أخبار

قائد افغاني يكسب المعركة في احد معاقل طالبان

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

انجياباد: يحمل القائد الميداني سلطان محمد بندقية غنمها من احد مقاتلي طالبان في منطقة جنوبية افغانية كانت وكرا لمسلحي الحركة حيث حقق الجيش الافغاني انتصارا نادرا فشلت في صنعه القوات الاميركية.

فقد كانت بنجاوي احدى المناطق التي ركزت عليها خطة الرئيس الاميركي باراك اوباما لزيادة عديد القوات المنتشرة في افغانستان في 2009 وهدفها الحاق الهزيمة بطالبان، الا ان هذه المنطقة الجنوبية سرعان ما اصبحت رمزا لفشل تلك الخطة. 

وتمكن بعض القادة وبينهم سلطان محمد، قائد شرطة بنجاوي الذي اشتهر بقساوته، في السنوات الاخيرة من فعل ما لم يتمكن الاميركيون من فعله وهو ترويض معقل المتمردين الذي عرف بمسمى "نافورة الدم". 

ولم يعد مقاتلو طالبان يشاهدون في هذه المنطقة من ولاية قندهار، وتنتشر بساتين الرمان في الحقول التي كانت مليئة بالالغام، واصبحت زارعة الخشخاش التي كانت مصدر تمويل للمتمردين امرا من الماضي. 

وقال محمد يتبعه مسلحون موالون "عندما كانت القوات الاميركية هنا، كان مقاتلو طالبان على بعد كيلومتر واحد من قواعدهم. والان لم يعودوا حتى على بعد 100 كلم". 

واضاف "لقد فعلنا ما لم يستطعه الجنود الاميركيون وهو تخليص المنطقة من طالبان". 

وللحصول على صورة اوضح للتغيير، يمكن مقارنة الوضع في بنجاوي بالوضع في المنطقة الاوسع حيث يتواصل جر قوات حلف الاطلسي الى النزاع بعد عام من انتهاء مهمتها القتالية. 

واصبحت ولاية هلمند المجاروة الغنية بالافيون على حافة الانهيار. 

وتتراجع القوات الافغانية التي تتعرض لضغوط كبيرة في المناطق الجنوبية المضطربة متخلية عن مساحات شاسعة في مناطق رئيسية الى قوات طالبان. 

وبلغ عدد النازحين 1,2 مليون شخص العام الماضي بسبب زحف التمرد باتجاه مدن كبرى الولايات.

لكن الوضع في بنجاوي مختلف فالاطفال يتوجهون الى المدارس لتعلم الجبر بدلا من تعلم مناهج طالبان، وعاد مزارعو العنب للعمل في كرومهم حتى بعد الغروب، واصبح الزوار ياتون الى المنطقة في رحلات صيد الطيور. 

"لا تجلبوا العدو حيا"

ويتحدى تحول بنجاوي معقل حركة طالبان المفهوم العام بان قوات الامن الافغانية التي تعاني من ارتفاع عدد القتلى بين صفوفها اضافة الى ازدياد حالات الفرار، لا تستطيع الوقوف وحدها دون مساعدة قوات حلف شمال الاطلسي. 

ويقول المراقبون ان بنجاوي لا تعاني من خليط معقد من العوامل القبائلية والاقتصادية. وعلى عكس المناطق المجاورة التي تعاني من العنف، فانها لا تقع على طريق رئيسي لتهريب المخدرات. 

وقال مسؤول غربي يعمل في كابول لوكالة فرانس برس ان "عدم وقوع المنطقة على طريق رئيسي ساعدها في تحقيق انفراج ادى الى عودة العديد من المسلحين المتمردين الى الزراعة". 

الا ان ما تحقق في بنجاوي يعود بشكل اساسي الى الرجال الاقوياء المعارضين لطالبان وبينهم الجنرال عبد الرازق قائد شرطة قندهار القوي الذي يسيطر على الولاية بالحديد والنار، ويتهم بانه يدير غرف تعذيب سرية لكنه ينفي ذلك. 

وصرح مسؤول مقرب من عبد الرازق لوكالة فرانس برس "ان تعليمات عبد الرازق لرجاله بسيطة +لا تجلبوا العدو حيا+". 

والاسبوع الماضي اعلنت وزارة الداخلية انها تحقق في تسجيل فيديو وحشي يظهر رجال محمد على ما يبدو يعذبون شخصا يعتقد انه كان سينفذ هجوما انتحاريا. 

وظهر الرجل في الشريط الذي انتشر بشكل كبير، ويداه موثقتان الى عربة شرطة تجره على طول الطريق قبل ان تنقض عليه الحشد ويحاول احد الضباط عضه بشدة في ذراعه. 

وبالنسبة لانصار عبد الرازق وسلطان محمد فان مثل هذه الوحشية جعلتهم اقوياء في مواجهة التمرد الصعب، وهو الامر المهم جدا اكثر من اي وقت مضى مع تدهور افغانستان الى الفوضى. 

الا ان نجاحهم يتسبب كذلك في مزيد من الوحشية. 

وقال سراج الدين افغانمال مسؤول الشرطة الذي يعزى اليه الفضل في التخلص من الاف الالغام في بنجاوي "لو امسكت باحد انصار طالبان يزرع لغما، فساجعله يجلس عليه لينفجر". 

سيارات تتحول الى نعوش

واثناء وجود القوات الاميركية كانت بنجاوي تعاني من الالغام لدرجة انه اصبح من الشائع السخرية بالقول ان المنطقة تزرع الالغام اكثر مما تزرع الرمان والعنب والبندورة. 

وعندما انتهت خطة اوباما بزيادة عديد القوات بنحو 30 الف جندي في 2012، صنفت وزارة الدفاع الاميركية بنجاوي بين اخطر 10 مناطق في افغانستان. 

وامطرت القوات الاميركية بنجاوي باموال المعونات، الا ان تلك الاموال لم تتمكن من شراء الهدوء. وتحتل الكلاب المسعورة حاليا عددا من العيادات التي بنيت بتلك الاموال. 

وقال حجي محمد الشرطي في قاعدة بنجاوي الاميركية المهجورة "اعتقد الاميركيون ان بامكانهم استعادة الامن باطلاق بالونات (استطلاعية) في الهواء". 

واضاف "لكن المتمردين تمكنوا من زرع الالغام قرب قاعدتهم التي كلما خرجوا منها بعرباتهم المدرعة، تحولت تلك العربات الى نعوش". 

وقال ان السكان المحليين شعروا بالغضب عندما كان الجنود الاميركيون يدخلون منازلهم ومساجدهم بشكل يتعارض مع الحساسيات الثقافية، ودمروا البساتين التي كانت تحجب الرؤية عن بالوناتهم". 

وفي 2012 ،اقدم الجندي الاميركي روبرت باليس على قتل 16 مدنيا في بنجاوي في ما اعتبر اسوأ فظاعة ترتكبها القوات الاميركية خلال عقود، ما ضاعف من المشاعر المعادية للاميركيين. 

وحذر محللون من ان المكاسب التي تحققت في بنجاوي معرضة للخطر نظراً لان القضاء الاجباري على محاصيل الخشخاش يخلق صعوبات اقتصادية للسكان، كما ان العنف يمكن ان يمتد اليها من هلمند المجاورة. 

الا ان قائد شرطة بنجاوي سلطان محمد يقول ان الانتصار في المنطقة تحقق لدى خروج اخر جندي اميركي منها. 

وقال "بعد خروج الاميركيين لم يعد يوجد مبرر اخلاقي لدى طالبان لتتواجد هنا". 

واضاف وهو يحمل بندقيته ام4 التي سيطر عليها من احد المتمردين لتصبح سلاحه الشخصي "يستطيع الاجانب دعمنا بالاسلحة، لكن مكانهم ليس هنا. الافغان وحدهم من يستطيعون كسب معركة افغانستان". 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف