أخبار

يقضي بتناوب عرضهما معًا في متحفيّ البلدين

إتفاق غير مسبوق بين فرنسا وهولندا حول لوحتين فنيتين

لوحتين زيتيتين للرسام الهولندي المشهور رامبرانت
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد مفاوضات طويلة، استطاعت الحكومة الفرنسية ونظيرتها الهولندية أن تتوصلا إلى اتفاق غير مسبوق، يقضي بشراء لوحتين فنيتين للرسام الهولندي رامبرانت، على أن يتم التناوب على عرضهما معًا في متحفيّ "اللوفر" الفرنسي و"ريجيكس ميوزيم" الهولندي.

باريس: بدأ متحف اللوفر في باريس بعرض لوحتين زيتيتين للرسام الهولندي المشهور رامبرانت، وذلك بموجب إتفاق بين متحف اللوفر الفرنسي ومتحف ريجيكس ميوزيم الهولندي يقضي بالتناوب في عرض اللوحتين، تمثل إحداهما صورة بورتريه لـ ميارتين سولمينز، وهو سليل عائلة بورجوازية هولندية، والأخرى لزوجته أوبجين كوبيت، رسمها الرسام الهولندي رامبرندت عام 1634، واعتبرتا من أروع ما رسمه هذا الفنان الذي اشتهر بالتركيز او اللعب على مزج اللونين الأسود والأبيض والعمل على ان تكون لوحاته انعكاسا لمشاعر الشخصيات التي يعمل على إخراجها في رسوماته، ما اعتُبر بحد ذاته نهضة في القرن17، وهي الفترة الزمنية التي شهدت فيها هولندا عصرها الذهبي في الثقافة والعلوم والتجارة.

اللوحتان تمثلان رجلًا ينحني بانتظار زوجته وهي تنزل السلالم. لماذا الإهتمام باللوحتين؟ امتلكت عائلة فان لون الهولندية اللوحتين حتى عام 1877 حين تم عرضهما للبيع، واشترتهما آنذاك عائلة أريك دو روتشيلدت الفرنسية، ضمن صفقة أثارت الكثير من التعليقات نظرا للمبالغ الضخمة التي دفعتها العائلة الفرنسية لامتلاك اللوحتين اللتين لم تظهرا إلى العلن إلا حين قررت العائلة بيعهما عام 2014.

وقد أوكلت عملية البيع إلى دار كريسيتز للمزادات العالمية، وتم تقدير سعرهما بـ160 مليون يورو، أي80 مليون يورو لكل لوحة، وهو مبلغٌ رأت وزارة الثقافة الفرنسية أنه من المستحيل دفعه في الظروف الإقتصادية التي تمر بها البلاد، حتى إن تعلق الأمرُ بتراث وطني، فيما اعربت الحكومة الهولندية عن استعدادها لدفع ما هو مطلوب لإقتناء اللوحتين مجددًا لعرضهما في المتحف الوطني.

وهو أمرٌ أثار امتعاضا فرنسيا، دفع بوزارة الثقافة ومتحف اللوفر الى بدء محادثات مع عائلة روتشيلد الفرنسية المالكة للوحتين والحكومة الهولندية، أسفرت عن اتفاق اشترى بموجبه متحف اللوفر لوحة السيدة، فيما اقتنى متحف ريجيكس ميوزيم الهولندي لوحة الرجل. تناوب على العرض كما ووقعت الحكومتان، الفرنسية والهولندية، في الأول من شباط (فبراير) 2016 إتفاقا يقضي بتناوب زمني في عرض اللوحتين مجموعتين في متحف اللوفر الفرنسي ومتحف ريجيكس ميوزيم الهولندي، وهما أكبر متحفين في أوروبا.

وقد دشن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، مصحوبًا بملك هولندا وزوجته الملكة ماكسيما العرض في 10 من آذار (مارس) خلال زيارة دولة قام بها العاهل الهولندي إلى فرنسا. و اعتبرت وزيرة الثقافة الفرنسية أودريه أزولاي إن هذا الإتفاق هو ثمرة قصة جميلة جدا كانت في البدء معقدة. هي قصة لوحتين هما عبارة عن تحفتين فنيتين للرسام الكبير رامبرانت كانتا ستغادران فرنسا بعد أن امتلكتهما عائلة فرنسية لمدة 140 عامًا، لأن الدولة الفرنسية لم يكن بمقدورها دفع المبلع المتوجب لامتلاكهما مجددا، ما دفع بالحكومة الفرنسية والهولندية لتوقيع اتفاق غير مسبوق سمح للبلدين بإمتلاك اللوحتين معا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف