صحف عربية تحذر من عواقب الأزمة السياسية في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قسم المتابعة الإعلامية
بي بي سي
أولت بعض الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية اهتماماً بالأزمة السياسية التي يمر بها العراق، وحذرت بعض الصحف من "مخاطر كبيرة ليس على مستقبل العملية السياسية بل على وحدة العراق" بينما رأت أخرى أن الاحتجاجات "مخاض ثورة".
وتحت عنوان "الطريق الفوضوي لتقسيم العراق"، أعرب داود البصري في صحيفة السياسة الكويتية عن خشيته على مستقبل وحدة العراق، قائلاً إن "التطورات المتسارعة في الشارع العراقي والهجوم الشعبي الموجه من التيار الصدري بالهجوم على المنطقة الخضراء واحتلال وتخريب البرلمان وضرب وإهانة بعض النواب وجلهم من أهل التيارات الشيعية يحمل رسائل واضحة للجميع مفادها بأن العملية السياسية العراقية بشكلها الطائفي الرث قد تحولت لمهزلة".
ويرى الكاتب أن العملية السياسة في العراق "تعيش فعلا لحظات الاحتضار والتلاشي والتحلل" بات من الصعوبة معها "ضبط إيقاعات تحرك الشارع العراقي في ظل الخطط الدولية المعدة في الغرف السوداء لتقرير مصير ومستقبل العراق كدولة موحدة بحدودها المرسومة منذ عام 1921".
ويضيف الكاتب أنه منذ الاحتلال الأمريكي للعراق "وإقامة نظام سياسي بديل مهترئ يفتقد للمصداقية الحقيقية وللقدرة على إدارة دولة بحجم ومكانة العراق، أن الأوضاع لن تستقر وستذهب لمديات أوسع في السوء والتشتت وفقدان السيطرة على إدارة الصراع، وهيمنة القوى الخارجية وخصوصا النظام الإيراني المتحفز والجاهز بمشاريعه التبشيرية القديمة".
ويعتقد محمد خروب في صحيفة الرأي الأردنية أن انسحاب أنصار التيار الصدري من المنطقة الخضراء لن يكون "نهاية المطاف في عملية الشد والجذب والمناورات ذات الطابع الكيدي وتلك التي تأخذ عادات الثأر وتصفية الحسابات".
ويضيف خروب أن التيار الصدري فرض "لعبة خطيرة" على "اللاعبين الكبار الذين لا يريدون التخلي عن سلطاتهم ونفوذهم".
ويرى الكاتب أن تشكيل حكومة تكنوقراط غير قائمة على المحاصصة لن تحمل "حلاً سحرياً لمشكلات العراق البنيوية العميقة والخطيرة".
وتحت عنوان "انتفاضة فقراء العراق"، كتب جاسر عبد العزيز الجاسر في صحيفة الجزيرة السعودية يقول: "كتب فقراء العراق الفصل الأخير لنهاية حكم المحاصصة وعملاء الاحتلال الأمريكي والتبعية لولاية الفقيه".
لكن الكاتب يرى أن ما حدث هو فقط "مخاض ثورة" وأن "محاولات إجهاض هذه الثورة" بدأ كذلك بعد أن استعانت الحكومة ببعض القوات غير الحكومية مثل مليشيا منظمة بدر والحشد الشعبي، "وهو ما يجعل الاحتمالات مفتوحة، إلا أنها تظهر أن مخطط احتواء الشيعة العرب قد فشل وأحبط من قبل العراقيين الشرفاء الذين لا يفرقوا بين شيعي عربي أو سني عربي، وحتى الكردي والتركماني العراقي".
وفي افتتاحية صحيفة الرياض السعودية، اعتبر أيمن الحماد ما يحدث في العراق أنه قد يكون "أحرج منعطف يمر به منذ سقوط نظام صدام حسين".
ويرى الحماد أن اقتحام المحتجين مبنى البرلمان ذو مغزى "لا يخلو من رمزية واضحة بأن الطبقة السياسية الموجودة في العراق غير قادرة على الوفاء بمتطلبات الشعب الذي يريد أن يقول إنه يمسك بزمام أموره من بوابة مجلس النواب الذين انتخبهم".
ويحذر الكاتب من أن بقاء البلاد "دون موجّه ومقرر، فهذا يعني احتمال صعود الغوغائية، وهو ما سينسحب عليه عواقب مأساوية"، مطالبًا حكومة العبادي وباقي الفرقاء العراقيين بتحمل مسؤولية إدارة الأزمة "باستقلالية تامة، وإلا فإن ما شهده البرلمان العراقي ليس سوى رأس جبل الجليد".