صباح الخير من دبي
المستقبل… المستقبل… المستقبل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سيف الصانع يعود بعد غياب:
نعم، نطأطئ رؤوسنا للمستقبل راضين طائعين أو مجبرين كارهين. لم يعد السؤال قائمًا عن موت التقليدي وحياة مختلفة مع الجديد. لم يعد المرء يميل إلى هذه التقسيمات الغريبة التي قد تصلح للطوائف والأيديولوجيات والأحزاب، ولا أميل الآن إلى الفصل بين الاعلام الجديد والاعلام التقليدي، فقد اختلط الأمر علينا خصوصًا مع نهوض البعض المتقدم من وسائل الاعلام التقليدي إلى مزج نفسه وصهر ذاته بالتطورات المستقبلية... لم تعد الأسئلة والتساولات مبنية على هذا، وقد نكون غير مهتمين بالتطورات التكنولوجية بحد ذاتها، فالأمر مفروغ منه، ففي كل صباح سنقف على عتبة جديدة ومثيرة من الاكتشافات المتواصلة، ستدهشنا وتثير غرائز الاستهلاك فينا.
&
فيديو: إيلاف تطلق احتفالات عيدها الخامس عشر من دبي
&
ما الذي يخبئه لنا المستقبل من مفاجآت؟ سؤال تصعب الإجابة عنه. كنت التقيت طبيبًا في نيويورك، قال لي وهو يتحدث بفخر عن ابنه الذي يعمل صحافيًا في نيويورك تايمز: "إن الاعلام الحديث هو المستقبل...!" أجبته على عجل: "إنه إعلام الحاضر الآن شغلنا الشاغل، كيف هو إعلام الغد!".
ضحك الطبيب وقال: "هات قلبك أفحصه لأقول لك كم يوم ستعيش لترى الاعلام الجديد، غير هذا الذي نراه".
تذكرت، وهو يمارس هذه الطريقة التقليدية المملة في قياس الضغط والسكر وفحص القلب، أنني غردت قبل يومين في حسابي بتويتر حكمة صينية تقول: "إذا أردت أن تسأل عن المستقبل، فاذهب إلى طفل في الخامسة ووجه له هذا السؤال".
وألحق أن المستقبل لا يصنعه إلا من سيُصبِح جزءًا منه... وإلا كيف نفسر أن كل الأعمال الخارجة عن السؤال والجواب والاستفهام وعلامات التعجب قام بها شباب غض زاخر بالحياة؟ ثم كيف يمكن أن ننوب عن أمم تتابع شبكات التواصل الاجتماعي، سيُصبِح عدد أفرادها مليارين ونصف المليار في عام 2018؟
أرقام أميركية
في الأرقام الدليل الدامغ. فسأورد هنا بعض الأرقام الأميركية، كون أميركا ما تزال رأس حربة، إن في عدد الشركات مالكة مصادر التكنولوجيا أو في عدد مستخدميها، وهي مؤشر مهم للتطورات التي يمكن قياسها.&
&
&
في عام 2016، يدخل 50.3 في المئة من الاميركيين، من كل الأعمار، على فايسبوك مرة واحدة على الأقل شهريًا، مقارنة بنحو 49.3 في المئة في عام 2015، علمًا أنه ابتداء من 2015، كان لنحو 70 في المئة من سكان الولايات المتحدة "بروفايل" على إحدى شبكات تواصل الاجتماعي.
وليس الحضور على هذه الشبكات شكليًا أو تواصليًا فرديًا أو نشاطًا إجتماعيًا فحسب، فنحو 30 في المئة من الاميركيين يحصلون على الأخبار من فايسبوك حصرًا، أي تحول موقع التواصل الاجتماعي هذا مصدرًا للأخبار، وبالتالي يواصل استئثاره بالحصة الأكبر من الانفاق على الاعلان على الشبكات الاجتماعية في الولايات المتحدة، كيف لا وهو الأكثر رصدًا.
ويحصد فايسبوك هذا العام 73.4 في المئة من الانفاق على الاعلان على الشبكات الاجتماعية في أميركا، أو 9.86 مليار دولار، ليأتي تويتر ثانيًا بفارق بعيد فيحصد 13.8 في المئة من هذا الانفاق، أو 1.86 مليار دولار. وتقدر شركة إي ماركتر لبحوث السوق أن إجمالي الإنفاق على الإعلان عن طريق وسائل الإعلام في الولايات المتحدة سيبلغ 192 مليار دولار هذا العام.
تنافس في النمو
وتعمقًا أكثر في الأرقام الراهنة، نتبين أن نمو فايسبوك الانفجاري من خلال الهاتف المحمول لا يتفوق على تويتر الذي ما زال يتبوأ مركز الصدارة بنسبة المستخدمين الذين يدخلونه من الهاتف المحمول، وبنسبة الإيرادات المتحققة من الهاتف المحمول.
