أخبار

تعتمد تكتيكًا طويل النفس ومتريثًا عكس الدولة الإسلامية

القاعدة تضطر للتأقلم مع غياب بن لادن وبروز داعش

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وجد تنظيم القاعدة نفسه خلال الأعوام الخمسة التي مضت منذ قتل أسامة بن لادن، مضطرًا للتأقلم مع غياب زعيمه، وصعود نجم تنظيم الدولة الإسلامية الذي بات يتصدر التهديد "الجهادي" في العالم.&إيلاف - متابعة: في حين اقتصر نشاط "القاعدة" خلال الاعوام الماضية على هجمات دولية محدودة وتعزيز نفوذه في بعض ارجاء اليمن وسوريا، حقق غريمه مكاسب ميدانية واسعة، وتبنى هجمات دامية في دول عدة.&نفوذ إعلاميالا ان المحللين يرون أن تنظيم القاعدة يخطط على المدى البعيد، وقد يتفوق في نهاية المطاف في ظل الحملة الدولية الواسعة ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وشكلت هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن المحطة الابرز في مسار القاعدة، الا ان التنظيم بدأ بالتراجع بعد قتل بن لادن على يد قوات اميركية خاصة في باكستان في الثاني من ايار/مايو 2011.&يزداد أفول نجم التنظيم مع الصعود التدريجي الثابت لتنظيم الدولة الاسلامية، الذي اقام "الخلافة" في مناطق سيطرته في سوريا والعراق في حزيران/يونيو 2014، ونصب زعيمه ابو بكر البغدادي "اميرًا للمؤمنين".&يقول الخبير الفرنسي في الاسلام المعاصر جان بيار فيليو لوكالة فرانس برس: "بروباغندا القاعدة باتت غير ظاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي في مواجهة الآلة الدعائية التي انشأها داعش بنجاح".&واعتمد تنظيم الدولة الاسلامية بشكل كبير على نشر صور وأشرطة من خلال حسابات مؤيدين له على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر الإعدامات المروعة التي نفذها بحق المناهضين، وهجماته العسكرية. ويرى الخبراء أن هذه الدعاية هدفها بث الرعب واستقطاب عناصر.&تمايز&يضيف فيليو: "القاعدة خسرت في كل مكان بمواجهة داعش، باستثناء منطقة الساحل (جنوب الصحراء الافريقية)"، معتبرًا أن هذا التراجع "مرتبط برغبة (زعيم تنظيم القاعدة ايمن) الظواهري في ركوب موجة الاحتجاجات في العالم العربي"، في حين أن البغدادي "وقف ضدها".&ورغم ان البغدادي تزعم الفرع العراقي لتنظيم القاعدة ("دولة العراق الاسلامية")، الا أن الخلاف بين الطرفين بدأ منذ سعيه الى دمج هذا الفرع مع الفرع السوري ("جبهة النصرة") قبل اعوام. لكن زعيم النصرة ابو محمد الجولاني رفض هذا الدمج، واعلن مبايعته للظواهري مباشرة. ومثلت سوريا مساحة مواجهة ميدانية مباشرة بين التنظيمين.&ويقول الباحث في معهد بروكينغز وليام ماكانتس إن عناصر جبهة النصرة تراجعوا في سوريا في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية، الا انهم تمكنوا من تعويض "خسائر مكلفة" تكبدوها سابقًا.&وفي اليمن، افاد التنظيمان من النزاع بين الحكومة والمتمردين، لتعزيز نفوذهما. الا ان الفرع اليمني للقاعدة ("قاعدة الجهاد في جزيرة العرب")، المتجذر منذ اعوام، لا يزال يحظى باليد الطولى. ويقول ماكانتس إن عناصر القاعدة في اليمن يقدرون بالآلاف، ويسيطرون "على مساحات واسعة"، رغم تراجعهم بعض الشيء اخيرًا. &اما عديد تنظيم الدولة الاسلامية فيقدّر بالمئات فقط، وهم "لا يسيطرون على الكثير من الاراضي" في اليمن، بحسب الباحث نفسه.&في الميدان وخارجهوتعد الولايات المتحدة يعد فرع القاعدة في اليمن اقوى اذرعته في العالم. وفي كانون الثاني/يناير 2015، تبنى هذا الفرع الهجوم على صحيفة "شارلي ايبدو" الساخرة في باريس، ما ادى الى مقتل 12 شخصًا.&ورأى محللون في حينه أن الهجوم محاولة من القاعدة لاستعادة مكانتها في ظل تنامي تنظيم الدولة الاسلامية. ويرى ماكانتس أن تنظيم القاعدة يعتمد حاليًا استراتيجية تزاوج بين المعارك الميدانية في مناطق نفوذه، والهجمات في دول اجنبية. ويوضح ان التنظيم "يتبع تعليمات الظواهري بالسيطرة على مناطق في دول الشرق الاوسط وشمال أفريقيا، ولكن ايضًا استهداف الغرب".&وخلال الاشهر الماضية، تبنى تنظيم "القاعدة في المغرب الاسلامي" هجمات في دول أفريقية مثل مالي وبوركينا فاسو وساحل العاجل، ادت الى مقتل العشرات، واستهدفت فنادق ومطاعم ومنتجعات سياحية. واعتبرت مجموعة "صوفان" للابحاث في تقرير اصدرته في آذار/مارس، أن القاعدة وجدت في غرب افريقيا "منطقة من العالم يمكنها فيها التفوق على النفوذ المنافس لتنظيم الدولة الاسلامية".&ورأت أن الهجمات الاخيرة تتيح لعناصر القاعدة "كسب الدعاية التي تساعده على الحفاظ على تأثيره في مناطق أخرى، أكان في شمال افريقيا (...) أو شرقها"، خوفًا من فقدان المبادرة لصالح تنظيم الدولة الاسلامية. وتشير "مجموعة الازمات الدولية" في تقرير حديث لها أن تنظيم القاعدة حاول اتباع نسق مختلف عن تنظيم الدولة الاسلامية في التعامل مع المجتمعات التي يتواجد فيها، وأولى عناية لـ "الحساسيات المحلية".&القاعدة تتريثعلى سبيل المثال، دان تنظيم القاعدة في اليمن تفجيرات نفذها تنظيم الدولة الاسلامية استهدفت مساجد للشيعة في 2015. وفي سوريا، قاتلت جبهة النصرة جنبًا الى جنب مع فصائل مسلحة ضد النظام وضد تنظيم الدولة الاسلامية على غير جبهة.&وعلى الرغم من&أن الولايات المتحدة تقود منذ صيف العام 2014 تحالفًا دوليًا ضد تنظيم الدولة الاسلامية يستهدف مناطق تواجده في سوريا والعراق، الا انها لم توقف ضرباتها المتواصلة منذ اعوام بطائرات من دون طيار ضد تنظيم القاعدة في اليمن. كما تعرض التنظيم لضربات جوية من التحالف الذي تقوده واشنطن في سوريا، وان بدرجة اقل.&في ظل هذه العوامل، يبدو أن تنظيم القاعدة يراهن على ميل النزاعات التي تشهدها دول يتواجد فيها، لمصلحته. ويقول ألان رودييه، وهو ضابط سابق في الاستخبارات الفرنسية، إن تنظيم القاعدة "يراهن على تدهور تدريجي في اوضاع الدول الاسلامية، ما سيحمل الى السلطة قادة مقتنعين بطروحاته".&يضيف في حديث لمجلة "اتلانتيكو" الفرنسية هذا الشهر، "هذا النمط من الجهاد مخطط ليمتد عشرات السنين"، بينما اسلوب تنظيم الدولة الاسلامية وزعيمه ابو بكر البغدادي يجعله يبدو "وكأنه على عجلة من امره".&أبرز فروع القاعدة في العالمشبكة القاعدة "الجهادية" شهدت توسعًا كبيرًا منذ تأسيسها عام 1988.&&وتقول الاستخبارات الاميركية إن التهديد "الارهابي" الرئيس بات مصدره تنظيم الدولة الاسلامية، لكن المجموعات المرتبطة بتنظيم القاعدة "برهنت على صمود" على الرغم من الضربات الاميركية التي طالت قياداتها في افغانستان وباكستان.&- جبهة النصرة في سوريا:جبهة النصرة التي ظهرت في كانون الثاني/يناير 2012 بعد عشرة اشهر على بدء الحركة الاحتجاجية، هي اكبر مجموعة اسلامية "جهادية" في سوريا بعد تنظيم الدولة الاسلامية.&وتعارض النصرة بعنف دولة العراق الاسلامية (الفرع العراقي للقاعدة الذي اصبح تنظيم الدولة الاسلامية) بعد اعلان الجبهة في نهاية 2013 الفرع الوحيد لتنظيم القاعدة في سوريا.&تضم هذه المجموعة التي يقودها ابو محمد الجولاني، وتتمتع بوجود في محافظتي ادلب (شمال غرب) وحلب (شمال)، بين سبعة آلاف وثمانية آلاف مقاتل حسب الخبير توماس بييريه. ولا تشمل الهدنة التي اعلنت بين النظام ومسلحي المعارضة في 27 شباط/فبراير جبهة النصرة.&- تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي:انبثق تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي من الحركة الاسلامية في الجزائر. وكان اسمه حتى 2007 الجماعة السلفية للدعوة والقتال. وقد نجح في جذب مقاتلين من كل دول المنطقة وأكد في 2014 مبايعته للقاعدة.&اقامت هذه الجماعة التي شنت هجمات ونفذت عمليات خطف اجانب، في آذار/مارس-نيسان/ابريل 2012، معقلاً لها في شمال مالي، ثم انكفأت الى جنوب ليبيا بعد التدخل الفرنسي الافريقي في كانون الثاني/يناير 2013.&والجزائري مختار بلمختار، الذي عاد رسميًا الى صفوف التنظيم في 2015، هو من تبنى الهجوم على موقع جزائري للغاز قرب ان امناس (40 قتيلاً في 16 كانون الثاني/يناير 2013، ومقتل 29 مهاجمًا).&والتنظيم الذي يقوده الجزائري عبد الملك دروكدال، ولديه مئات المقاتلين، ينشط في المغرب العربي (الجزائر وتونس) ومنطقة الساحل (موريتانيا والنيجر ومالي، حيث تبنى الهجوم على فندق راديسون في باماكو الذي اسفر عن سقوط عشرين قتيلاً في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2015). كما شن اخيرًا هجومًا في ساحل العاج (19 قتيلاً في 13 آذار/مارس) وآخر في بوركينا فاسو (30 قتيلاً في 15 كانون الثاني/يناير في واغادودغو).&- حركة الشباب الصومالية:حركة الشباب الصومالية التي انبثقت من جماعة المحاكم الشرعية، تقود تمردًا مسلحًا في الصومال الغارقة في الفوضى منذ 1991. وقد اكدت من جديد في 2014 مبايعتها تنظيم القاعدة.&ومنذ بداية 2016، سجل تصاعد في نشاطهم. ويقدر عدد مقاتلي الحركة بين خمسة آلاف وتسعة آلاف رجل. وقد تولى احمد عمر ابو عبيدة قيادة الحركة خلفًا لاحمد عبدي غودان الذي قتل في غارة اميركية في ايلول/سبتمبر 2014.&ويهاجم الشباب ايضا الدول المجاورة المتورطة عسكريًا في الصومال، وخصوصًا كينيا (148 قتيلاً في جامعة غاريسا في الثاني من نيسان/ابريل 2015، و67 قتيلاً في حصار استمر اربعة ايام لمركز ويستغيت التجاري في نيروبي في ايلول/سبتمبر 2013).&- قاعدة الجهاد في جزيرة العرب:ادى اندماج الفرعين اليمني والسعودي لتنظيم القاعدة الى ولادة تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" العام 2009.&كان تنظيم القاعدة شن في 12 تشرين الاول/اكتوبر 2000 هجومًا على المدمرة الاميركية كول ادى الى مقتل 17 جنديًا اميركيًا. ويستفيد التنظيم حاليًا من ضعف السلطة المركزية في اليمن منذ اندلاع الحرب.&تبنى التنظيم هجمات في الخارج، بينها الاعتداء على صحيفة شارلي ايبدو الاسبوعية الفرنسية الساخرة (12 قتيلاً في السابع من كانون الثاني/يناير 2015) أو الاعتداء الفاشل على طائرة ركاب اميركية في ديترويت في عيد الميلاد عام 2009.&وتطارد الطائرات الاميركية المسيرة قادة هذا التنظيم، وقتلت في 2011 الامام انور العولقي، وفي منتصف حزيران/يونيو 2015 ناصر الوحيشي زعيم التنظيم والرجل الثاني في شبكة القاعدة بشكل عام.&- القاعدة في شبه القارة الهندية:اعلنت شبكة القاعدة في الثالث من ايلول/سبتمبر 2014 قيام تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية ليغطي افغانستان وباكستان - مهده التاريخي - والهند وبنغلادش وبورما.&ويقدر عدد مقاتليه الفعليين في المنطقة بين 500 و600، لكنهم مرتبطون بجماعات تتألف من آلاف المقاتلين، مثل حركة طالبان الافغانية وجماعة الاحرار داخل حركة طالبان الباكستانية، كما قال الخبير امير رانا.&وتبنى انصار الاسلام، فرع القاعدة في بنغلادش، قتل ناشطين من المدافعين عن حقوق المثليين في دكا في 25 نيسان/ابريل. كما تبنت القاعدة في شبه القارة الهندية في 2015 عددًا من الاغتيالات التي طالت مدونين وناشرين ليبراليين مدافعين عن حقوق الانسان في بنغلادش.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف