لبنان أكثر المتأثرين في حال نجاحها
بعد إنطلاق محادثات جنيف.. الحل السياسي في سوريا معقّد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يبقى لبنان أكثر المتأثرين في حال نجحت محادثات جنيف، التي انطلقت أمس، تزامنًا مع الانتخابات النيابية في سوريا، رغم أن الكثيرين يعتبرون أن الحل السياسي السوري لا يزال كثير التعقيد.
بيروت: بعد انطلاق محادثات جنيف تزامنًا مع الانتخابات النيابية في سوريا يطرح السؤال: هل تتوصل تلك المحادثات إلى إيجاد حل سياسي في سوريا، وبالتالي حل القضايا العالقة في المنطقة؟.
يقول الإعلامي والكاتب عادل مالك في حديثه لـ"إيلاف" إن التعقيد يلفّ مسألة "الحل السياسي" في الحرب السورية، وهناك سعي دولي بموجب إتفاق أميركي روسي عبر منظمة الأمم المتحدة، لكن الحل السياسي يبدو في هذه الآونة صعبًا وكثير التعقيد أكثر من استمرار الحرب القائمة حاليًا في سوريا.
يضيف مالك: "هناك أزمة ثقة متعاظمة بين النظام في سوريا والمعارضات فيها، وليس هناك مؤشر واضح إلى سلوك الحل السياسي المسلك الطبيعي، إنما هي محاولة تسعى موسكو وواشنطن من خلالها إلى التوصل إلى صيغة سياسية معينة، يمكن أن توقف الحرب في سوريا، والطريق طويلة ومعقدة، ولكن الأسرة الدولية باتت اليوم في موقف الداعم أكثر، للوصول إلى حل سياسي في سوريا، نظرًا إلى تداعيات الحرب السورية على الدول الأوروبية، وهذا واضح بعد التفجيرات الأخيرة، حيث ثبت وجود علاقة مباشرة بين بعض المرتكبين، والقائمين بها، وبين ما يجري في سوريا من أحداث.
التأثير على لبنان
وردًا على سؤال أي تأثير في حال نجحت محادثات جنيف على الوضع الداخلي اللبناني؟، يجيب مالك: "لبنان سلمًا أم حربًا يتأثر بمسار الأحداث في سوريا، ولكن إذا ما كتب للحل السياسي أن ينجح في سوريا، فهذا قد ينعكس إيجابًا على الوضع اللبناني، خصوصًا مع حراجة الوضع القائم مع النازحين السوريين، حيث الرقم يتجاوز المليون و300 ألف نازح سوري في لبنان، لكن إذا ما استمرت الأزمة السورية في التفاقم، فلبنان ليس في وضع يحسد عليه، من حيث التصور العام للأزمات القائمة في لبنان".
أضاف "الموضوع الأمني لا يزال ممسوكًا إقليميًا في لبنان، إنما لا شيء يضمن عدم تعرّض لبنان إلى هجوم من جماعات "تكفيرية" تستهدف الإستقرار فيه، على أمل أن يحصّن اللبنانيون الأمن الداخلي والوحدة الداخلية في مواجهة أي خطر من تدهور الحل السياسي في سوريا، وبالتالي عدم التوصل إلى هدنة يمكن أن تنعكس، في حال حصلت، إيجابًا على لبنان".
جبهة حلب
ولدى سؤاله هل هناك خوف من انهيار الهدنة في سوريا بسبب احتدام القتال على جبهة حلب بشكل خاص، وإلى أي مدى محادثات جنيف سوف تتوصل إلى حل لهذا الموضوع؟، يجيب مالك إن أسباب التصعيد العسكري واضحة التوقيت، بحيث إنها تأتي قبل أيام قليلة من عقد مؤتمر جنيف السوري، أو ما تم التفاهم عليه في جنيف 3، خلال الشهر الماضي، وهذا التصعيد من أجل أن يصل كل طرف إلى طاولة المفاوضات وشروطه أقوى من غيره، والتصعيد بين مد وجزر في سوريا يأتي في هذا السياق.
جولة سابقة
عن الجولة السابقة من محادثات جنيف، التي لم تتوصل إلى تقدم يذكر، هل تلك الجولة ستلقى المصير عينه؟، يجيب مالك أنه "علينا أن نفرّق بين ما يجري في الغرف المغلقة وبين التصريحات الإعلاميّة، حيث كل فريق يحاول أن يرفع السقف والتهديد بمطالب مضادة، إنما كل الأطراف المتداخلة في سوريا تريد التوصل إلى هدنة موقتة، وما يجري حتى الآن، هو أن السلام ما زال بعيدًا في سوريا، والسؤال المطروح هل أن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد على رأس النظام في سوريا هو مدعاة لتقسيم سوريا، أم إن استمرار وجود الأسد ضمانة بشكل من الأشكال لبعض المسائل الدولية".
وتابع "هنا يمكن القول إن هناك معلومات أميركية عبّر عن بعض منها وزير الخارجية جون كيري، عندما قال في اجتماعه الأخير في موسكو، مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن استمرار وجود الأسد لا يمكن أن يضمن بقاء سوريا موحّدة، وهذا يعكس الواقع التقسيمي الحاصل حاليًا".
الداخل اللبناني
عن إنعكاس التأزم في سوريا واحتمال عدم حل الأمور بعد محادثات جنيف على الداخل اللبناني، يقول النائب محمد قباني (المستقبل) لـ"إيلاف"، إن الوضع المتأزم في لبنان سيستمر حتى إشعار آخر، والقلق الذي يسود اللبنانيين سيبقى بسبب مضاعفات مشاركة حزب الله في الحرب السورية، وهذا ما أدى إلى ردود الفعل التي نشهدها أخيرًا، وبالتالي مع الأسف ستستمر كل هذه الأمور، وليس بإمكاننا أن نفصل الوضع السوري عن لبنان، لأننا كنا دائمًا نتأثر بما يجري في سوريا بسبب الوضع الجغرافي".
ولكن، يضيف قباني، إنسحاب حزب الله من سوريا، من المتوقع أن يؤدي إلى تبريد الساحة اللبنانية، ونزع عنصر التفجير الخارجي بنسبة كبيرة، لكن سنبقى نتأثر بالوضع السوري، لأن هذا قدرنا، وتاريخنا، منذ الاستقلال حتى اليوم.
إيجابيات محادثات جنيف
ما هي الإيجابيات المرجوة من محادثات جنيف؟، يجيب قباني: "مجرد الجلوس على الطاولة ليس بأمر سلبي، بمعنى أنه إذا لم يؤدِ الى اتفاق، فالبقاء على ما نحن عليه هو الخيار السيئ، ولكنه قائم حاليًا، وتمنّى قباني أن يحصل حل سياسي، وأن ينهي حمّام الدم في سوريا، ويؤسس لحكم ديموقراطي، فيه تداول للسلطة، وفيه الحرية للناس، وإعادة بناء سوريا، كنظام وأرض وشعب، بما يسمح لها باستعادة تاريخها العريق.
رغم ذلك، لا يعتقد قباني أن هناك طرفًا بإمكانه أن يحسم الأمور عسكريًا، والمزيد من الآلام تأتي من استمرار الحرب الدموية، ويتوقع أن تبقى، رغم التمني بألا يحصل ذلك، وأن نشهد حلًا سياسيًا بدءًا من محادثات جنيف.