قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الخرطوم: كان ابوعبيدة علي صغيرا عندما هاجم مسلحون قريته عام 2003 وقتلوا ابيه واجبروا اسرته على الفرار، ما وضع حدا لاحلامه في طفولة عادية وفي الحصول على التعليم.&منذ تسعة اعوام، توقف ابوعبيدة عن الذهاب الى المدرسة، وهو الآن في السابعة عشرة، وواحد من اكثر من 870 الف قاصرا من &دارفور يعيشون في مخيمات النزوح ويكافحون من اجل ايجاد توازن بين تحصيل العلم لافراد من عائلاتهم وتامين احتياجاتهم الاساسية للحياة.&وقال ابو عبيدة وهو يجلس امام كوخ يقيم فيه مع اسرته في مخيم أباذر للنازحيين قرب الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، "بعد اربع سنوات من وصولي الى هنا، تركت الدراسة لمساعدة امي في تربية شقيقاتي الاربع اللواتي كن يذهبن الى المدرسة". ومنذ ترك الدراسة، يعمل ابوعبيدة علي في مطعم بسوق صغير في وسط طرق المخيم الترابية.&في المطعم الذي يقدم الوجبات بسعر زهيد، يخدم ابوعبيدة الزبائن ويغسل الصحون من الصباح حتى المغيب، ويتقاضى اجرا يوميا يبلغ &خمسة عشر جنيها اي حوالى ثلاثة دولارات. وفي ولاية غرب دارفور، حيث اكثر من ثلاثين في المئة من الاطفال خارج مقاعد الدراسة الابتدائية، يساهم أجر علي بدفع اقساط شقيقاته الصغيرات &في مدرسة حكومية مخصصة لاطفال المخيم.&الطفولة المفقودةوتكافح العائلات في غرب دارفور لتوفير كتب الدراسة والكراسات والاقلام والوجبات الغذائية لاطفالها. ويعمل بعض الاطفال لمساعدة اسرهم التي تعيش في المخيمات. وقال علي بلهجة حزينة "اريد العودة الى المدرسة، ولكنها الظروف".&وفر علي مع اسرته الى المخيم من قريته نوري التي غالبية سكانها من قبيلة المساليت غير العربية، مع بداية النزاع في دارفور قبل 13 عاما. ومثله مثل كثير من اقرانه الذين اجبرهم النزاع على الفرار من منازلهم والعيش بعيدا عنها لوقت طويل، ليست لديه ذكريات مرتبطة بقريته الاصلية.&واندلع النزاع في دارفور عندما انتفض مسلحون من الاقليم الواقع في غرب السودان ضد حكومة الرئيس السوداني عمر البشير التي يسيطر عليها العرب عام 2003، آخذين عليه تهميش الاقليم اقتصاديا وسياسيا. واطلقت الحكومة حملة عسكرية بقوات مشاة وميليشيات متحالفة معها للقضاء على التمرد، وتسييت الحرب بفرار 2,5 مليون شخص من منازلهم. ويعيش 1,4 مليون شخص في مخيمات نزوح داخلية، واكثر من نصف النازحين من الاطفال.&واعتبرت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، في تقرير عن وضع هؤلاء الاطفال، "الخطورة انهم يفقدون طفولتهم". وتجدد القتال في منطقة جبل مرة الممتدة في ولايات شمال ووسط وجنوب دارفور في 15 كانون الثاني/يناير الماضي، ما تسبب في نزوح 82 الف مدنيا، 60% منهم اطفال.&وتؤكد اليونيسيف ان مناطق النزاعات في اطراف السودان تعاني من "اكبر معدل سوء التغذية للاطفال واكبر معدل عدم تغطية بالتحصين ضد امراض الطفولة واعلى نسبة اطفال خارج مقاعد الدراسة واعلى معدل اطفال يعيشون ايتاما". ويؤكد ان من هم دون الثامنة عشر "هم اكثر الفئات تاثرا بالكوارث التي يصنعها الانسان".&ومن اجل مساعدة قاصرين مثل علي على البقاء في مقاعد الدراسة، يقدم برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة وجبة يومية لستمئة الف من اطفال دارفور. كما يقدم طبقا من العدس للاطفال النازحين في المدارس حتى لا تتحمل اسرهم تكلفة وجبات وتخرجهم من مقاعد الدراسة ليعملوا.&في مخيم اباذر، وهو من اصغر المخيمات في دارفور، يتلقى 16,863 شخص بينهم الفا طفل وجبات يومية. بين هؤلاء الاطفال، دار السلام عبد القدوس ذات العشرة اعوام، التي فرت عائلتها الى المخيم بسبب الهجوم على قريتها قبل ثلاثة اعوام من ولادتها. وتراجع دار السلام التي ارتدت فستانا ازرق فاتح اللون دروسها، وتتوقف بشكل متقطع لتتبادل الابتسامات والاحاديث بصوت خفيض مع صديقاتها في ساحة من ساحات المخيم.&وشاهدت دار السلام عددا من زملائها وزميلاتها يتركون الدراسة، وتقول "فصلنا مليء بالاولاد والبنات، يبلغ عددهم حوالى 115، لكن عددا كبيرا ترك الدراسة". وتحصل دار السلام على مساعدة برنامج الغذاء العالمي، ويؤكد والدها ان هذه المساعدة مفيدة.&ويقول عبد القدوس أتيم "معظم اطفال المخيم لا يذهبون للمدرسة بسبب الظروف. آباؤهم لا يعملون مثل حالتي. انا اعمل يوما وانتظر اياما بدون عمل".ولعبد القدوس تسعة اطفال غير دار السلام، وهو يؤكد ان الاوضاع صعبة، ولكنه يريد لدار السلام ان تواصل دراستها.&خارج اوقات دراستها، تساعد دار السلام أسرتها على حلب اللبن من الاغنام وغسل اواني المنزل في ساحة المخيم القريبة. وتقول باسمة "اريد ان اصبح معلمة".&