الرئيس الفلسطيني محمود عباس: العالم يجب ألا ينسانا

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي من المقرر أن يجتمع مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل يوم الثلاثاء في برلين الى استخدام صداقتها مع اسرائيل لتفعيل عملية السلام.&وقال عباس في مقابلة مع مجلة شبيغل اونلاين "نحن نعرف التاريخ ولن نطالب المانيا بتشديد الضغط على اسرائيل &لكننا نعرف ان المانيا تؤيد قيام دولة فلسطينية ولهذا السبب على المستشارة ميركل ان تستخدم صداقتها الطيبة مع اسرائيل لتدعيم السلام".&واشار عباس الى تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية إزاء الحرب في سوريا وانعدام الاستقرار في المنطقة العربية عموما والاعتداءات الارهابية في اوروبا. &وقال ان الفلسطينيين يدركون ذلك "ولكن العالم يجب ألا ينسانا ويجب حل النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني اولا. &فان كثيرا من الارهابيين يستخدمون النزاع غطاء لهم مدعين انهم يدعمون نضالنا. &ولكن هذا ليس صحيحا ونحن ندين افعالهم ولكن إذا لم نجد حلا للنزاع في وقت قريب أخشى ان عنف هذه الجماعات الارهابية سيمتد ويطالنا في اراضينا وفي اسرائيل".&واكد الرئيس الفلسطيني ان اعمال العنف المستمرة منذ اشهر في الأراضي الفلسطينية "ليست انتفاضة" وقال "علينا ان نفهم لماذا يرتكب هؤلاء الشباب مثل هذه الهجمات. &فهذا جيل يعيش عنف الاحتلال ومهانته كل يوم. &وهم يرون كيف يتوافد مستوطنون أكثر فأكثر لاحتلال ارضنا. &وإذا اوقفت اسرائيل ذلك ، لن يأخذ طفل سكينا لاستهداف الاسرائيليين". &واضاف عباس انه يقف ضد هذه الأعمال وقال ذلك المرة تلو الأخرى رافضا اتهام حكومة نتنياهو بأنه يحرض عليها. &ولكنه اضاف "إذا فقد شاب الأمل فانه لن يبالي إذا أدنتُ أنا أعماله". &وأوضح ان الدعم الذي تقدمه السلطة الفلسطينية لعائلة الفلسطيني الذي يُقتل خلال اعمال العنف "لا يعني اننا نؤيد هذه الأعمال".&وشدد عرفات على ان النزاع مع اسرائيل لا يمت بصلة الى الدين وقال ان المشكلة تتمثل في "ان اسرائيل تحتل ارضنا وتعتدي على مقدساتنا. &والمسجد الأقصى مسجدنا وهو جزء من عاصمتنا القدس الشرقية المحتلة منذ عام 1967. &وعلى الاسرائيليين ان يبتعدوا عن المسجد الأقصى لكنهم بدلا من ذلك يستفزوننا كل يوم بزياراتهم وينتهكون الوضع القائم بالصلاة هناك".&ولفت عباس الى ان بين الزوار اعضاء في الكنيست مطالبا الحكومة الاسرائيلية بوقف المتطرفين واحترام التزاماتها بشأن الوضع القائم.&وعن فرص السلام الضائعة على امتداد السنوات الماضية قال الرئيس الفلسطيني انه يسأل الاميركيين والاوروبيين باستمرار "ما هي أخطائي؟ وهم يؤكدون اني لم ارتكب اخطاء فالاسرائيليون هم الذين يفوتون كل فرص السلام".&واعلن عباس دعم السلطة الفلسطينية للمبادرة الفرنسية التي تدعو الى تحرك متعدد الأطراف وليس معالجة ثنائية. &وقال "نحن نريد مؤتمرا دوليا وتشكيل مجموعة دعم قوية لتحقيق السلام. &وسنتحدث مع الاوروبيين والاميركيين والشركاء في آسيا والدول العربية المعتدلة ونريد ان تشارك اسرائيل ايضا ولكنهم يرفضون هذه المقاربة الدولية".&واستعرض عباس موقف السلطة الفلسطينية في مثل هذا المؤتمر مؤكدا حل الدولتين. &وقال "أطلب من نتنياهو ان يجلس معي حول الطاولة ويتفاوض. &وأنا ليس لدي شروط مسبقة بل كل ما نريده هو وقف موقت للبناء في المستوطنات اثناء هذه المحادثات".&وتابع عباس "يقول لنا الاسرائيليون ان الوقت ليس مناسبا لحل الدولتين. ان الوقت المناسب هو الآن وليس غدا أو أي وقت في المستقبل. &ونحن نريد التعايش معهم ولكن الاسرائيليين لا يريدون ذلك بل يريدون عزل أنفسهم عنا ويفضلون ألا يرونا".&وتطرق عباس الى مطالبة إسرائيل بالاعتراف بها دولة يهودية قائلا "نحن اعترفنا بدولة اسرائيل في عام 1993 ومستعدون لتأكيد اعترافنا مجددا بدولة اسرائيل على قاعدة حل الدولتين ولكن عليهم أن يردوا بالمثل". &&وفي الشأن الفلسطيني الداخلي قال عباس انه مستعد لإجراء انتخابات في أي وقت "ولكن حماس ترفض وحاليا نتفاوض حول تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حماس في قطر ونستطيع اجراء انتخابات ما ان تكون لدينا حكومة وحدة".&وعما إذا كان سيجدد ولايته قال الرئيس الفلسطيني "أنا لا أُريد الترشيح مرة اخرى".&وكان عباس حذر مؤخرا من ان السلطة الفلسطينية تقف على حافة الانهيار. &وفي هذا الشأن قال لمجلة شبيغل اونلاين "ان ذلك حقيقة واقعة" وإذا كان الجيش الاسرائيلي يعمل "في مدننا في المنطقة ( أ ) فان هذا يقلقنا وينتهك الاتفاقات. إذ يُفترض بهذه المنطقة ان تكون تحت سيطرة السلطة الفلسطينية وحدها وإذا لم تكف اسرائيل عن هذه التوغلات فعليها ان تتحمل المسؤولية ولكن حينذاك لن تكون هناك سلطة فلسطينية. &وإذا جلس نتنياهو في هذا الكرسي ستنتفي الحاجة الى وجودي".