بمواجهة تنظيم داعش
القوات الأميركية أكثر عرضة للمخاطر في العراق وسوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أعاد مقتل جندي في وحدات النخبة في البحرية الأميركية الثلاثاء في العراق إلى الواجهة المخاطر المتزايدة التي تتعرّض لها القوات الأميركية مع اقترابها من خطوط الجبهة للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية، بعد قرار إدارة أوباما تكثيف محاربة "الجهاديين".
واشنطن: ينتشر حوالى اربعة الاف عسكري اميركي في العراق، في اطار التحالف ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وخلال عشرين شهرا قتل ثلاثة جنود واصيب 14 بجروح. وفي البداية اقتصر دورهم على تدريب الجنود العراقيين، وتقديم النصح الى كبار الضباط العراقيين.
لكن منذ الخريف، وبسبب التقدم المحدود الذي حققته القوات العراقية على الارض، وافقت ادارة اوباما على ان تخرج قواتها اكثر من القواعد المحمية جدا للاقتراب من خطوط الجبهة. والمراحل الاخيرة في اطار هذا التطور، اعلان وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر في 18 نيسان/ابريل في بغداد انه اجيز للعسكريين الاميركيين مساندة قادة الكتائب العراقية المنتشرة عمومًا على بعد بضعة كيلومترات من ساحة المعارك.
كذلك اعلان الرئيس اوباما في 25 نيسان/ابريل بان عدد القوات الخاصة الاميركية في سوريا سيرفع الى 250 مقابل 50 حتى ذلك التاريخ. وفي كانون الثاني/يناير نشرت الولايات المتحدة ايضًا في العراق 200 جندي من وحدات النخبة (نايفي سيلز) المتخصصة في مهمات مكافحة "الارهاب"، منها مهمة القبض على قادة تنظيم الدولة الاسلامية او تصفيتهم.
"سيسقط قتلى"
وقال نيك هراس الخبير في مركز الامن الاميركي الجديد "حتى وان كانت الولايات المتحدة لا ترغب في التورط بشكل كبير وتريد الحدّ من عدد قواتها على الارض، يخدم جنودها في منطقة نزاع وبالتأكيد سيسقط قتلى".
واكد الخبير انه رغم هذه المخاطر المتزايدة فان الولايات المتحدة لا تزال بعيدة كل البعد عن التورط بشكل كبير في العراق وسوريا. واوضح ان زيادة الجهود العسكرية الاميركية على الارض "تتم بشكل تدريجي جدا".
واضاف ان ادارة اوباما "كانت حريصة جدا على عدم الانجرار في تصعيد عسكري" و"حتى الان يبدو ان الرأي العام الاميركي يتبع هذه الزيادة المدروسة والتدريجية". وتابع ان الرأي العام "يرفض العودة الى مستوى التورط" في العراق او افغانستان خلال العقد الاول من العام الفين.
وكان عديد القوات الاميركية في البلدين في حينها 190 الف جندي في 2008، في اعلى مستوى له. وقتل اكثر من 5300 جندي اميركي في هذين البلدين. ويرى مايكل اوهنلون من معهد بروكينغز ان الادارة الاميركية غير مستعدة لتغيير سياستها حتى بعد الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال "يمكنني ان اتصور ربما آلاف القوات الاميركية في العراق او حتى عشرات الالاف، لكنها لن تخوض الاعمال القتالية الرئيسة حتى في عهد رئيس جديد. لقد سبق واختبرنا ذلك".
- "على بعد ثلاثة الى خمسة كيلومترات من خط الجبهة" -
الجندي الذي قتل الثلاثاء في شمال العراق كان من وحدات النخبة في البحرية الاميركية (نايفي سيلز) التي قامت بتصفية زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن قبل خمس سنوات.
وبحسب المعلومات التي سربتها وزارة الدفاع الاميركية كان الجندي في مهمة "لدعم وتقديم النصح" الى القوات الكردية العراقية (البيشمركة) "على بعد ثلاثة الى خمسة كيلومترات" وراء خط الجبهة. وقتل الجندي في هجوم لتنظيم الدولة الاسلامية نفذه مقاتلون يستخدمون سيارات محشوة بالمتفجرات.
والجنديان الاميركيان الاخران اللذان قتلا في معارك ضد تنظيم الدولة الاسلامية ينتمي احدهما الى وحدة كومندوس دلتا في سلاح البر الاميركي قتل في تشرين الاول/اكتوبر عندما كان يساعد القوات الخاصة الكردية على عملية ضد سجن لتنظيم الدولة الاسلامية في شمال العراق. وفي اذار/مارس قتل جندي من مشاة البحرية الاميركية (المارينز) في شمال العراق. وكان اصيب بشظايا صاروخ عندما كان في موقع للمدفعية الاميركية مكلف حماية قاعدة عراقية ومساندة تقدم القوات العراقية.