استطلاع بي بي سي: زيادة الإحساس بالمواطنة العالمية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ناعومي غريملي
مراسلة الشؤون الدولية - بي بي سي
أظهرت نتائج استطلاع أجرته الخدمة العالمية في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تزايد عدد الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم مواطنين عالميين، وليسوا مواطنين في بلادهم فقط.
ووفقا للاستطلاع زاد الشعور بالمواطنة العالمية في البلاد ذات الاقتصادات الناشئة، إذ يرى سكانها في أنفسهم شخصيات متطلعة ذات عقول عالمية.
لكن في ألمانيا، انخفض عدد من يعتبرون أنفسهم مواطنين عالميين مقارنة بعام 2001.
وشمل استطلاع الرأي أكثر من 20 ألف شخص في 18 دولة.
وقال 56 في المئة من المشاركين من البلاد ذات الاقتصادات الناشئة إنهم يعتبرون أنفسهم مواطنين عالميين قبل أن يكونوا مواطنين في بلادهم.
وبلغت نسبة من يرون أنفسهم مواطنين عالميين في نيجيريا 73 في المئة، وفي الصين 71 في المئة، وفي بيرو 70 في المئة، وفي الهند 67 في المئة.
وأظهر الاستطلاع أن هذه المؤشرات تسير بشكل عكسي في الدول الصناعية، إذ انخفض الإيمان بمبدأ المواطن العالمية بشكل ملحوظ بعد الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008.
وفي ألمانيا، على سبيل المثال، يرى 30 في المئة فقط من المشاركين أنهم مواطنون عالميون. وهذه هي النسبة الأقل في ألمانيا منذ بدء إجراء الاستطلاع منذ 15 عاما.
ويقول ليونيل بيليير، من شركة غلوب سكان التي أعدت الاستطلاع، إن هذا التراجع "يمكن فهمه في إطار البيئة السياسية والنفسية التي تغيرت بعد سياسة ميركل التي سمحت باستقبال الملايين من اللاجئين العام الماضي".
ويشير الاستطلاع إلى أن ألمانيا يسود بها شعور من البحث عن الذات بخصوص مدى فتح أبوابها في المستقبل.
ورحب 54 في المئة من المشاركين الألمان باستقبال اللاجئين السوريين إلى البلاد. أما في المملكة المتحدة، حيث وضعت الحكومة حدا لأعداد اللاجئين الوافدين إليها، كانت نسبة المرحبين باستقبال اللاجئين 72 في المئة.
كما أظهر عدد كبير من المشاركين الألمان ترددا عند سؤالهم في الأمور الخاصة بالهجرة والمجتمع.
وبسؤال المشاركين عن قبول زواج المواطنين الألمان من المهاجرين، أجاب 46 في المئة بأنه ليست لديهم إجابة واضحة، وقالوا إن الأمر يعتمد على الظروف المحيطة بهذه الزيجات.
وفي المقابل، أظهر المشاركون الأوروبيون، وخاصة الفرنسيين، قبولا شديدا للزواج بين الديانات والعرقيات المختلفة.
ويقول بيليير إن الألمان "يظهرون الكثير من التردد فيما يخص هذا النوع من التطورات الاجتماعية، وكذلك قبول سياسة بلادهم المنفتحة مع المهاجرين".
وتشير الإحصائيات إلى وجود تباين في المواقف داخل القارة الواحدة.
وفي أوروبا، أظهرت روسيا الرفض الأكبر للزواج بين المواطنين والمهاجرين من الأعراق المختلفة، بنسبة بلغت 43 في المئة.
أما في أسبانيا، فيعارض خمسة في المئة فقط هذه الزيجات. واعتبر أغلب المشاركين الأسبان أنفسهم مواطنين عالميين.
وأظهر الاستطلاع أن روسيا بها أكبر معارضة للهجرة، إذ وافق 11 في المئة فقط على قبول المهاجرين السوريين في البلاد.
وفي المقابل، كان المشاركون الأسبان هم الأكثر ترحيبا بالمهاجرين السوريين. ورأى 84 في المئة ضرورة استقبال المزيد من المهاجرين السوريين.
وثمة انقسام في قارة أمريكا الشمالية بشأن اللاجئين، إذ وافق 77 في المئة من المشاركين الكنديين على استقبال اللاجئين السوريين، في حين بلغت النسبة 55 في المئة في الولايات المتحدة.
وأظهرت أندونيسيا الحس الأضعف بالمواطنة، بنسبة أربعة في المئة فقط يعتبرون نفسهم مواطنين أندونيسيين قبل أي شيء. وأظهر المشاركون الأندونيسيون اهتماما بالانتماء لمجتمعاتهم المحلية قبل انتمائهم للبلاد ككل.
وبشكل عام، يتراجع دور الدين عند تعريف الناس لأنفسهم بناء على الجنسية. وكانت باكستان هي الاستثناء في هذا الأمر، إذ يقدم 43 في المئة من المشاركين اعتبارات الديانة في تعريف أنفسهم.
كما يبرز الاستطلاع بخصوص الدين الفرق بين أوروبا والولايات المتحدة، إذ قال 15 في المئة من المشاركين الأمريكيين إنهم يقدمون ديانتهم عند التعريف بأنفسهم، مقابل خمسة في المئة فقط في أوروبا.