حنين للماضي بعد تبدد حلم الربيع العربي
الحبيب بورقيبة يعود الى تونس العاصمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يستعد تمثال الرئيس التونسي الأسبق للعودة الى أكبر &شوارع العاصمة التونسية بعد خمس سنوات من أزالته من قبل الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
تونس: أثار تأكيد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في خطابه بمناسبة إحياء الذكرى الستين لعيد الاستقلال، على أنه سيتمّ إعادة تمثال الحبيب بورقيبة إلى مكانه بشارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة، جدلاً واسعاً بين التونسيين، بين رافض اعتباراً إلى أنه لا فائدة من ذلك خاصة وأنّ تونس تعاني من مشاكل حقيقية، تنتظر الحلول، ومتقبّل لذلك، فلا ضير في تخليد ذكرى الزعماء والمناضلين التونسيين الذين يجدون كل التقدير والاحترام، على أن لا يقتصر الأمر على بورقيبة.
وشدّد رئيس الجمهورية على أنّ قرار إعادة نصب الزعيم بورقيبة "تمّ اتخاذه بموافقة رئيس الحكومة"، مؤكداً أنه "كان التزم بإعادة التمثال إلى مكانه، خاصة وأنّ مقاومين ذكّروه بذلك".
ولاحظ الرئيس السبسي أن إعادة التمثال "ليست الغاية منه تمجيد شخص الرئيس السابق ولكن للتذكير باستقلال تونس من الاحتلال الفرنسي بعد أن كان هذا الشارع باسم الوزير الفرنسي في تلك الفترة جول فيري، وسبق أن ركّز فيه تمثاله".
لكنّ الأمين العام لحزب التحالف الديمقراطي، محمد الحامدي، اعتبر مجرّد تفكير رئاسة الجمهورية في مثل هذه المواضيع الهامشية "قصر نظر"، فإعادة تمثال الرئيس الأسبق الحبيب بورقبية "ليس من شأن الرئيس بل يمكن أن يهتمّ بذلك رئيس البلدية".
لماذا بورقيبة فقط؟
وتساءل الحامدي في تصريح لــ"إيلاف" في استنكار: "وإن كنت لا أرى مانعاً من تخليد ذكرى الزعماء، من خلال تركيز تماثيل لهم، في بعض الساحات العامة، لأنهم ارتبطوا بذكريات جميلة للشعب التونسي، فلماذا التركيز على الرئيس بورقيبة، دون سواه، أليس هناك من الأبطال والمناضلين الحقيقيين الذين يستحقون ذلك"، وأضاف: "ألا يستحقّ صالح بن بوسف وفرحات حشاد ومحمد الدغباجي ومصباح الجربوع، وغيرهم كثير، اهتمام رئيس الجمهورية؟".
من جانبه، اعتبر القيادي في الحزب الجمهوري مصباح شنيب أنّ إعلان رئيس الجمهورية إعادة تركيز تمثال الحبيب بورقيبة في شارع الحبيب بورقيبة "حنيناً للبورقيبية، والنظام الذي كان قائماً"، مشدداً على أنّ في ذلك "تحدّياً للشعب الذي لم يستشر في مثل هذه القرارات التي لا طائل من ورائها، ولا فائدة فيها".
وأضاف شنيب في إفادته لــ"إيلاف" أنّ هذا الحنين "يعشّش في رؤوس كل من عايش بورقيبة وتشبّع بفكره وآليات نظامه وتبنّى فلسفته في الحكم".
لا فائدة&
وشدّد محمد الحامدي على أنّ تونس "ليست في حاجة حالياً إلى هذه التماثيل، وإلى مجرد التفكير فيها"، مشيراً إلى أنّ تونس، تنتظر الآن، من جميع أبنائها، في الحكم أو خارجها، الالتفاف من أجل إيجاد حلول حقيقية للكمّ الهائل من الصعوبات والمشاكل التي يرزح تحت وطأتها"، مضيفاً "عوض أن نركز على معالجة المشاكل الاقتصادية والتقليص من المديونية، والدعوة إلى العمل، وتوفير فرص التشغيل بالتشجيع على الاستثمار، واستتباب الأمن ومحاربة الإرهاب، تبرز من حين إلى آخر بعض الأفكار الغريبة، والمستهجنة، التي تعطّل تقدّمنا، وتجعلنا نتخبّط في وضعيات نحن في غنى عنها".
من جانبه اعتبر عبد الرؤوف العيادي، عن المكتب السياسي لحركة وفاء، أنّ "معركة عودة تماثيل بورقيبة" إنّما تعكس مسعى لدى الحكومة لتهميش القضايا التي تعاني منها البلاد و لو كان ذلك عبر انتهاك رمزية الشارع الرئيسي بتونس العاصمة حيث حصلت تظاهرة 14 يناير 2011، التي نادت برحيل زين العابدين بن علي الذي اضطر يومها إلى الفرار إلى الخارج".
وأضاف العيادي في بيان اطلعت "إيلاف" على نسخة منه، أنّ "الزعم بأن الثورة كانت عودة إلى أصول البورقيبية (نسبة إلى بورقيبة)، يخالف الحقيقة، حيث قامت الثورة على نقيضها عبر شعاراتها التي أكدت إرادة الشعب في الحرية والكرامة والقطيعة مع كل منظومة تسلطية".
زعيم وطني
ولم ينف القيادي في الحزب الجمهوري مصباح شنيب أهمية بورقيبة في تاريخ تونس الحديث، فأكد على أنّ بورقيبة هو "زعيم وطني، ولا يمكن إنكار تاريخه، ويمكن أن يقام له تمثال في مسقط رأسه بالمنستير (وسط)، أو في حلق الوادي (إحدى الضواحي الشمالية لتونس العاصمة)"، مشدداً بالقول: "ليس هناك من جدوى &لنعمّم هذه التماثيل"، معتبراً أنها "مبالغة".
من ناحيته شدّد الأمين العام لحزب التحالف الديمقراطي، بالقول: "لست ضد الرئيس الراحل بورقيبة، وإقامة تمثال له، ولكن لا بدّ من رؤية واضحة تجعلنا نعمل وفق أولويات، ولما تصبح الأمور في تونس، كما نريد، لا ضير ساعتها في أن نفكر في تركيز تماثيل لبورقيبة، وغيره من الزعماء والأبطال التونسيين".&
وشدّد شنيب على أنّ "ما لم يقم به بورقيبة، نقوم به نحن، ويتمثل ذلك أساساً في تركيز الديمقراطية التي غابت عن نظام بورقيبة" مبدياً خشيته من "عودة المدائح والأذكار، وبعض التّرّهات التي مثلت نقاط ضعف في مسيرة الزعيم بورقيبة".
وحول الهدف إعادة هذه التماثيل، أشار شنيب إلى وجود "إصرار على العودة إلى الوراء، وبالتالي مسحاً لهذه الثورة"، مضيفاً "كأنّها رسالة لكل الذين عارضوا بورقيبة، وهم الآن من رموز الثورة، من أجل هذا التاريخ الحديث، مقابل المحافظة على الماضي حيّاً بيننا، مهما حاولنا التخلّص من بعض فتراتها السوداء"، مشدداً على أنّ ما ينبشون عنه من تحت الأنقاض "لم يعد صالحاً، ولم نعد في حاجة إليه"، وأنّ "الجانب الصالح في بورقيبة هو محفور فينا، ولا فائدة من إعادته إلى سطح الأحداث من جديد، فتونس اليوم، ليست في حاجة إلى التماثيل، بقدر ما هي تنتظر منّا العمل والبناء السليم".&
النصب.. قريباً
وأكــد الفنان والنحات علي البرقاوي، دعوته لإعادة ترميم وصيانة النصب التذكاري &للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، الموجود حالياً بضاحية حلق الوادي، من أجل إعادة تركيزه مجدداً في مكانه الأصلي بشارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة.&
من جانبه، أكد الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية &معز السيناوي، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أنّ النصب التذكاري للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة سيعود إلى مكانه الأصلي بشارع الحبيب بورقيبة.
وأوضح أنه سيتم الإعلان لاحقاً عن تاريخ نقل النصب التذكاري، مشيراً إلى أنّ اللجنة المكلفة بهذا الموضوع، مكوّنة من وزارات التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية وولاية وبلدية تونس، بصدد إتمام الإجراءات الخاصة بذلك.&
وأعيد النصب التذكاري للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في مسقط رأسه بالمنستير (وسط)، وقريباً سيتمّ ذلك في شارع بورقيبة بديلاً عن برج الساعة. ففي الحادي عشر من (نوفمبر) تشرين الثاني 1987، أمر الرئيس بن علي بإزالة تمثال بورقيبة، من الشارع الرئيسي لتونس العاصمة، وإبداله بساعة عملاقة، أطلق عليها "ساعة 7 نوفمبر"، وبعد ثورة 2011، أطلق على تلك الساحة "ساحة 14 جانفي".
&
التعليقات
الزعيم الرمز
التونسي/تكساس -مهما صار من تقلبات سياسية في تونس، يبقى المجاهد الأكبر، الحبيب بورقيبة، محرر المرأة التونسية و باني تونس الحديثة رمزا للدولة المستقلة و صاحب فضل كبير على كل التونسيين، بما فيهم مناهضوه... لأنه عمم التعليم و الخدمات الصحية و جعل للتونسية و التونسية شخصية متميزة بين الأمم! رحمك الله يا زعيم و طيب ثراك!