&
&
في العام الحالي، يدخل 92.3 في المئة من مستخدمي تويتر إلى الموقع من هواتفهم. وفي حين يتوقع أن يحقق فايسبوك 82 في المئة من إيراداته من الإعلان في الولايات المتحدة من الهاتف المحمول هذا العام، تتوقع إي ماركتر أن يأتي 90 في المئة من إيرادات توتير من الإعلان هذا العام عبر الهاتف المحمول.
لكن... حين يتعلق الأمر بعدد المستخدمين في العالم، فايسبوك هو الأول بلا منازع، إذ بلغ عدد مستخدميه الناشطين شهريًا، بنهاية العام الماضي، رقمًا فلكيًا قدره 1.59 مليار مستخدم، أو نحو أربعة لأضعاف مستخدمي لينكدإن البالغ عددهم 414 مليون مستخدم، ونحو خمسة أضعاف مستخدمي تويتر البالغ عددهم 320 مليون مستخدم. وما يميز تويتر من غيره من المنصات هو أن لزهاء 80 في المئة من زعماء العالم حسابات فيه، على الرغم من تفاوت تواتر تغريداتهم من زعيم إلى آخر.
وبعيدًا عن فايسبوك وتويتر، تثق نحو 81 في المئة من النساء الأميركيات بشبكة بينتريست للتواصل الاجتماعي مصدرًا مرجعيًا موثوقًا للأخبار، بينما يرى نحو 32 في المئة من المراهقين الاميركيين أن إنستغرام أهم شبكة اجتماعية، وسيكون عدد مستخدمي انستغرام الأميركيين 89.4 مليونًا في هذا العام، أو 27.6 في المئة من السكان.
رؤية مستقبلية
أفق المستقبل مفتوح على تطورات لا بد من التمعن فيها، فأرقامه هذا المستقبل المتوقعة تشي بهيمنة مواقع على أخرى، وإعلام على آخر، وتفضيلات على تفضيلات، وتنذر بكثير من التغيرات البنيوية في التلقي الإعلامي والإعلاني. فعلى سبيل المثال، يبقى موقع فايسبوك الشبكة الاجتماعية المهيمنة بهامش واسع حتى نهاية عام 2020، وفي &هذا العام يدخل على الموقع 162.9 مليون مستخدم أميركي مرة واحدة شهريًا على أقل تقدير.
&
&
كما صار الأمر شخصيًا ومحمولًا. ففي عام 2016، يدخل 52.9 في المئة من مستخدمي الهواتف المحمولة على فايسبوك مرة واحدة على الأقل شهريًا من هاتفهم المحمول. كما يدخل 86 في المئة من مستخدمي الموقع من الهاتف المحمول، وترتفع هذه النسبة إلى 91 في المئة في عام 2019.
تواصل مزيد
كما يساعد التواصل الواسع بين المستخدمين عبر الهاتف المحمول في زيادة ايرادات فايسبوك من الاعلان على الهواتف المحمولة التي ستبلغ هذا العام 19.2 في المئة من اجمالي الانفاق على الاعلان عبر الاجهزة المحمولة في الولايات المتحدة (غوغل في المركز الأول بحصة تبلغ 31.7 في المئة).
تبلغ حصة الشبكات الرقمية 35.8 في المئة في عام 2016. لكن مع تدفق الاستثمارات بمعدل يزيد على ستة اضعاف معدل تدفقها على القنوات التلفزيونية، تتوقع إي ماركتر أن يتخطى الانفاق على الشبكات الرقمية مستوى الانفاق على التلفزيون في عام 2017. فسيزداد الانفاق بنسبة 15.4 في المئة في عام 2016، إلى 68.82 مليار دولار، تشكل 35.8 في المئة من إجمالي الاستثمار في الاعلان في وسائل الاعلام. وبحلول عام 2020، سيبلغ الانفاق على الاعلان على الشبكات الرقمية 105.21 مليارات دولار، لترتفع حصتها من إجمالي الانفاق على الاعلان على وسائل الاعلام المختلفة إلى 44.9 في المئة.
&
فيديو: إعلاميون وسياسيون يحتفون بـ&"إيلاف&"&
أما الاتجاهات الناشئة فتتلخص، بحسب مصادر متقاطعة، في أن أكبرها تمثل خلال الأشهر الاثني عشر الماضية في الانتقال من الاهتمام التسويقي المكتَسَب إلى "الدفع من أجل اللعب (Pay to Play)". والاتجاه الآخر هو أن تأثير منصات التراسل الاجتماعية يشبه تأثير الشبكات الاجتماعية عن جدارة، وهذا ما يمكن وضعه في خدمة الاعلام والاعلان، وهذا هو المستقبل في هذين القطاعين، كما يتفق الخبراء.