غموض مستقبل حلفاء طهران دفعها لإقامة شراكات جديدة
إيران استغلت الحوثيين في خدمة مشاريعها الاقليمية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: ظل كثيرون يتوقعون طيلة سنوات إنهيار الدولة اليمنية بسبب إنعدام الاستقرار بصورة متزايدة. وتحققت هذه التوقعات في عام 2014 عندما دفعت سنوات من الاحتقانات المتراكمة البلاد إلى حرب أهلية.&
&
ويقف على جانب في هذه الحرب تحالف من المتمردين الحوثيين الذين يقاتلون صنعاء منذ عام 2004 وقوات عسكرية وميليشات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، فيما يقف على الجانب الآخر الموالون لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.&
وتصاعدت الحرب في مارس 2015 عندما شن التحالف العربي بقيادة السعودية حملة جوية ضد تحالف الحوثيين - صالح ولدعم الرئيس هادي. وكان الهدف مواجهة الحوثيين وإعادة الشرعية. ويُتهم الحوثيون بأنهم وكلاء إيران في اليمن وبالتالي فان حملة التحالف العربي تهدف إلى التصدي للنفوذ الإيراني. ويشارك في اتهام الحوثيين بالعمالة لإيران سياسيون ووسائل إعلام في الغرب.
نفوذ هامشي
ويذكر تقرير نشر في "واشنطن بوست"&أن الأكاديمي في جامعة أوتاوا الكندية توماس جونو كتب في مجلة "انترناشنال افيرز" التي يصدرها معهد تشاتهام هاوس للأبحاث في لندن بعددها الصادر في مايو 2016 أن دعم طهران للحوثيين دعم محدود ونفوذها في اليمن نفوذ هامشي، على حد تعبيره.
وأضاف جونو "أن الحرب في اليمن مدفوعة بمظالم محلية وصراع على السلطة بين أطرف يمنية. فالحوثيون وصالح يريدون إسقاط النظام السياسي الذي ظهر بعد انتفاضة 2011 حيث صالح يريد العودة إلى الحكم بعد أن خسر الرئاسة في أعقاب احتجاجات شعبية في حين أن الحوثيين يريدون كلمة أكبر في شؤون البلد. بكلمات أخرى، أن الحوثيين يريدون حصة من الحكم وصالح يريد العودة وكتلة هادي تريد استبعاد الاثنين على السواء".&
وبحسب تقرير قُدم إلى لجنة العقوبات ضد إيران التابعة لمجلس الأمن الدولي عام 2015 فان إيران على الأرجح بدأت تمد الحوثيين بكميات صغيرة من السلاح في عام 2009 بعد خمسة أعوام على الجولة الأولى من القتال بين الحوثيين والقوات الحكومية. وفي عام 2011 بدأ المسؤولون الأميركيون يعترفون بأن إيران مسؤولة عن شحن بنادق آلية وقاذفات آر بي جي وتقديم دعم مالي يُرجح ان يكون بملايين الدولارات.&
ودفعت سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر 2014 إيران إلى زيادة دعمها لهم. ويبدو الآن أن أعدادًا من عناصر الحرس الثوري الإيراني تقدر بالعشرات، وبمساعدة من حزب الله اللبناني، أعدوا برنامجًا لتدريب الحوثيين وتسليحهم. وتحدثت تقارير عن حركة شحن متزايدة بين إيران واليمن.
تغلغل في دول ضعيفة
وتدعم إيران جماعات في عموم الشرق الأوسط عندما يتوفر شرطان. فهي، اولا، تستغل انعدام الاستقرار للتغلغل في الدول الضعيفة. وهي ثانيا تتوجه إلى القوى السياسية المتذمرة أو الميليشيات التي تعارض، بالعنف أو اللاعنف، الوضع القائم، الداخلي أو الاقليمي. وتريد إيران بذلك ان تضع يدها على رقعة ارض تستطيع ان تستخدمها قاعدة تنطلق منها للضغط على خصومها في المنطقة مثل السعودية.&
&
ما يجمع بين إيران والحوثيين ليس اشتراكهم في المذهب الشيعي، كما يُقال في احيان كثيرة في الاعلام الغربي. فالحوثيون زيديون والزيدية فرع صغير من فروع المذهب الشيعي يختلف عن الاثني عشرية التي يعتنقها غالبية الشيعة في المنطقة. وتختلف معتقدات الحوثيين اختلافا كبيرًا بل أن الكثير من الزيديين في اليمن يعارضون الحوثيين، كما يلاحظ الأكاديمي الكندي توماس جونو.&
&
كما يجمع الاثنين رفض مشترك للوضع القائم. فإيران تعادي النظام الاقليمي الذي تقوم فيه السعودية بدور قيادي، والحوثيون يعادون حكومة هادي المدعومة من السعودية.&
والأكثر من ذلك أن العديد من خصوم الحوثيين في اليمن مثل حزب الإصلاح، يدعمون حكومة هادي. وهناك باختصار تقارب في المصالح بين الحوثيين وإيران والرئيس السابق صالح من جهة وحكومة هادي والقوى الداعمة لها والسعودية من الجهة أخرى.&
شراكات جديدة
وفي هذا السياق أصبحت طهران تدرك أن استثمارًا صغيرًا في اليمن يمكن أن يحقق مردودًا محدودًا لكنه مفيد. فان إنعدام الإستقرار في اليمن فتح بابا مغريا أمام إيران لإقامة وجود على حدود السعودية الجنوبية. والأهم من ذلك أن صعود الحوثيين قاد إيران إلى اعتبارهم شريكًا جذابًا.&
وفي الوقت نفسه فان علاقة إيران التي تزداد صعوبة مع حركة حماس والغموض الذي يكتنف مستقبل أهم حلفاء إيران في المنطقة، أي نظام الأسد وحزب الله، بسبب الحرب في سوريا، دفعا إيران إلى إقامة شراكات جديدة.&
ولكن إيران لا تملك القدرة على تحديد مجرى الأحداث في اليمن. وعلى النقيض مما ادعاه برلماني إيراني مغمور فان إيران لا تسيطر على عاصمة عربية رابعة هي صنعاء بعد بغداد ودمشق وبيروت بل إيران استغلت مكاسب الحوثيين ولم تكن سببها وهي تريد تدعيم هذه المكاسب، كما يكتب الأكاديمي الكندي توماس جونو.