وسط معارك عنيفة مع تنظيم داعش
الجيش السوري يدخل مدينة تدمر الاثرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
دمشق: دخل الجيش السوري الخميس بغطاء جوي روسي واثر معارك عنيفة مدينة تدمر الاثرية من الجهة الجنوبية الغربية بعد عشرة اشهر على سيطرة تنظيم داعش عليها وتدميره للعديد من معالمها الاثرية.
وفي موازاة هذا التقدم الميداني، يجري وزير الخارجية الاميركي جون كيري محادثات في موسكو، حليفة النظام السوري، في محاولة للدفع بالمفاوضات السورية التي تنتهي جولتها الراهنة اليوم على ان تستؤنف لاحقا.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس "دخلت قوات النظام السوري حي الغرف في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة تدمر اثر معارك عنيفة مع تنظيم داعش". وأشار الى ان "قوات النظام تتقدم ببطء خشية من الالغام" التي زرعها الجهاديون في المدينة.
وكانت عملية استعادة المدينة بدأت قبل اكثر من اسبوعين بغطاء جوي روسي. ونقل تلفزيون الاخبارية الرسمي في وقت سابق ان الجيش السوري "يقضي على آخر تجمعات إرهابيي داعش في فندق ديديمان ودوار الزراعة عند المدخل الجنوبي الغربي للمدينة".
وقتل 40 جهاديا من التنظيم وثمانية عناصر من قوات النظام في المعارك منذ مساء امس، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد المرصد عن حالة "استنفار لعناصر التنظيم واستقدام تعزيزات"، كما عمد الجهاديون الى "زرع كميات كبيرة من الألغام في محيط المدينة ومعظم أحيائها".
ووسط المعارك، دعا تنظيم الدولة الإسلامية وفق المرصد، المدنيين للخروج من تدمر. وبقي في المدينة حوالى 15 الف مدني من اصل 70 الفا قبل سيطرة الجهاديين عليها، بحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن.
وتشارك روسيا بطائراتها ومستشاريها في عملية تدمر. وافاد مصدر مطلع ان "قوة كوماندوس روسية خاصة تشارك في التوجيه على الارض وعند الضرورة في المعارك كونهم يتعرضون احيانا لهجمات داعش".
واعلن قائد القوات الروسية في سوريا الجنرال الكسندر دفورنيكوف الاربعاء ان وحدات خاصة روسية تنشط في سوريا وتقوم بمهمات خاصة فضلا عن جمع المعلومات وارشاد الطائرات.
ويسيطر تنظيم داعش على تدمر منذ ايار/مايو 2015، وعمد مذاك الى تدمير العديد من معالمها الاثرية وبينها قوس النصر الشهير ومعبدي شمين وبل.
وقال المدير العام للاثار والمتاحف في سوريا مأمون عبد الكريم الخميس لفرانس برس انه ستتم اعادة بناء المعبدين بعد استعادة المدينة. واثار سقوط تدمر التي تتوسط بادية الشام، على قلقا في العالم على المدينة التي يعود تاريخها الى الفي عام.
معركة حاسمة
تعد معركة تدمر وفق عبد الرحمن "حاسمة لقوات النظام، كونها تفتح الطريق امامها لاستعادة منطقة البادية من تنظيم داعش وصولا الى الحدود السورية العراقية شرقا"، اي مساحة تصل الى ثلاثين الف كيلومتر مربع.
وتتراجع بذلك مناطق سيطرة تنظيم داعش الى ما بين 25 و30 في المئة من الاراضي السورية مقابل 40 في المئة حاليا. وبخسارة البادية، سيضطر التنظيم المتطرف الى الانسحاب شرقا الى محافظة دير الزور او مناطق سيطرته في العراق.
الا انه على الجهة الثانية من الحدود، اعلن الجيش العراقي بدء عملية اشتعادة محافظة نينوى وكبرى مدنها الموصل التي استولى عليها التنظيم قبل عامين.
وبالتزامن مع التطورات الميدانية، تتواصل الاجتماعات السياسية ان كان في جنيف في اليوم الاخير من الجولة الراهنة للمفاوضات غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة السوريتين، او في موسكو بين الدولتين العظمتين اللتين استلمتا زمام المبادرة في الملف السوري.
جلسات سياسية
وبدأ كيري الخميس محادثاته مع نظيره الروسي بهدف تقريب مواقف البلدين من تسوية النزاع السوري ومستقبل الرئيس بشار الاسد. وسيلتقي مساء بوتين في الكرملين. وتضغط القوى الكبرى وخصوصا الولايات المتحدة وروسيا لانجاح المفاوضات حول سوريا، وفرضتا هدنة تستثني الجهاديين لا زالت سارية منذ 27 شباط/فبراير.
وصرح كيري قبل الاجتماع "حصل تراجع هش لكن مهم للعنف، لكننا نعلم انه يجب بذل المزيد لخفض هذا العنف". كما قال لافروف "بذلنا مساعي للتوصل الى توازن في المصالح ليس فقط بين موسكو وواشنطن وانما بين كل الاطراف المعنية في سوريا".
وتختتم اليوم الجولة الراهنة من المفاوضات في جنيف من دون تحقيق اي تقدم ملموس وفق اعتراف كافة الاطراف.
ويشكل مستقبل الاسد نقطة خلاف جوهرية، إذ تطالب الهيئة العليا للمفاوضات برحيله مع بدء المرحلة الانتقالية فيما يصر الوفد الحكومي على ان مستقبله يتقرر فقط عبر صناديق الاقتراع.
وينص القرار 2254 الصادر عن مجلس الامن على تشكيل حكومة تضم ممثلين عن المعارضة والحكومة خلال ستة أشهر، وصياغة دستور جديد، واجراء انتخابات خلال 18 شهرا، ولا يتطرق الى مصير الاسد.
وقال مصدر مقرب من الوفد الحكومي السوري ان الموفد الدولي الخاص ستافان دي ميستورا قدم وثيقة للوفود تتضمن 12 نقطة تتوافق عليها الاطراف السورية كافة، وتتضمن رفض الإرهاب و"سيادة سوريا غير منقوصة على كافة الأراضي السورية"، ورفض أي تدخل خارجي، وتطبيق القرار 2254.
والتقى دي ميستورا قبل ظهر الخميس الوفد الحكومي السوري، على ان يلتقي بعد الظهر وفد الهيئة العليا للمفاوضات.
ومن المقرر ان يتحدث دي ميستورا عند الساعة 18,00 بتوقيت غرينتش في جنيف ليقيم حصيلة جولة المفاوضات هذه، وهي واحدة من ثلاث جولات ومن المقرر استكمالها الشهر المقبل، من دون تحديد موعدها رسميا.
لكن بشار الجعفري رئيس الوفد الحكومي اكد للصحافيين مساء الاربعاء ان وفد دمشق لا يستطيع العودة قبل 13 نيسان/المقبل.
التعليقات
وين التعليقات
عبود -شو يا عالم ....ما في تعليقات ..... شو الكل زعلان ....على أساس روسيا لا تضرب داعش !!!