أخبار

تكلفة الإعلان زادت عشرات أضعاف قيمتها الأصلية

حملة الانتخابات الأميركية تمنح زخمًا قياسيًا للإعلام

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تستفيد شبكات التلفزيون الأميركية من الحملة الانتخابية والظاهرة الإعلامية، التي يشكلها دونالد ترامب، لتسجيل نسب مشاهدة قياسية، بعد سنوات من الأداء المتعثر، من دون أن يعني ذلك ضمانة للمستقبل.

نيويورك: يرى الاستاذ في جامعة آنبيرغ في كاليفورنيا غابريال كان أن على وسائل الإعلام "أن تشكر دونالد ترامب، لأنه بمثابة هدية من السماء لها".

ويشير احصاء اخيرًا لشركة "نيلسن" للاحصاءات الى أن شبكة "فوكس نيوز" تصدرت نسب المشاهدة في الفصل الاول. وهي المرة الاولى في تاريخ الشبكات المشفرة في الولايات المتحدة التي تتصدر فيها شبكة اخبارية.

وبدأت شبكة "سي ان ان" المخضرمة العام بأداء قوي مع معدلات غير مسبوقة منذ سبع سنوات، بينما سجلت "ام اس ان بي سي"، ثالث كبرى شبكات الاعلام، افضل ارقام لها منذ ثلاث سنوات، بحسب "نيلسن". هذه الارقام أعلى بكثير مما يسجل عادة خلال الحملات الرئاسية.

انتعاش الإعلان
وتقول مجلة "يو اس نيوز" إن كلفة الدعاية الواحدة زادت اربعين مرة منذ ايلول/سبتمبر الماضي على "سي ان ان"، بينما كانت الانتخابات التمهيدية لا تزال في بداياتها. وتقول الاستاذة في جامعة ديلاوير داناغال يونغ: "في المعسكر الجمهوري هناك مرشحون يشنون هجمات شخصية، ويدلون بتصريحات مبالغ بها احيانًا تشكل مادة دسمة للتلفزيونات".

وتوضح "على الصعيد السياسي هذه الامور مربكة ربما، لكنها مادة ترفيه جيدة للتلفزيونات". ويتصدر المرشح دونالد ترامب هذه الظاهرة في المعسكر الجمهوري. ويقول غابريال كان إن شبكات الاعلام "ركزت برامجها لنقل تغطية شبيهة بتلفزيون الواقع حول ترامب على مدار الاربع والعشرين ساعة".

وتقول يونغ إن هذه الشبكات "لا تركز على مواقف المرشحين حول القضايا الاساسية، بل على من يقول ماذا، ومن يهاجم من، ومن يتصدر في استطلاعات الرأي". وانتقد الرئيس الاميركي باراك اوباما هذه المقاربة بشكل غير مباشر عندما اتهم، الاثنين، بعض وسائل الاعلام بأنها تترك المرشحين يملون عليها كيفية تغطية حملاتهم.

الا ان هذا الزخم الذي تستفيد منه شبكات الاعلام لن يستمر لما بعد الانتخابات أو لما قبل ذلك ربما، عندما يختار كل معسكر مرشحه. ويحذر الاستاذ في جامعة جورج واشنطن فرانك سيسنو، "نشهد تباطؤًا ملحوظًا مع اقتراب موعد المؤتمرات الحزبية عندما سننتقل من الحملات الى التركيز على موضوعات الادارة والحكم. عندها ستتغيّر النبرة".

بعد ترامب.. الصحوة؟
يشكل هذا التحسن في أداء شبكات الاعلام تغييرًا بعد فترة من التراجع في نسب المشاهدة قاربت 19% بين 2009 و2014. ويعتبر غابريال كان أن "الامر مجرد ظاهرة، ولا يمكن الحديث عن استراتيجية على المدى الطويل من شأنها أن تساعد شبكات الاعلام على الخروج من المنحى التراجعي".

ويشدد على أن الشبكات المشفرة "سوق تتراجع" لمصلحة وسائل مشاهدة أخرى. ويقول فرانك سيسنو إن التلفزيون التقليدي ليس على وشك الزوال، ولا حتى على المدى المتوسط، بل "سيستمر لفترة طويلة" لكن التغيير بدأ.

ويكمن التحدي بالنسبة الى "فوكس نيوز" و"سي ان ان" و"ام اس ان بي سي" خلال الحملة الرئاسية، وبعدها في أن تتمتع بمصداقية، وان تكون من وسائل الاعلام القادرة على التواصل مع جيل الالفية، أي أن تكون موجودة بقوة على الانترنت بشكل عام وشبكات التواصل الاجتماعي بشكل خاص.

ويحذر غابريال كان من ان "هذا التغيير صعب التحقيق"، بينما تقول يونغ: "اعتقد أن المحطات تدرك القواعد الجديدة للعبة اكثر مما تفصح". وتشدد يونغ على أن شبكات الاعلام "نشطة جدًا" على شبكات التواصل الاجتماعي، مضيفة أن "مقدمي البرامج يوجهون المحادثات على تويتر".

وبعيدًا عن الاستراتيجية، يمكن أن تحلم شبكات الاعلام بسيناريو غير محتمل اليوم، لكن لا يمكن استبعاده، وهو انتخاب ترامب رئيسًا. وتقول يونغ: "عندها يمكن أن يشكر مالكو الاسهم في هذه الشبكات السماء".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف