أخبار

دخول مساعدات إلى معضمية الشام للمرة الاولى منذ سريان الهدنة

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دمشق: باشرت الامم المتحدة الاثنين ادخال مساعدات إنسانية إلى احدى المدن المحاصرة في سوريا، محذرة من ان الجوع قد يودي بحياة الالاف، في وقت لا يزال اتفاق وقف الاعمال العدائية صامدا رغم بعض الاحداث المتفرقة في يومه الثالث.

وللمرة الاولى بعد سريان الهدنة، اعلنت منظمة الهلال الاحمر العربي السوري "ان عشر شاحنات من اصل 51 شاحنة" دخلت الى مدينة معضمية الشام المحاصرة من قوات النظام جنوب غرب دمشق.

واشارت الى ان الشاحنات "محملة بمواد غير غذائية من اغطية وفوط للكبار والصغار وصابون ومسحوق غسيل قدمتها اليونيسيف ومفوضية اللاجئين" في الامم المتحدة. ومن المنتظر استكمال دخول الشاحنات الى المدينة اليوم.

وتحاصر قوات النظام معضمية الشام منذ مطلع العام 2013. وتم منذ عام تقريبا التوصل الى هدنة، ما ادى الى تحسن الظروف الانسانية والمعيشية فيها. لكن الامم المتحدة اعادت تصنيفها بـ"المحاصرة" الشهر الماضي بعد تشديد الجيش السوري الحصار ورصد وفاة ثمانية اشخاص جراء النقص في الرعاية الطبية.

وهي القافلة الاولى التي يتم ادخالها من الامم المتحدة الى المدينة منذ بداية تطبيق الاتفاق، لكنها الثالثة خلال الشهر الحالي. وأعلن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الإثنين أن الجوع قد يودي بحياة "الآلاف" خلال عمليات الحصار التي تطال نحو نصف مليون شخص في سوريا.

وقال زيد بن رعد الحسين خلال افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف إن "التجويع المتعمد للشعب محظور بشكل لا لبس فيه باعتباره سلاح حرب"، مضيفا أن "الغذاء والأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية الملحة الاخرى تمنع من الدخول بشكل متكرر. الجوع قد يودي بحياة الآلاف".

وتخطط الأمم المتحدة لارسال مساعدات في الأيام المقبلة الى 154 الف شخص يعيشون في مناطق سورية محاصرة اما من قوات النظام واما من فصائل مقاتلة معارضة له.

ويدخل النزاع السوري عامه السادس، وقد تسبب بمقتل اكثر من 270 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

خروقات محدودة

وبدأ تطبيق "وقف الاعمال العدائية" منتصف ليل الجمعة السبت بموجب اتفاق اميركي روسي اقره مجلس الامن. ويشمل جزءا محددا من الاراضي السورية، ويتعرض لخروقات محدودة.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن اطلاق مقاتلي الفصائل المعارضة فجر الاثنين قذائف على احياء تحت سيطرة قوات النظام في مدينة حلب التي شهدت منذ صيف 2012 معارك شبه يومية.

واشار المرصد الى مقتل سبعة مدنيين الاحد اثر ضربات شنها الطيران الروسي على بلدة في ريف حلب الغربي.

وتعرضت قرية حربنفسه التي تسيطر عليها فصائل معارضة في ريف حماة الجنوبي في وسط البلاد لاكثر من ثلاثين غارة روسية لليوم الثاني على التوالي، وفق المرصد.

في شرق البلاد، شنت طائرات لم تعرف هويتها بحسب المرصد، عشر ضربات جوية على احياء تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في مدينة دير الزور.

وهذه الهدنة هي الاولى بهذا الحجم التي تلتزم بها قوات النظام والفصائل المقاتلة منذ بدء النزاع. ويستثني الاتفاق تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة لتقتصر المناطق المعنية بالهدنة عمليا على الجزء الاكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبا، وريف حمص الشمالي (وسط) وريف حماة الشمالي، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي.

وتبادلت كل من روسيا والهيئة العليا للتفاوض الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية الاتهامات بخرق تطبيق الاتفاق. لكن السكان ومراسلي فرانس برس تحدثوا عن اجواء هادئة اجمالا في المناطق المشمولة باتفاق الهدنة.

ونعم السكان في احياء حلب الشرقية بصباح هادئ اجمالا بعد ليلة خلت من دوي القصف والمعارك. واشار مراسل فرانس برس الى حركة اعتيادية وتنقل التلاميذ بحرية في الشوارع الاثنين خلال توجههم الى المدارس بعدما اعتادوا السير بحذر وقرب الابنية خشية من القصف.

وتقول رنيم (10 اعوام) وهي تلميذة في مدرسة في حي بستان القصر "سمح لنا الاساتذة بالخروج واللهو في الملعب بخلاف الايام الماضية حين كانوا يمنعوننا من الخروج بسبب تحليق الطيران في الاجواء".

كما ساد الهدوء اطراف العاصمة، وضجت الشوارع بحركة المارة، وفق مراسلة فرانس برس في دمشق.

اجتماع تقييمي في جنيف

في جنيف، تعقد مجموعة العمل المكلفة الاشراف على وقف اطلاق النار اجتماعا بعد ظهر الاثنين& لتقييم الاتهامات المتبادلة حول سلسلة الخروقات، وفق ما اعلن دبلوماسي غربي.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين لصحافيين في جنيف "يمكنني القول ان وقف الاعمال العدائية صامد عموما رغم اننا سجلنا بعض الحوادث"، مضيفا ان مجموعة العمل حول الهدنة في سوريا "تحاول الان العمل على عدم اتساع نطاق هذه الامور".

وكانت فرنسا طالبت مجموعة العمل حول الهدنة في سوريا بعقد اجتماع "بدون ابطاء" اثر معلومات عن استمرار الغارات، وفق ما اعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت الاثنين.

وتبدي كل من موسكو وواشنطن تفاؤلا حذرا ازاء استمرار الهدنة.

واعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف ان "الاجراءات الاساسية قد اتخذت والعملية لا تزال جارية"، موضحا في الوقت ذاته "اننا نعلم مسبقا ان ذلك لن يكون سهلا".

وابدى مسؤول اميركي تفاؤلا نسبيا باستمرار تطبيق وقف اطلاق النار. وقال في رسالة الكترونية لوكالة فرانس برس "سيكون اتفاقا صعب التطبيق ونحن نعلم ان العقبات كثيرة".
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف