أخبار

المجتمع المدني يواجه الطبقة السياسية للمرة الأولى

إقبال ضعيف على انتخابات لبنان البلدية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

انطلقت الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان الأحد في استحقاق لم تشهده البلاد منذ ست سنوات، ويشكل اختبارًا للمجتمع المدني، الذي يواجه للمرة الأولى في بيروت لائحة تمثل الطبقة السياسية التقليدية، التي يتهمها بالفساد وتعطيل الحياة الدستورية.

بيروت: اعلنت وزارة الداخلية اللبنانية انطلاق العملية الانتخابية عند السابعة (4:00 ت غ) من صباح الاحد في محافظات البقاع وبعلبك - الهرمل (شرق) وبيروت "في ظل اجواء هادئة ومن دون اي حادث يذكر"، موضحة ان عدد الناخبين الاجمالي المسجل في هذه المناطق يبلغ اكثر من مليون ناخب، بينهم اكثر من 476 الف ناخب في العاصمة وحدها.

وبحسب وزارة الداخلية اللبنانية وحتى الساعة 16،00 (13,00 ت غ)، بلغت نسبة الاقتراع في بيروت 16,37 في المئة في حين تراوحت بين 33 و45 في المئة في محافظتي البقاع وبعلبك - الهرمل.

ويبلغ عدد الناخبين الاجمالي المسجل في هذه المناطق اكثر من مليون ناخب، بينهم اكثر من 476 الف ناخب في العاصمة وحدها، وفق الداخلية.

إقبال خجول
وبعد خمس ساعات على انطلاق الانتخابات، لم تشهد صناديق الاقتراع اقبالا كثيفا، اذ بلغت نسبة الاقتراع ستة في المئة في بيروت، فيما تراوحت بين 11 و15 في المئة في محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل، وفق وزارة الداخلية.

في بيروت، تتنافس لائحتان كاملتان للفوز بـ24 مقعدا في المجلس البلدي، موزعتين مناصفة بين المسيحيين والمسلمين. وللمرة الاولى تواجه لائحة تحمل تسمية "بيروت مدينتي" ممثلة للمجتمع المدني، وغير مدعومة من اي جهة سياسية، لائحة "البيارتة"، المدعومة بشكل رئيس من تيار المستقبل، ابرز اركان فريق 14 آذار القريب من السعودية، والتي تضم كذلك ممثلين عن فريق 8 آذار، المدعوم من ايران والنظام السوري، علما ان حزب الله لم يرشح اي ممثل رسمي عنه في بيروت.

وتعد "بيروت مدينتي" نموذجا جديدا من نوعه في لبنان يتحدى الاصطفافات السياسية والطائفية. وفي عداد مرشحي اللائحة المخرجة نادين لبكي، التي حصدت جوائز عديدة عن افلامها، التي تحاكي الواقع اللبناني ومشاكله الاجتماعية وذاكرة الحرب، والمغني والمؤلف الموسيقي المعروف احمد قعبور، ورئيس تعاونية صيادي السمك في عين المريسة نجيب الديك.

سئمنا من السياسيين
تخوض هذه اللائحة الانتخابات على اساس برنامج مستوحى من حركة الاحتجاج المدنية، التي شهدتها بيروت في الصيف الماضي على خلفية ازمة النفايات التي اغرقت شوارع العاصمة وضواحيها. 

وتجري الانتخابات البلدية في لبنان كل ست سنوات، ويطغى عليها في المدن الكبيرة نفوذ الاحزاب وزعماء الطوائف. اما في البلدات والقرى الصغيرة، فيتداخل هذا النفوذ مع الصراعات العائلية. وهي عملية الاقتراع الاولى التي تجري في لبنان منذ العام 2010، اذ لم تنظم انتخابات برلمانية منذ العام 2009، وتم التمديد مرتين للبرلمان الحالي نتيجة الانقسامات الحادة في البلاد، في وقت لم ينتخب البرلمان رئيسا جديدا للجمهورية، على الرغم من مرور سنتين على شغور منصبه بسبب الازمة السياسية.

