أخبار

الخوف من "سايكس بيكو" جديد في المنطقة

سلام في اسطنبول لرفض توطين اللاجئين

رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يزور رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام اسطنبول من أجل القمة الإنسانية العالمية، ويطرح رفض لبنان الكامل لتوطين اللاجئين السوريين فيه، مع مخاوف في المنطقة من اتفاقية سايكس بيكو جديدة تؤدي إلى شرذمتها مجددًا.

إيلاف من بيروت: رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام في اسطنبول وهمّه الأساس رفض توطين اللاجئين السوريين في لبنان، وستكون ذروة التحرك اللبناني في هذا الإطار الموقف الذي سيعلنه سلام في القمة الإنسانية العالمية التي ستعقد اليوم في اسطنبول التي وصل اليها أمس، حيث سيبلغ كل من يعنيهم الأمر من الأمين العام للأمم المتحدة الى المسؤولين العرب والدوليين الموجودين في اسطنبول رفض لبنان مثل هذه الطروحات المشبوهة.

وسيبلغ سلام إلى الأمين العام للمنظمة الدولية أنّ لبنان ليس راغبًا الدخول في مواجهة مع الامم المتحدة، لأنه دولة مؤسسة لها تؤمن بالقوانين والشرعية الدولية، وكانت طوال تاريخها على أحسن العلاقات معها، إنما هناك خطوط حمراء لا يستطيع ان يتخطّاها مع أي طرف، حتى مع الأمم المتحدة، وهذه الخطوط هي توطين النازحين السوريين في لبنان وتجنيسهم.

الإرادة الموحدة

تعقيبًا على الموضوع، يرى النائب نضال طعمة (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف"، أن المجتمع الدولي لا بد أن يسمع رئيس الحكومة تمام سلام في رفضه للتوطين، وليس مهمًا فقط أن يعلن سلام رفضه للتوطين، بل الأهم أن يكون الداخل اللبناني متضامنًا من أجل إشعار المجتمع الدولي أننا دولة غير فاشلة.

ويؤكد طعمة أن المجتمع الدولي ما كان ليتجرأ على طرح موضوع توطين اللاجئين السوريين في لبنان، لو لم يكن يشعر أننا دولة فاشلة، وطبعًا جميعنا نتحمل نتيجة هذا الموضوع، وهناك أمر مهم وهو إذا أردنا عدم توطين اللاجئين السوريين في لبنان، علينا أن نعود إلى مؤسساتنا الدستورية، ويجب أن ننتخب رئيسًا للجمهورية اليوم قبل الغد، ساعتئذ لن يتجرأ المجتمع الدولي، مع وجود رأس للدولة اللبنانية، أن يطرح موضوع توطين اللاجئين السوريين، ولكن مع غياب رأس الدولة، نظهر "كمكسر عصا" للدول القوية.

وردًا على سؤال بين الأمم المتحدة الداعمة للتوطين، وبين إرادة اللبنانيين ورفضهم للأمر، من ينجح؟ يجيب طعمة أن الإرادة اللبنانية الموحدة هي ستغلب وتنجح، ومنذ فترة لم نرَ وحدة حول موضوع معين، كما هي الحال بالنسبة لتوطين اللاجئين السوريين، وهذه قوة، يجب أن تترجم بالعودة إلى المؤسسات الدستورية، من خلال انتخاب رئيس للجمهورية يكون الضامن الوحيد لكل هذه الوحدة، وإذا استطعنا أن نثبت تلك الوحدة بانتخاب رئيس للجمهورية، وإجراء انتخابات نيابية وفقًا لقانون انتخابي عادل، حينها لا أحد يستطيع فرض أي أمر على لبنان، أما في ظل الانقسام سيمر التوطين رويدًا رويدًا.

سايكس بيكو جديد

ولدى سؤاله كيف يمكن دعم الموقف اللبناني الموحّد الرافض لتوطين اللاجئين السوريين في لبنان؟ يجيب طعمة أن الوحدة يجب أن تتجلى داخليًا وخارجيًا وعلينا أن نرفع صوتنا مع كل القيادات والأحزاب وكل الطوائف، وليس مقبولاً اليوم الكلام الهامس علينا أن نرفع صوتنا لجهة رفض التوطين، ومع وجود وحدة صادقة صارخة ومحصنة بالدستور لا أحد يستطيع أن يفرض علينا أي أمر، حتى لو اجتمعت كل الدول ضدنا، أما إذا استمرينا متشرذمين فسوف تمر الأمر ضد إرادتنا، خصوصًا ونحن نحتفل اليوم بمرور مئة عام على إتفاقية سايكس بيكو، والخوف أن يكون هناك سايكس بيكو جديد.

ولدى سؤاله هل سيدخل لبنان بمواجهة مع الأمم المتحدة برفضه توطين اللاجئين السوريين؟ يجيب طعمة أن الأمر لن يحصل لأن الأمين العام للامم المتحدة حاول أن يفسر أنه لم يقصد التوطين، وتراجع عن الأمر نوعًا ما، ونعوّل على كلام رئيس الحكومة تمام سلام في اسطنبول الرافض للتوطين، إيمانًا من الجميع بأن النازحين يجب أن يعودوا إلى أوطانهم.

وقد استقبلناهم بظروف صعبة كأخوة لنا، ولكن بالنهاية يجب الحفاظ على كيان لبنان ونريدهم أن يحافظوا على جنسيتهم ووطنهم.

ويؤكد طعمة أن لبنان قد يتأثر مع تأزيم العلاقات مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة خصوصًا، لأننا دولة صغيرة، وحولنا ملتهب، وليست من مصلحتنا القيام بمعركة مع الأمم المتحدة، ولكن ليست من مصلحتنا الرضوخ لمطالبهم، لا نستطيع المواجهة عسكريًا وسياسيًا نبقى مختلفين في الآراء، لا نستطيع المواجهة سوى بالوحدة، وهذه الوحدة الداخلية تبقى الأهم.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بكير ..!
علي -

أعتقد أنه من المبكر الحديث عن توطين السوريين في لبنان ، فالمسألة مرتبطة بحدود الدويلات القادمة ، أعني أن المسألة تصبح جدية عندما تظهر حدود الدويلات العتيدة في العراق ثم في سوريا وبعدها لبنان وباقي " أصقاع " مشروع الشرق الأوسط الجديد ( دويلات دينية وطائفية وأثنية متصارعة من لبنان حتى باكستان ) .. قلت مرة أن التوطين يمكن حينها أن يتخذ مسمى آخر مثل " جمع الشمل " الديني والأثني .. وفي ذلك الوقت لن يكون أحد ضد أو مع ، لأنه أمر واقع .. ما يثير عجبي أن البعض يقول أنه يمكن مواجهة التوطين بالوحدة الوطنية ، وهذا أمر مثير للأستغراب أن يتحدث الساسة اللبنانيين عن الوحدة ، في وقت يعرفون أنهم أنفسهم يعتاشون من ضرب هذه الوحدة ... ويضرب الله الأمثال ...!