قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يبحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف جملة من الملفات الساخنة على صعيد المنطقة والعالم خلال زيارته الرسمية إلى فرنسا، لا سيما في ما يتعلق بالأزمة المستجدة مع لبنان وإيقاف الهبة السعودية، بالإضافة إلى انتخاب رئيس والتعاون حول انتاج حل سياسي في سوريا.&&
باريس: بدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف زيارة رسمية إلى باريس يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بالإضافة إلى كبار المسؤولين الفرنسيين، وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية اللبنانية تصعيدًا غير مسبوق، لا سيما بعد قرار الرياض وقف العمل بالهبة المالية لتسليح الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وذلك ردًا على مواقف وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في الجامعة العربية وفي منظمة التعاون الإسلامي، كما وتاتي الزيارة في ظل تحضير أطراف النزاع السوري للمشاركة بجولة مفاوضات جديدة في العاشر من الشهر الجاري في جنيف.&&&مصادر وزارة الدفاع الفرنسية تتحدث عن تعليق، وليس إلغاء، العمل بالهبة السعودية لتسليح الجيش اللبناني عبر صفقة فرنسية، وفرنسا لطالما أكدت التزامها الدائم بإستقرار لبنان والعمل على تحييده عن الصراع في سوريا، وقد أوفدت لهذه الغاية مسؤولًا فرنسيًا إلى الرياض، في محاولة لترطيب الأجواء مجددًا مع بيروت.&&خطار أبو دياب، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس، يؤكد لـ "إيلاف" أن فرنسا تعتبر بأن الحوار مع السعودية هو أساسي لمقاربة الوضع في لبنان، وقد قامت في الماضي القريب بإرسال أحد دبلوماسييها الرفيعين (جان فرانسوا جيرو) إلى الرياض وطهران، في محاولة للدفع نحو إنتخاب رئيس في لبنان، ولكن من دون نتيجة، وكررت ذلك في ضوء توتر العلاقات اللبنانية السعودية، لا سيما بعد قرار الرياض تعليق الهبة.&أبو دياب أكد بأن فرنسا تدفع بإتجاه إعادة ترميم العلاقات السعودية اللبنانية، مشيرًا إلى أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لا يزال على موقفه حول ضرورة الحفاظ على الهبة السعودية للبنان، وأضاف: "إن رأي الرئيس هولاند كان واضحا، وهو ضرورة الحفاظ على هذه الهبة السعودية، هذا هو التمني الفرنسي، مع العمل على إعادة ترميم العلاقات السعودية اللبنانية".&
هل ستنجح باريس في ذلك؟&ما تزال الممكلة العربية السعودية على موقفها من لبنان وتنتظر اعتذارًا ردًا على مواقف وزير الخارجية الأقرب إلى طهران من الرياض.&&فرنسا ترى ان القرار السعودي بتعليق العمل بالهبة المالية للبنان يأتي على خلفية تعطيل الملف الرئاسي لأن الجواب السعودي على الإستفسار الفرنسي آنذاك كان على الشكل الآتي: لا يُمكن ان يُعطى سلاحا من هذا النوع للبنان من دون رئيس ومؤسسات، ويُخشى أن يُستخدم استخدامات لا ترعاها السلطاتُ التنفيذيةُ العليا في لبنان.&&وبالإضافة إلى ذلك، فإن باريس اكتشفت أن طهران، رُغم الكلام الجميل، ليست مستعدة في الوقت الحاضر للقيام بدفع في إتجاه حلحلة الملف الرئاسي في لبنان، وذلك إثر المحادثات التي أجراها الرئيس الفرنسي مع نظيره الإيراني حسن روحاني لدى زيارته باريس.&
كيف تنظر فرنسا لحزب الله ؟&&تميز فرنسا كما أوروبا بين الجناح العسكري &والأمني في حزب الله، وبين كتلته البرلمانية والسياسية، وهي سبق ان استقبلت نوابا ووزراء من الحزب.&&أما بالنسبة لدول الخليج، فلولا اكتشافُ تعاطي حزب الله في الملف اليمني والبحريني والكويتي لما كانت الأمور وصلت إلى هذا الحد، لكن فرنسا، التي لديها جنود ضمن قوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان، تتعاطى مع &قوى الأمر الواقع هناك، ومنها حزبُ الله بشكل مباشر أو غير مباشر.&&
هل هناك رؤية واحدة حول سوريا بين باريس والرياض؟&&ترى باريس والرياض ان لا مكان لبشار الأسد في مستقبل سوريا، وسبق لفرنسا على غرار السعودية أن انتقدت الغارات الروسية على مواقع المعارضة المعتدلة في سوريا، وكانت باريس من أبرز المتحمسين للتدخل عسكريا ضد النظام السوري في صيف عام 2013 لولا التردد الأميركي آنذاك، وكانت أول دولة غربية تعتمد سفيرا للإئتلاف السوري المعارض لديها، وهي مواقف اتت منسجمة مع الرؤية السعودية للحل في سوريا.&&وفرنسا كانت اكثر الدول تشددًا حول ملف إيران النووي، وهي سبق أن أفشلت اتفاقا صاغته الولايات المتحدة عام 2013 ووصفه وزير الخارجية الفرنسي آنذاك لوران فابيوس بالسيء، وهو ما أثنت عليه الرياض ودفعت بإتجاه مشاركة الرئيس الفرنسي في سابقة لرئيس أجنبي في أعمال قمة دول مجلس التعاون الخليجي في أيار مايو الماضي.&&
كيف ستوائم فرنسا بين الإنفتاح الغربي على طهران وعلاقاتها مع السعودية؟&&فرنسا تعتبر أن بإمكانها التوفيق بين انفتاحها على طهران وعلاقاتها الإستراتيجية مع الخليج، او تأمل ذلك، ولكن يظل الأهم بالنسبة لفرنسا أن يكون هناك جهد ديبلوماسي في اتجاه ما تعتبره الخارجيةُ الفرنسية أولوية، وهو نزع فتيل التوتر بين الرياض وطهران، وصحيحٌ أن فرنسا وإيران وقعتا عقودا خيالية بينهما خلال زيارة روحاني، ولكن هناك فرق بين وعود وتوقيع بالأحرف الأولى، وبين بدء تنفيذ مجمل الإتفاقيات.&&
ماذا عن محادثات السلام السورية - السورية؟&&فرنسا والسعودية تدعمان مفاوضات السلام السورية - السورية للوصول إلى حل للنزاع السوري لا مكان فيه لـ بشار الأسد، وقد سبق أن رحبت السعودية على غرار فرنسا بمفاوضات السلام السورية السورية التي انطلقت مؤخرا في جنيف وتم تعليقها بعد بدء هجوم النظام السوري مدعوما بمقاتلي حزب الله والغارات الروسية على ريف حلب الشمالي.&وكذلك فإن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف يُستقبل ببيان مشترك بمناسبة القمة الفرنسية البريطانية تقول فيه باريس ولندن إن على روسيا والنظام وحلفائهما وقف الهجمات ضد المعارضة المعتدلة في سوريا، ولكن هذا يبقى في مصاف التمنيات، لأن اللاعب الروسي يمسك جيدا بالورقة السورية، والرياض بدأت تتأقلم مع ذلك، لذلك تُجري محادثات مع روسيا حول الوضع في سوريا.&&
الحرب على الأرهاب&إلى ذلك، فإن فرنسا تخوض مع السعودية حربًا على الإرهاب في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، وتكتسب زيارة ولي العهد السعودي أهمية في هذا الإطار، فهو يعتبر جنرال الحرب على الإرهاب، وقد تولى قيادة المعركة ضد تنظيم القاعدة حين كان مساعدا لوالده وزير الداخلية السعودي آنذاك الأمير نايف بن عبد العزيز.&&وأضاف: "بالفعل، هناك تعاونٌ امنيٌ واستخباراتيٌ بين فرنسا والسعودية، بدءًا بتبادل المعلومات وملاحقة أشخاص، وهو تعاونٌ يمتد من منطقة الساحل وشمال أفريقيا إلى شبه الجزيرة العربية، إلى الخليج ومنطقة الشرق الأوسط وتعول عليه باريس كثيرا".&
قرار البرلمان الأوروبي&&كما وتاتي زيارة ولي العهد السعودي إلى فرنسا، إحدى أكبر دول الإتحاد الأوروبي، بعد قرار البرلمان الأوروبي دعوة الإتحاد لفرض حظر على تصدير الأسلحة إلى السعودية على خلفية حرب اليمن.&&يذكر خطار أبو دياب بأن "البرلمان الأوروبي ليست له قراراتٌ ملزمة، وأصلا هذه الدول هي من تبحث من أجل بيع أسلحتها، وهي الان تتنافس على بيع هذا السلاح، وكل هذا كلام طوباوي من بعض الطوباويين في البرلمان الأوروبي، وليست له أي تبعاتٌ ملموسة"، ويضيف: "الموقف الفرنسي متخذٌ دون أن يُعلن عنه، وهو رفضُ هذا القرار، وهناك تركيزٌ على أولية هذه السوق بالنسبة لفرنسا".&يُذكر أن فرنسا باعت العام الماضي أسلحة إلى السعودية بقيمة 11,5 &مليار دولار، فيما احتلت السعودية المرتبة الأولى في قائمة مستوردي الأسلحة الفرنسية.
&