وقال ايلي (43 عاما) وهو موظف لفرانس برس، بعد اقتراعه في محلة الاشرفية في بيروت، "حتى لو فاز مرشح واحد من لائحة بيروت مدينتي، فذلك سيعد انتصارا للمجتمع المدني. لقد سئمنا من هذه الطبقة السياسية الفاسدة المسؤولة عن الازمات الاقتصادية والاجتماعية والديون والنفايات".

مواكبة مواقع التواصل
وفي محلة المزرعة في بيروت، قالت مريم (40 عاما) وهي موظفة في مدرسة، بعد ادلائها بصوتها، "انتخبت للائحة البيارتة ولاهل بيروت والشيخ سعد (الحريري)"، مشددة على ان اللائحة "تضم وجوها جديدة واصحاب خبرة".

على مواقع التواصل الاجتماعي، توالت الدعوات الى دعم لائحة "بيروت مدينتي"، ونشر ناشطون صور إبهامهم مغطاة بالحبر مرفقة بتعليق بيروت مدينتي دلالة على اقتراعهم للائحة، في وقت رفعت صور المرشحين التقليديين في احياء عدة في العاصمة. 

وفي مواجهة هاتين اللائحتين، ثمة لائحة ثالثة غير مكتملة تحت تسمية "مواطنون ومواطنات في دولة" تضم اربعة مرشحين، ابرزهم الوزير السابق شربل نحاس، الذي يعد من ابرز الاقتصاديين المنتقدين للسياسات الاقتصادية والمالية المتبعة في لبنان منذ انتهاء الحرب الاهلية (1975-1990).

تزكية في البقاع
وتخوض المجموعة نفسها الانتخابات في محافظتي البقاع وبعلبك - الهرمل، بستة مرشحين اخرين. واقترع عدد من المسؤولين في بيروت صباحا، ابرزهم رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري الذي عبّر عن امله في ان "تفتح هذه الانتخابات الباب للانتخابات الاخرى الرئاسية والنيابية في المستقبل".

وفي شرق البلاد، يتمتع حزب الله، الذي يقاتل الى جانب النظام السوري، بنفوذ قوي في محافظتي بعلبك والهرمل، ويغلب الطابع العائلي على الانتخابات في البلدات ذات الانتماء السياسي الواحد.

واعلن نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في مؤتمر صحافي عقده الاحد في مدينة بعلبك حول الانتخابات البلدية والاختيارية "نرعى تشكيل اللوائح في 57 بلدة في البقاع من خلال لوائح التنمية والوفاء"، مضيفا ان "19 بلدية من البلديات التي نتابعها فازت بالتزكية".

وتشهد مدينة زحلة ذات الغالبية المسيحية في البقاع المعركة الانتخابية الابرز، اذ تتنافس بشكل رئيس لائحة يترأسها مرشح من آل سكاف، ابرز العائلات السياسية في المدينة، مدعومة من تيار المستقبل، ضد لائحة ثانية مدعومة من الاحزاب المسيحية التقليدية، اضافة الى لائحة ثالثة مدعومة من عائلة فتوش المعروفة في المدينة.  

وشهدت المدينة اشتباكات بين اللائحتين الاساسيتين في زحلة على خلفية اتهامات بشراء الاصوات لحث الناخبين على الاقتراع.

يذكر ان العملية الانتخابية انطلقت في مرحلتها الاولى الاحد على ان تجرى الانتخابات ايام الاحاد المقبلة حتى 29 ايار/مايو في المحافظات الخمس الاخرى في لبنان.

ويعقد وزير الداخلية نهاد المشنوق مؤتمرا صحافيا  الساعة 20،00 (17,00 ت غ) اي بعد ساعة من اقفال صناديق الاقتراع، لتقييم مجريات النهار الانتخابي على ان يبدأ صدور نتائج الانتخابات في وقت متأخر من ليل الاحد الاثنين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف