اللغة العربية من أقوى اللغات على تويتر
منتدى الإعلام العربي يناقش مستقبل المنصات الإخبارية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هل باتت مواقع التواصل الاجتماعي اللاعب الأهم في القطاع الإخباري؟ سؤال طرحه منتدى الإعلام العربي في ختام الجلسات التي عقدت ضمن فعاليات يومه الأول. وناقش المتحدثون التطورات التي يشهدها مجال صناعة المحتوى الإخباري.
دبي: في ختام الجلسات الحوارية الرئيسة التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي الخامس عشر، ناقش المتحدثون في جلسة "ما نوع الأخبار التي نريدها في المستقبل؟" التغيرات والتطورات الكبيرة التي يشهدها مجال صناعة المحتوى الإخباري، وكيف ستبدو الاخبار في المستقبل، وهل ستختفي بعض الأشكال الإخبارية في ظل هذا الكم الهائل من التحديات.
أدار الجلسة الكاتب الإماراتي وأحد أبرز المستخدمين العرب لوسائل التواصل الاجتماعي، سلطان سعود القاسمي، وتحدثت&فيها أماندا ويليس، نائبة المحرر التنفيذي السابق في ماشابل، ودايفيد وينير، محرر في لارج ديج، وريتشي جيت لي، نائب رئيس الاتصال لمنطقة الشرق الأوسط ودول المحيط الهادئ، تويتر.
تحديات كبيرة
وفي بداية الجلسة، وجّه القاسمي سؤالاً للمتحدثين وللحضور معاً عما إذا كانت الصحف الورقية قادرة على التواجد كوسيط اخباري خلال الأعوام العشرة المقبلة، مع العلم بأن هناك أشكالا صحافية تواجه مشكلات وتحديات كبيرة تمثل تهديداً خطيراً لبقائها وقدرتها على المنافسة كمصدر للأخبار مثل الصحافة الميدانية، واجابت أماندا ويليس بأن صحافة الميدان تلعب دوراً مهماً في نقل الواقع ويجب بذل المزيد من الجهود للحفاظ على هذا النوع الصحافي من خلال تبني معايير احترافية تضمن سير العمل على النحو الأمثل، وتوفير اعتمادات مالية ولوجستية لمساعدة العاملين في هذا القطاع.
وبسؤاله عما إذا كان المحتوى الإخباري يتم التعامل معه بالدقة المطلوبة، أوضح دايفيد وينير أن عالم الاخبار على المنصات التقليدية والجديدة على حد سواء يشهد ضجيجا هائلا بسبب الكم الكبير من النصوص والصور والمقاطع التي يتم تداولها يومياً، مشيراً إلى أن الاعمال الجيدة غالباً ما تضيع وسط هذا الضجيج ويصعب الحصول عليها من قبل القراء حيث إن التدفق الكبير للمعلومات والاخبار عبر المنصات الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي دون ضوابط سوف يؤدي على المدى البعيد إلى حالة من فقدان الثقة من قبل المتلقين.
ونوه وينير بأن هناك مجموعة كبيرة من المؤسسات الإعلامية والإعلاميين الذين يراعون أعلى المعايير المهنية عند التعامل مع المحتوى الإخباري، وهو ما يدفع بعض وكالات الأنباء إلى تحديد نظير مالي بسيط لقاء الحصول على الاخبار التي تنتجها، مؤكداً أن الإجراءات الاحترافية المتبعة عند التعامل مع المحتوى الإخباري تتطلب جهداً ووقتاً كبيرين إلا أنه يؤمن بأن الاخبار الصحافية حق أصيل للجمهور لا يجب التعامل معه كسلعة تجارية.
