لندن تحتفي بتراثي سوريا والعراق بأغانٍ سومرية

تكريمًا لتراث تدمر الذي صنفته اليونسكو من أهم المعالم التاريخية، افتتح عمدة لندن الثلاثاء "هيكل قوس النصر"، وهو مشابه لقوس باب تدمر الذي دمره داعش، ويُفترض بقاؤه 3 أيام في ساحة الطرف الأغر في&لندن، ثم يجول مدن العالم، واختتم حفل أمس بأغانٍ سومرية مستمدة من حضارة العراق القديمة.

لندن:&إفتتح بوريس جونسن رئيس بلدية لندن الرمز التذكاري (هيكل قوس النصر) المشابه لقوس باب تدمر يوم الثلاثاء المصادف للتاسع عشر من أبريل (نيسان) 2016 في ساحة "الطرف الأغر" في العاصمة البريطانية، بحضور متميز وحفل كبير حاشد استغرق الساحة كلها.

تراث عريق
"تدمر" هي إحدى المدن التراثية العالمية، تقع في وسط سوريا وتابعة لمحافظة حمص. لها أهميتها التاريخية العريقة منذ القرن الثاني قبل الميلاد، حيث كانت عاصمة مملكة تدمر، كما تظهر في الآثار البابلية. باتت معلمًا سياحيًا بارزًا تزوره القوافل من السيّاح والمصطافين من كل أنحاء الدنيا.

&

&

لكن تنظيم داعش، الذي سيطر على ثلث سوريا والعراق، قام بتحطيمها وتدميرها في العام الماضي. من أجل ذلك واهتمامًا بالتاريخ وعراقته كان الإحتفاء الجماهيري بحضور شخصيات ثقافية وسياسية وإجتماعية مهمة يتقدمهم بوريس، الذي افتتح قوس النصر من باب تدمر، التي تمثل رمزًا لاحترام التراث والرد على داعش "الإرهابية" والمتخلفة، ليمثل تحديًا جماهيريًا. وتعتبر المؤسسة الثقافية للأمم المتحدة "تدمر" من أهم المراكز الثقافية العالمية في التاريخ القديم.

الهيكل يجول العالم
وتحدث بوريس عن تاريخ تدمر العريق والعظيم، والذي يقدره العالم منذ آلاف السنين، ويمثل حضارة راقية عريقة بديعة. أضاف بوريس: (الهيكل المصنوع لباب تدمر هو نموذج مصغر لقوس النصر الذي صنع من قبل معهد الآثار الرقمية في جامعة هارفرد وجامعة أكسفورد بالتعاون مع متحف دبي، وذلك إستنادًا إلى الآثار التاريخية للقوس الأصلي، باستخدام تقنية حديثة تجعله يشابه الأصل إلى حد كبير من خلال التكنولوجيا الحديثة والتصميم البديع باستخدام المسح الضوئي 3 والرخام الإيطالي دي).&

وقال رئيس الآثار السورية: "كان عمل الهيكل نتيجة لتضامن منظم حديث لمجموعة من الخبراء وتصميمهم. ويمثل هذا الهيكل المصنوع ثلثي الهيكل الأصلي لقوس النصر من بوابة تدمر".

&

&

وقال بوريس: "سوف يبقى الهيكل ثلاثة أيام في ساحة الطرف الأغر، ثم يجول مدن العالم المختلفة، خصوصًا دبي ونيويورك، إحتفاء بالتراث العظيم وردًّا على داعش الهمجية والبربرية".

داعش رمز التخلف
ثم انتقد بوريس "داعش"، الذي يمثل التخلف والإرهاب، بنظره، بما قام به من "جرائم ضد النساء والشيوخ والأطفال، وحتى الآثار التاريخية العظيمة لم تسلم منه، حيث قام بتدمير الآثار العظيمة في العراق وسوريا، ومنها "تدمر" العظيمة".

أضاف قائلًا: "لا بد من التنديد بأقسى العبارات إزاء هذه الجرائم النكراء التي يرفضها الأحرار في مختلف دول العالم". ونال كلامه إعجاب الجماهير المحتشدة بالتصفيق والتحية.

رجوع إلى الأصل
تحدث روجر ميشيل، المدير التنفيذي للمؤسسة الدولية للتنمية في أوكسفورد، قائلًا: "تدمر تمثل تلاقحًا بين الشرق والغرب. والنتيجة للهيكل هو نقله بعد جولته في مدن العالم، للرجوع إلى بيته الأصلي "تدمر" في السنة المقبلة، فيكون مقره الدائم في محله وبلده. فإذا كانت داعش قد دمرته موقتًا، فهي لا تعلم بوجود إرادة إنسانية وتصميم عالمي وتحدٍّ حضاري لعودته إلى موطنه تحديًا للجهل والتخلف والإرهاب. ولا يمكنهم محو تاريخنا وحضارتنا الإنسانية".

&

&

عزف سومري
ثم بدأت الفنانة تيف كونر بالغناء بالكلمات السومرية (العراقية القديمة) مع فرقتها الجميلة معزوفة "الطوفان"، وهي موسيقى حديثة من الكلمات القديمة مع العازف أندي لونغ بالقيثارة المذهبة من "أور" في تاريخ العراق، ومارك هارمر المنتج والعازف، مجموعة متناغمة في أثير موسيقي يعود تاريخه إلى أكثر من أربعة آلاف سنة من تراث بلاد مابين النهرين (العراق القديم).&

&

&

وجاءت عمل الفرقة متميزًا من قبل ستيف وأندي ومارك بصياغة حديثة تمزج التراث بالمعاصرة بقيثارات "أور" التاريخية وقصائد ما بين النهرين لتأتي بفن موسيقي يستنطق عمق التاريخ من جلجامش وبابل وسومر، وإلهام حديث مذهل، فيأنس الجمهور وينتعش الخيال الخصب، لاستشراف المستقبل واعتبار الماضي في تلاقح هادف وتمازج لاهف وإيحاء جارف.
&