدى الغرب اوراق يلعبها لممارسة الضغط على بوتين، وسيتعين عليه التسليم ببقاء سوريا دولة فاشلة بقيادة الأسد. &كما يكاد الغرب ان يفقد اوكرانيا التي لجأت اليه قبل عامين. &وهناك ايضا تعمل روسيا على تحقيق هدف واضح حددته لنفسها هو تقويض استقرار البلد مستخدمة السلاح والرجال لتحقيقه. &اما الغرب فانه يفتقد الى الارادة المطلوبة لدعم اوكرانيا.&&وتعمل تهديدات الكرملين والخوف من وقوع مواجهة مسلحة على تقوية مواقع اولئك الذين يريدون في الغرب تسوية مع بوتين مهما كان الثمن باهظا. &ويريد بعض السياسيين الالمان رفع العقوبات عن روسيا دون مقابل ، بحسب المحلل فون رور مشيرا الى الزيارة التي قام بها مؤخرا الى موسكو هورست زيهوفر حاكم ولاية بافاريا القوية اقتصاديا واشد المعارضين لسياسة المستشارة انغيلا ميركل بشأن ازمة اللاجئين رغم ان حزبه المسيحي الاجتماعي شريك ميركل في الحكومة الائتلافية. ويرى فون رور ان الزيارة أوحت كذبا بأن كل شيء يمكن ان يُحل بمزيد من الحوار مع روسيا والتخفيف من انتقادها. &&ولكن دروس سوريا واوكرانيا تثبت العكس. &فان كل المحاولات لتغيير موقف روسيا من خلال التقارب والغزل باءت بالفشل. &والشيء الوحيد الذي يؤثر في بوتين ويحمله على التعاون هو ضغط الغرب عليه بشدة. &وفي اوكرانيا لم يكن بوتين يتوقع ان تُفرض عليه عقوبات شديدة ومن خلال هذه الاجراءات العقابية وحدها أمكن وقف العدوان الروسي من التمادي. ولكن مثل هذا الوضوح غائب حين يتعلق الأمر بسوريا بل على العكس فان بعض السياسيين الغربيين حتى رحبوا بالتدخل الروسي. &&ولهذا الدرس أهميته. &فالغرب استهان بما يمكن ان تفعله روسيا وعليه ان يتوقع المزيد من المغامرات الروسية في السياسة الخارجية سواء في اوروبا الشرقية أو في العلاقة المتوترة اصلا مع تركيا. &ويقول المحلل السياسي فون رور في مجلة شبيغل ان بوتين يحتاج الى مثل هذه المغامرات للحفاظ على شعبيته رغم ان شعبه يزداد فقرا. &وإذا أراد الغرب ان يتفادى الالتفاف عليه مرة اخرى في نزاعات قادمة فانه لا يمكن ان يسمح لأحد بتخويفه ولا يمكن ان يعمل على إرضائه بل على الغرب ان يتصدى لهذه الاعتداءات على النظام العالمي بموقف موحد.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقال مليء بالأكاذيب
خالد -
للأسف مقال مليء بالأكاذيب. مشكلة بعض الكتاب يعتقدون بأن الناس بهذه الدرجة أو تلك من الغباء ليصدقوا مثل هذا المقال البائس. نعرف بأن ايلاف جريدة اليكترونية منحازة للغرب لكن على الأقل فليرتقي بعض من يكتبون بأكاذيبهم حتى يخدعوا الناس لبعض الوقت وليس لكل الوقت.
قراءه خاطئة
قارئ -
مع كل الاحترام للكاتب اجد انه ابتعد كثيرا عن الواقع ، بل بنى افتراضات وبالتالي تحليلات ليس لها اساس واقعي ، روسيا لا يمكنها ابدا ان تتحدى الولايات المتحده ، هذا شيء يعرفه بوتن قبل غيره ، الاداره الامريكيه الحاليّه هي أقوى اداره حكمت الولايات المتحده على مر العقود لانها قالت بصراحه وبدون مجامله لحلفائها في المنطقة بان اهتماماتها لم تعد في منطقتهم وان مصالحها القومية تحولت الى شرق آسيا ، وان مواقفها معهم ( اي حلفائها ) هي مواقف مجامله لأجل الايام الماضيه ، وبالتالي نسقت مع روسيا كي لا يحدث فراغ أمني في المنطقة بعد انسحابها ( اي الولايات المتحده ) ، خطوط اوباما الحمراء كانت نقطة التحول في موضوع سوريا ، دول الخليج وفي مقدمتها السعودية حاولت وتحاول الحصول على بديل لحليفتها التاريخية وللاسف دون جدوى ، توجهت نحو فرنسا وبريطانيا والصين ولم تحصل على المطلوب لان تلك الدول هي في حقيقتها مجرد كومبارس في اللعبه الدوليه ، توجهت نحو روسيا التي رفضت تقديم اية تنازلات لان كل أوراق اللعبه في يدها ، حتى انها توجهت الى الهند ، فالغريق يتمسك بقشه ، والهند في الميزان العسكري والسياسي الدولي ليست اكثر من قشه ، رغم تقدمها العلمي والاقتصادي ، الولايات المتحده تخلت عن تركيا وخذلتها ، تركيا ودول الخليج عاجزه حتى عن تقديم أسلحه فعاله للمعارضة السورية كالدفاعات الصاروخيه الجوية لان الاداره الامريكيه منعتها من ذلك بل ان تركيا لا تملك ان تمنع قيام دويله كردية جديده على حدودها الجنوبية ، ان تقسيم تركيا نفسها اصبح قريبا وفي المستقبل المنظور ، روسيا ليست اكثر من لاعب بديل اختارته الاداره الامريكيه ليحل محلها بالمنطقة تاركه عن عمد تفاصيل مثيره للخلاف وراءها كدور ايران مثلا ، اما ان روسيا وبوتن ومدفيديف يتحدون الولايات المتحده ويفرضون انفسهم وشروطهم فهذابعيد كل البعد عن واقع المسرحيه الحاليّه التي تجري في المنطقه والتي خططتها وكتبتها ونفذتها الاداره الامريكيه والتي ستكون نهايتها دويلات طائفية ودينيه وقوميه سيطلق عليها اسم الشرق الاوسط الجديد الذي سيحل محل اتفاق سايكس - بيكو عندما كانت فرنسا وبريطانيا من الدول العظمى اي قبل ان تتحولا الى مجرد كومبارس اليوم .
أحفاد ستالين السفاح .
متابع -
أنظرو اللؤم بوجه هذا اللقيط من احفاد ستالين السفاح .
روسيا يلزمها بعض الطعام
OMAR OMAR -
روسيا يلزمها بعض الطعام لأشباع شعبها الجوعان.
poutine doit cesser ses f
jamal -
la russie est bien armée c vrai mais si elle commence une guerre contre l''OTAN elle v a le regretter sauf que les occidentaux n''ont pas osé l''intimider parce qu''elle a le nucléaire ,poutine ne peut pas user de cette arme il sait bien que c qu''il va entourer la corde à son cou .et il est pas du genre suicidaire donc ils suffit qu''il voit que toues les partis sont unises il va reculer même s''il compte sur la chine c qu''il a tort la chine ne va pas s''aventurer dans une guerre ou elle n''a pas d''intêret