قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تتجه كل الأنظار نحو الإنتخابات المرتقبة في إيران، لا سيما بعد رفع العقوبات وإنجاز الاتفاق النووي مع الغرب، وفيما يحاول الإصلاحيون أن يحجزوا مكانة متقدمة على صعيد البرلمان ومجلس الخبراء، تبرز تحركات كثيرة من قبل المتشددين لمقاومة هذه المحاولات.&
طهران: يتوجه الايرانيون الى صناديق الاقتراع في 26 شباط (فبراير) لانتخاب برلمان جديد ومجلس الخبراء الذي يختار المرشد الأعلى، وستكون الانتخابات، وهي الأولى منذ توقيع الاتفاق النووي ورفع العقوبات، بمثابة اختبار لمزاج الايرانيين ومؤشر الى الاتجاه الذي يسير فيه بلدهم.&&ويتنافس زهاء 6000 مرشح على مقاعد البرلمان البالغ عددها 290 مقعدا، فيما لا توجد في البرلمان احزاب سياسية بالمعنى المتعارف عليه، بل نواب يتوزعون على كتل، بعضهم يؤيدون أجندة اصلاحية، والبعض الآخر يتخذون موقفًا متشددًا.&&وتصاعد الصراع بين هذين المعسكرين منذ التوقيع على الاتفاق النووي في تموز (يوليو) من العام الماضي، حيث يحاول المتشددون ان يقاوموا محاولات الرئيس حسن روحاني لصرف نجاحه في السياسة الخارجية بإصلاح سياسي في الداخل.&&ويجب ان تنال كل التعيينات الوزارية والتشريعات الجديدة موافقة النواب، لذا يحتاج الرئيس الى علاقة عمل طيبة مع البرلمان لتنفيذ سياساته، كما ويحتاج الرئيس روحاني، الذي انهى نصف ولايته، الى تأييد النواب لتمرير الاصلاحات الاقتصادية التي طال انتظارها وإعادة انتخابه في عام 2017.&&
كتلة معتدلة&وفي هذا الإطار، فإن مجلس الخبراء هو أعلى هيئة دينية في ايران، وهو الذي يختار المرشد الأعلى، وتبلغ ولاية المجلس ثماني سنوات، وبذلك يكون نفوذه أطول بكثير من نفوذ البرلمان.&إلى ذلك يبلغ عمر المرشد الأعلى الحالي آية الله علي خامنئي 76 عاما وتعرض الى مشاكل صحية، وبالتالي فمن الجائز ان يختار مجلس الخبراء الجديد خلفاً له، ويسبغ هذا أهمية مضافة على انتخاب المجلس هذا العام.&&ويتنافس على مقاعد مجلس الخبراء، الذي يضم 88 عضوًا ما مجموعه 161 مرشحًا، وهناك صراع حاد، على غرار الصراع تحت قبة البرلمان ، بين المحافظين المتشددين، الذين يسيطرون على المجلس، والمرشحين المعتدلين.&&وقد مُنع العديد من المرشحين من التنافس على عضوية المجلس، بينهم حسن الخميني حفيد روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الاسلامية، المعروف بعلاقاته الواسعة.&كما ويتنافس الرئيس روحاني والرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني لإعادة انتخابهما الى عضوية المجلس، ومن المتوقع ان يُحاولا تشكيل كتلة من المعتدلين للحد من نفوذ المحافظين المتزمتين داخل المجلس. &&
القضايا الأساسية&هذا وتعاني ايران ركودا إقتصاديا عميقا، ورغم الانباء السارة عن رفع العقوبات، فإن الاقتصاد بحاجة الى إصلاح جذري قبل ان تستطيع ايران الخروج من ركودها الاقتصادي، ويعني هذا ان يتعاون البرلمان مع الرئيس والحكومة للارتقاء الى مستوى الآمال العريضة التي يعلقها الايرانيون الاعتياديون على تغيير حياتهم وتنفيذ تصحيح هيكلي من المرجح ان تصاحبه آلام الى جانب ما يحققه من مكاسب. &&كما وأن السياسة الايرانية أصبحت اكثر تشظيًا وانقسامًا خلال العقد الماضي، إذ تطور الصراع التقليدي بين المحافظين والاصلاحيين بانقسام المحافظين انفسهم الى جناح من المتشددين وآخر من البراغماتيين، في حين اقترب الاصلاحيون من البراغماتيين.&&وفي الدوائر الواقعة خارج المدن الكبيرة يميل الايرانيون الى التصويت على قضايا محلية، لذا يستطيع المرشحون الذين يتعاطون مع القضايا المحلية ويكونون معروفين للناخبين أن يحصلوا على تأييد واسع، بصرف النظر عن موقعهم بين الوان الطيف السياسي. &&ويقول مراقبون ان هذا يجعل من الصعب التنبؤ بمن سيحظى بأصوات الناخبين، وكيف سيصوت النواب حول القضايا الاساسية بعد انتخابهم. &&
زخم متزايد&ضمن هذا السياق، اتسمت الحملة الانتخابية بالفتور حتى الآن، ولم تشهد سجالات حامية، لكن مراقبين لا يستبعدون ان يتغير هذا خلال الايام المقبلة، فالحملة تستمر سبعة ايام فقط، وكثير من الناخبين لا يقررون لمن سيصوتون إلا في اللحظات الأخيرة.&ويبلغ عدد الذين يحق لهم التصويت نحو 55 مليون ايراني ترى غالبيتهم ان الانتخابات فرصتهم الوحيدة للتأثير في النظام مهما اعترى الانتخابات من عيوب، ويصح هذا بصفة خاصة على موقفهم منذ الاتفاق النووي، حيث تريد غالبية الناخبين ان يواصل روحاني تنفيذ الاصلاح الذي وعد به بعد فوزه في عام 2013.&&وكانت آمال الناخبين قد تلقت ضربة موجعة حين قرر مجلس صيانة الدستور، الذي يدقق في مؤهلات المرشحين، منع زهاء 6000 شخص اعربوا عن رغبتهم في خوض الانتخابات، غالبيتهم من معسكر الاصلاحيين والمعتدلين، فيما يشكو كثير من الناخبين، لا سيما الشباب، قائلين ان خياراتهم&لا تزال محدودة، كما يدور نقاش واسع على مواقع التواصل الاجتماعي حول التصويت أو المقاطعة.&&وقال فريق "بي بي سي"، الذي يغطي الانتخابات، إن الدعوة الى المشاركة في الانتخابات على مواقع التواصل الاجتماعي اخذت تكتسب زخمًا متزايدًا في الفترة الأخيرة. &&يذكر أن نتائج انتخاب مجلس الخبراء ستعلن بعد يومين من الاقتراع، ومن المرجح ان تجري جولة ثانية في الانتخابات البرلمانية، إذ يحتاج المرشح الى الفوز بنسبة لا تقل عن 25 في المئة من الأصوات ليفوز بمقعد من الجولة الأولى، لكن تحقيق هذه النسبة صعب إزاء العدد الكبير من المتنافسين على كل مقعد.&
&