ولد الشيخ: مشاورات السلام اليمنية أمامها أيامٌ صعبة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أنور العنسي
بي بي سي - الكويت
قال المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إن مشاورات السلام اليمنية التي تجرى في الكويت برعاية الأمم المتحدة لا تزال "تمر بمرحلة حرجة بسبب استمرار تباعد مواقف أطراف الصراع".
وأضاف ولد الشيخ أحمد في مقابلة مع بي بي سي في الكويت "أن حرباً استمرت أكثر من عام لا بد أن تطوى على كثير من التحديات، ولا يمكن أن تحل في يومين أو ثلاثة". ويعني هذا أن الأزمة تتطلب المزيد من الجهد والوقت للإصغاء لكل الفرقاء من أجل "تقارب وجهات النظر والتوصل إلى اتفاق سلام أكثر قوة وأطول دواما".
وردا على سؤال بشأن وضع سقف زمني محدد للمشاورات، تلبيةً لمطالب اليمنيين الذين يتطلعون إلى نهاية قريبة وعاجلة لهذا الصراع، أقر ولد الشيخ بأن "هناك كارثة إنسانية والوضع لا يحتمل أن يستمر بهذه الطريقة، وأنا أول من يريد أن يوقع غداً على اتفاقٍ كامل وشامل، لكن من المهم أن يكون هذا الاتفاق مفهوماً من قبل كل الأطراف ومستوعباً لها جميعا".
وعبَّر ولد الشيخ عن ارتياحه للتقارير التي تحدثت عن تراجع عدد الطلعات الجوية لمقاتلات التحالف وانخفاض وتيرة القتال على الأرض ، معرباً عن الأمل في أن ينعكس ذلك إيجاباً على أجواء المشاورات.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر - بالتزامن مع تصريحات ولد الشيخ - بياناً رئاسياً دعا فيه الأطراف اليمنية إلى تطوير خارطةِ طريقٍ لتنفيذ النقاط الخمس الواردة في القرار 2216.
وطلب من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وضع خطة خلال 30 يوما للمساعدة في تنفيذ الخريطة المتعلقة بانسحاب المليشيات وتسليم الأسلحة الثقيلة وإعادة مؤسسات الدولة واستئناف العملية السياسية.
ويبدو أن بيان مجلس الأمن جاء لممارسة مزيد من الضغط على الأطراف المشاركة في المشاورات للعودة إلى جلسات التشاور بعد انقضاء الساعات الأربع والعشرين التي حددها ولد الشيخ لتعليق الجلسات حتى يتمكن ممثلو أطراف الصراع من التواصل مع قياداتهم في الداخل بشأن تعديل مواقفها من الشروع في مناقشة جدول أعمال المشاورات.
ويركز جدول الأعمال على ما بات يعرف بمجموعة النقاط الخمس التي تلبي أهم المطالَب الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي 2216.
واستغل ولد الشيخ تلك الساعات لإجراء مزيد من الاتصالات مع رؤساء ونواب وفود كل من الحكومة وحركة أنصار الله الحوثية وحزب المؤتمر الشعبي العام، كلاً على حدة.
وفي رد على سؤال حول عدم سعيه إلى لقاء القيادات المؤثرة في الصراع في الداخل اليمني، مثل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وزعيم حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي، قال ولد الشيخ: "الأمم المتحدة لا تلتقي مع أطراف يخضعون لعقوبات دولية، ولكن في بعض الحالات يحدث هذا إذا كان يخدم المسار السلمي".
وأضاف "ركزنا هنا على من يمثلهم ويتحدث باسمهم، وأؤكد أن رسائلنا تصلهم ونحصل على أجوبتهم عندما نحتاج إلى قرار المرجعية".
وأشاد ولد الشيخ بـ"إقدام السعودية على الدخول في حوار مباشر مع أنصار الله"، معتبراً ذلك "دفعاً كبيراً للجهود التي نقوم بها يسهّل ويُيَسِّر مهمتنا".
وقال إن اتصالاته مستمرة مع إيران ممثلة في نائب وزير خارجيتها عبد الحسين بن لهيان وإنه يلتقي به مرة واحدة كل شهر على الأقل، مشيراً إلى أن الإيرانيين - كما لمس من خلال اتصالاته وزيارتيه لطهران ولقائه وزير خارجيتها محمد جواد ظريف - "يدعمون المهمة التي أقوم بها لاستكمال مسار السلام في اليمن".
وقال مسؤول كبير في حزب المؤتمر الثلاثاء لبي بي سي "إن الأجواء باتت مهيأة لعودة ممثلي فرقاء الصراع إلى جلسات التشاور العامة في ضوء التقارير الواردة من لجان التنسيق والتهدئة المحلية التي تفيد بتوقف عمليات القصف الجوي وانخفاض طلعات مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية وتراجع وتيرة القتال والاشتباكات على الأرض".
ورجح المسؤول أن تلتئم جلسات التشاور في الرابعة من عصر الثلاثاء في مقرها في قصر "بيان" في الكويت العاصمة.