العربية من أكثر اللغات نشاطاً على تويتر
وعن دور منصات التواصل الاجتماعي في نشر الأخبار وتداولها في كافة بلدان العالم وبلغات مختلفة، أكد جيت لي أن تويتر يقدم خدماته بلغات مختلفة حتى يتمكن المستخدمون من نشر أفكارهم بشكل أكثر سهولة يعبر عن شخصيتهم دون الوقوف أمام الحواجز اللغوية وما تمثله من عائق أمام شرائح كبيرة من المستخدمين في كافة دول العالم.&
وأشار جيت لي إلى أن اللغة العربية تعد واحدة من أكثر اللغات نشاطاً واستخداماً على تويتر في مجالات متعددة تشمل الأخبار، والمجتمع، والسياسة، ليؤكد الشيخ سعود القاسمي هذه الحقيقة، مشيراً إلى أن العديد من قادة الإمارات يهتمون باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي إدراكاً منهم لأهمية هذه المنصات وقدرتها على الوصول لشرائح مختلفة من المجتمع ما يخلق حالة دائمة من التفاعل الإيجابي بين القيادة والناس.
وانتقل القاسمي إلى موضوع يمس الصحف المحلية التي تهتم بنشر أخبار مدن أو مناطق معينة داخل الدول متسائلاً عن قدرتها على التعايش مع الواقع الإعلامي الحالي، حيث رأت أماندا ويليس أن هذه الصحف ينبغي عليها أن تتبنى مقاربات جديدة وتبحث عن أشكال مبتكرة لتقديم المحتوى بشكل مغاير وأكثر جاذبية، فيما شدد وينير على ضرورة قيام هذه الصحف بتعزيز الحس الوطني داخل المدن التي تنتمي لها من خلال نشر قصص تعبر عن هوية هذه المدن وتاريخها&ما من شأنه أن يخلق خطوط تماس قوية مع القراء.
مستقبل الصحافة المطبوعة
وفي نهاية الجلسة، ومع فتح المجال أمام أسئلة الحضور، أجاب جيت لي عن سؤال حول الخطر الذي يحدق بمستقبل الصحافة المطبوعة بأن وسائل الإعلام التقليدي والجديد يجب أن تتكامل وتعمل معًا بتناسق خلال الأعوام المقبلة حتى يتمكن القطاع الإخباري ككل من تجاوز هذه المرحلة بكل تحدياتها. وفي المقابل اكدت ويليس بأن تطوير صيغ للتوافق مع المتغيرات الجديدة سيضمن للمؤسسات الإعلامية والإخبارية التواجد والبقاء كجزء من المشهد الحالي.
وحول إذا ما كانت قراءة الأخبار على الإنترنت تصيب بالإحباط، أجابت أماندا ويليس بأن الاخبار ما هي إلا صورة للواقع حتى وإن كانت تمثل تجارب شخصية كما هو الحال في قصص اللاجئين السوريين التي نراها في كافة المنصات الإخبارية، فيما علل وينير ذلك بأن نشر محتوى يحمل قدراً كبيراً من المشاعر المتدفقة ولاسيما الحزينة يضمن للخبر الانتشار ويحقق نسب مشاهدة عالية مؤكداً أن هذا النوع من القصص معروف لدى العاملين في مجال المحتوى الإخباري. وفي المقابل شدد جيت لي على ضرورة مشاركة القصص الإيجابية ونشرها لما لها من قدرة على نشر السعادة والتأثير على حالة المتلقي بشكل يدفعه إلى التعاطي مع أمور الحياة بنظرة متفائلة.
وفي نهاية الجلسة وجه القاسمي سؤالاً للمتحدثين عن الحلول التي يجب تبنيها لوقف استفادة ذوي الأفكار المتطرفة من المنصات الإلكترونية علماً بأن هذه المنصات تحمل إمكانات متطورة تسمح لهم بنشر أفكارهم وتحقق لهم القدرة على التواصل مع شرائح أوسع من الجمهور، وأجاب عليه جيت لي مؤكداً أن هناك مسؤولية مشتركة تقع على عاتق القائمين على هذه المنصات وعلى المستخدمين، حيث ينبغي على هذه المنصات تطوير التقنيات اللازمة لتعقب هذا المحتوى والحد من المخاطر التي قد يسببها، فيما يجب على المستخدمين الإبلاغ عن مثل هذه الحالات والإشارة إلى ما تحمله من محتوى مسيء.