أخبار

بحضور سوداني وعربي جامع في الخرطوم

عمارة العقل وجزالة المواهب تكريمًا للمفكر السوداني منصور خالد

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كرّم المفكر السوداني والكاتب السياسي منصور خالد في الخرطوم على حياة حافلة بالإنتاج الفكري والأدبي الثري، بحضور أعلام في الثقافة من السودان والعالم العربي.&الخرطوم: جرى في يومي السبت والأحد 12 و13 آذار (مارس) الجاري حفل تكريم الدكتور منصور خالد، تحت شعار "عمارة العقل وجزالة المواهب"، بحضور جمهور سوداني نوعي عريض من الشخصيات والمهتمين بالمساهمات الفكرية والسياسية والدبلوماسية والأدبية للدكتور منصور خالد، وشخصيات إقليمية ودولية، إلى جانب عددٍ من الإعلاميين العرب.&وقُدمت خلال يومي الاحتفال أوراق دراسية تتناول مساهمات منصور خالد، في مجالات الفكر والسياسة والدبلوماسية والأدب والفن، إلى جانب معرض خاص بمؤلفاته ومقتنياته الفنية.&بدأت الأمسية بعرض فيلم وثائقي عن المحتفى به بعنوان "منصور قلم ينبض" من إخراج قصي مجدي سليم. كان سليم موفقًا في اختيار العنوان الذي يشير إلى الأثر الأعمق للدكتور منصور خالد في الحياة العامة، أي التنوير الفكري والمعرفي، عبر مساهماته النوعية في المكتبة السودانية التي أتحفها بكتبه "حوار مع الصفوة"، و"لا خير فينا إن لم نقلها" و"السودان والنفق المظلم" و"الفجر الكاذب " و"النخبة السودانية وإدمان الفشل" و"جنوب السودان في المخيلة العربية: الصورة الزائفة والقمع التاريخي" و"السودان أهوال الحرب وطموحات السلام: قصة بلدين، تناقص الأوتاد وتكاثر الزعازع".&محاضرة تذكاريةفي ختام الحفل، قدم الدكتور منصور خالد محاضرة تذكارية، اختار لها أن تكون إضاءات مركزة على ثلاث قضايا، هي قضية الساعة في السودان، أي انفصال الجنوب، ثم الزلزال السياسي في الشرق الأوسط، ثم ما أسماه الحجة الجيلية، مقدمًا المعلومات وعمق التحليل.&وقال في محاضرته إن النخب السياسية فشلت في حل مشاكل البلاد منذ استقلالها، وحذر من مغبة وقوع الدولة في الهاوية بسبب فشلها، مشيرًا إلى أن أي فشل آخر سيودي "إلى ذوبان الدولة، ويقود بالتالي الى طريق الهاوية". ووصف خالد السياسيين السودانيين، بمن فيهم شخصه بـ"المستهبلين"، لأنهم فشلوا في تحقيق أمنيات السودانيين واستمرارهم في إنكار ذلك، وطالبهم بالاعتذار من الشعب السوداني.&كما نوّه بأن مصدر الأزمة السودانية ليس هو أن آباء الاستقلال والجيل الذي أعقبه كانوا قوم سوء، بل يتمركز سوؤهم في فقدانهم للرؤية الصائبة للازمة السودانية.&&أضاف: "لم يستطيعوا حل مشكلة الجنوب الذي انفصل، والآن البلاد تعاني من حروب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق". وأضاف أن البلاد تعيش في أسوأ فتراتها منذ الاستقلال بعد تردي الأوضاع الاقتصادية إلى مستويات سيئة، مشيرًا إلى ارتفاع معدلات الهجرة، وعدم توافر الخدمات لأكثر من 62 في المئة من السكان.&معه وإليهمن الكلمات التي ألقيت في المناسبة كلمة الشاعر عبدالسلام موسى التي قال فيها: "هل إجتمعنا الليلة كي نتكلم مع منصور أو لنتحدث عن منصور؟، إنِّي والله لأحمد الله لي ولكم، وأشكره أن أمهلنا ريثًا من العمر وأوفانا سانحة من الدهر كي نتكلم معه وإليه، وهو يجالسنا معافى سليمًا في هذه الليلة الكريمة، فهناك الكثير الذي لم نقله له، فتوفى النفس حقًا عليها، وهناك الخفى مما لم نسمعه منه، فتبرد النفس غلتها إليه. أما إذا أردنا أن نتحدث عنه فذاك أمرُ عصيٌ، لن نبلغه بكلم حشدنا له في هذه الأُمسية اللَّماحة من قول وحرف وما طوته صحائفنا التي بين أيدينا من بلاغة ونثر، فالحديث عن فضل أولئك علينا لا يتسع له صحن اللغة ولا يشمله جمال الوصف وجزالة التعبير بقوافي الشعر وبلاغة الألسن، بل تتشرفُ الإنسانية جمعاء بفكرهم وأقوالهم وأعمالهم، وما ظللوا يورثوننا له من آثرٍ ونفع".&أضاف: "كنتُ طفلًا صغيرًا حينما كنت تأتي لزيارة الأهل والبلد بعد غيب طويل خلف أفق بعيد ما كنا نعرف أو نسمع عنه شيئًا، كنت بالنسبة إليّ آنذاك شخصًا فريدًا وغامضًا مثل كثير من غيبيات الوجود وأسرار الكون في عالم الأطفال، غير أن الأغرب من كل ذلك تلك اللُّعب الصغيرة التي كنت تحرص دائمًا على إحضارها لي معك من بلاد الفرنجة وعالم ما خلف الغيوب. كنت أهواها وأتفكر فيها وحولها، وأشتم فيها عبقًا ندى يشدني إلى عوالم يعجز خيالي عن الغور والتفكر فيها، لكنها كانت تأثرني وتملكني وكنت أملك بها إحساس بالغنى والتميُّز عن الآخرين من أترابي وممن حولي.&&كنت أبحث فيها عن سرك وأسرار غموضك التي أطلت البحث عنها: لماذا تفردك في حياتك ونجاحاتك عن الآخرين يا منصور، ولماذا أردت أن تكون نسيج وحدك، وشخص نفسك الذي حين يُشار إليه بالبنان يقول: نعم ها أنا ذا. فما عرفتك يومًا أو سمعت عنك تتمجد تشاهرًا بأسماء سلفك من الصالحين دونما سبب، وما وجدتك حزبيًا، على السكين، يتحمل مسؤولية وتبني فكرة حزب أو يدافع عن فلسفته ليحتمي بحماه، ولم تكن عقايديًا مُتزمتًا يغلظ في دينه فيجهل قواعد إيمانه الخمس، فظللت ذات الرجل والفكر الذي إتَّبع عقله وهداه وبصيرته فعرفه العالمُ أجمع فأفاد منه وأحتفى به، وها نحن نحتفي بك الليلة معًا".&&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف