"أوراق بنما" تفضح الكبار !

فتح التسريب الأخير لعدد كبير من الوثائق الباب على مصراعيه أمام عدة تساؤلات، من بينها كيف يستخدم الأغنياء وأصحاب النفوذ الملاذات الضريبية الآمنة لإخفاء ثرواتهم؟

لندن: كشف اكبر تسريب وثائق في التاريخ ضلوع عدد من قادة العالم والمشاهير ونجوم الرياضة في فضيحة عالمية تكشفت خيوطها الاثنين حول تهرب ضريبي هو الاضخم عبر التاريخ. 

من هم الذين تشملهم الوثائق؟

توجد روابط في الوثائق لـ12 زعيما حاليا، وسابقا، كما تشير إلى 61 شخصا آخر منهم أقارب ومقربون من زعماء بعض الدول، وسياسيون آخرون.

للإطلاع على ابرز ما جاء في الوثائق التي سربها مجهول من مكتب المحاماة البنمي "موساك فونسيكا" الذي يعمل في مجال الخدمات القانونية اضغط هنا. 

ما حجم التسريبات؟

يمكن للمرء تخيل حجم هذه "الفضيحة" إذا ما علم ان تسريبات ويكيليكس التي هزت العالم على مدار سنوات، لم تبلغ 1 بالألف من حجم "أوراق بنما"! فوثائق"أوراق بنما" تبلغ ما نسبته 1529 ضعفًا من الحجم الذي وصلت إليه وثائق ويكيليكس، وأكثر من 788 ضعفًا لحجم الوثائق السويسرية التي تم تسريبها العام الماضي والتي تسببت في فضيحة كبرى.

وأوضح "الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين"، ومقره واشنطن،  أن الوثائق المسربة لغاية الآن (وعددها نحو 11.5 مليونًا) تحتوي على بيانات تتعلق بعمليات مالية لأكثر من 214 ألف شركة عابرة للبحار (offshore)  في أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم، وتطال نحو 145 شخصية بارزة.

وتشير التسريبات التي عممها الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائين على 370 صحافيا من اكثر من سبعين بلدا من اجل التحقيق فيها في عمل مضن استمر حوالى عام كامل إلى الكيفية التي يخفي بها الزعماء والمسؤولين اموالهم ... للمزيد من هنا.

وتغطي الوثائق التي سربت من مكتب "موساك فونسيكا" 40 عاما من الرسائل الالكترونية والسجلات المالية وتفاصيل جوازات السفر، في التحقيق الذي شاركت فيه أكثر من 100 مجموعة اعلامية.  لكن من يدير هذا المكتب الذي زبائنه من كبار الشخصيات، ويعتبر محور فضيحة التهرب؟  الجواب من هنا.

كيف تعمل الملاذات الضريبية؟

وعلى الرغم من وجود سبل مشروعة في استخدام الملاذات الضريبية، فإن معظم ما يجري حاليا يدور حول إخفاء هوية أصحاب الأموال الحقيقيين، وأصول الأموال، وتفادي دفع الضرائب عن تلك الأموال.

ويتركز بعض الادعاءات على إنشاء شركات وهمية تتمتع بمظهر تجاري مشروع، لكنها في الواقع وهمية. ولا تفعل تلك الشركات شيئا غير إدارة الأموال، بينما تخفي هوية مالكيها.

ما حجم الاموال المهربة؟

لا يتوفر لغاية الآن اي رقم دقيق، لكن التقديرات تشير إلى مئات المليارات من الدولارات التي يتم تمريرها عبر طرق ملتوية، هذا يؤدي إلى سرقة مبالغ ضخمة من الأموال العامة، والتهرب من دفع ملايين الدولارات للدول على صورة ضرائب. صحيفة الغارديان قامت بتصميم فيديو يشرح لك ببساطة كيف يمكنك أن تخفي مليار دولار في خمس خطوات! الأمر قد يبدو صعبًا، لكن الوثائق تبين أن الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين فعل ذلك وأكثر، وذلك عن طريق صديقيه المقربين سيرغي رولدوغين، ويوري كوفالجاك، الذي يدير بنكًا ضخمًا في روسيا. كما أن الأمر لا يتعلق فقط بتهريب الأموال، وانما يمتد إلى التحايل على النظام الدولي عبر خرق العقوبات المفروضة على النظام السوري. إذ تبين الوثائق أن مكتب "موساك فونسيكا" لم تصله الأخبار التي تتحدث عن فرض عقوبات على النظام السوري من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، فقام المكتب عبر شركاته الوهمية التي أسسها بعض رجال الأسد واقاربه مثل رامي وحافظ مخلوف، بتمويل الوقود الذي تستخدمه طائرات الأسد في قصف المدنيين. للمزيد من التفاصيل.

هل هذا كل شيء؟

حسب المعلومات المتوفرة فان الموقع لم يسرب حتى الآن سوى مئات الوثائق، وهو ما يعني عمليا أن العالم يقف أمام جبل من الجليد بدأ بالذوبان رويدا رويدا. علما أن هذه الوثائق تحتاج إلى فرق منظمة تقوم بدراستها وتحليلها وفحص مدى مصداقيتها، وهي بالطبع وثائق لن يكون الكثير من المسؤولين والزعماء والنجوم في العالم سعداء بها !

ما هي ردود الفعل على التسريبات؟

تأتي هذه الفضيحة الجديدة لتثير الكثير من علامات التساؤل حول شفافية زعماء وساسة ونجوم سينما ورياضة طالما تشدقوا بالمصداقية، بل أن اللافت أن بعضهم يتمتع بشعبية كبيرة. لكن ما هي ردود الفعل التي صدرت منذ نشر الوثائق؟ "إيلاف" تستعرض هنا ابرزها: