صحف عربية تناقش تداعيات حادث سقوط الطائرة المصرية والأزمة السياسية في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قسم المتابعة الإعلامية
بي بي سي
عبرت بعض الصحف العربية عن دعمها لمصر بعد حادث سقوط الطائرة مصر للطيران في البحر المتوسط. وتحدث بعض الكتاب عن "خطط الشر" ضد الدولة المصرية لإسقاط كل جهود البناء والإصلاح.
وعلى صعيد آخر، تناولت الصحف الخليجية والعراقية الأزمة السياسية في العراق في ظل المظاهرات المناوئة للحكومة.
وكان مئات المتظاهرين قد اقتحموا المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد الأسبوع الماضي، واصيب أكثر من 108 متظاهرين نتيجة تعرضهم للرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع حسب مصادر أمنية وطبية عراقية.
"خطط الشر"كتب عماد الدين أديب في جريدة الوطن المصرية أن هناك هدفا كبيرا يسعى "أعداء مصر للوصول إليه مهما كان الثمن وهو شعور أفراد شعب مصر الصبور بالإحباط واليأس وفقدان أي أمل في أي إصلاح في ظل حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي".
ويرى أديب أنه لن تتوقف "المظاهرات المسلحة، وعمليات القتل في سيناء، والحرائق المدبرة في أرجاء الوطن، وترويع الآمنين، وضرب السياحة، وتفجير الطائرات، ومحاولات قتل كبار الشخصيات العامة، وتخزين المواد التموينية والمضاربة في الدولار".
يقول الكاتب: "إنها قائمة طويلة من خطط الشر ومشروع شيطاني لإسقاط كل جهود البناء والإصلاح".
وعلى نفس المنوال، قالت افتتاحية صحيفة البيان الإماراتية إن تداعيات حادث سقوط الطائرة المصرية في البحر المتوسط ما زالت تتوالى وتتصاعد يوماً بعد يوم و"مازال الشامتون والحاقدون والكارهون يطلقون سمومهم لينالوا من سمعة مصر ونظامها ومؤسساتها، وليس لهم من الأهداف سوى الإضرار بالاقتصاد المصري وشحن النفوس بالكراهية، وحث الجهات الأجنبية المعادية على شن الحملات المغرضة ضد مصر من أجل تشويه سمعتها والنيل من الثقة في أمنها واستقرارها".
وأضافت الصحيفة أن في مثل هذه المحن يظهر "العدو والصديق. كانت دولة الإمارات العربية المتحدة وستظل، أقرب الأصدقاء والأشقاء لمصر وشعبها، وهو ما أكده، أول من أمس، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في اتصاله الهاتفي بأخيه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، من تضامن الإمارات حكومة وشعباً مع مصر وشعبها، ووقوفها إلى جانبها في إطار العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين".
أما عبدالهادي راجي المجالي فقد أنتقد في صحيفة الرأي الأردنية التغطية الإعلامية للحادث من قبل بعض الشبكات الإخبارية الأمريكية. قال الكاتب: "أعتقد أن الإرهاب الحقيقي ليس بسقوط الطائرة المصرية، ولكن بحجم الأسئلة التي تندلع في القنوات الأمريكية وبخاصة (السي أن أن) حول عملية سقوط الطائرة. وتنفرد هذه المحطة ، بالقول إن الطيار انتحر، ثم تنشر خبرا مفاده أن حريقا اشتعل في مطبخ الطائرة. يبدو أن المطلوب هو خلخلة ثقة الناس بمؤسسات الدولة وبشركة مصرية مهمة هي (مصر للطيران) وبكوادرها وسمعتها".
"الدوران في الفراغ"في الشأن العراقي، قالت جريدة العدالة العراقية في افتتاحيتها إن "القوى الفاعلة في الساحة اليوم لا تمتلك أي منها ما يكفي من قدرات وقوى لتقرر بمفردها سياسات البلاد الراهنة أو مستقبلها القريب. لذلك ليس منة من أي منها التنازل، بل إن التنازل والمراجعة هو إنقاذ لها فعلاً أن تتجنب التصادم، وتجدد قواها ورؤاها".
وأضافت العدالة أن "الدوران في الفراغ سيرهق هذه القوى وستتهاوى كأوراق الخريف إن لم تتخلص من عنعناتها وتحرر نفسها من الكثير من القناعات الخاطئة التي تنامت لديها، والتي تحجز رؤيتها عن الحقائق ومتطلبات السياسات الناجحة. فالعراق ليس أول بلد يمر بمثل هذه الأزمات. وحلول هذه الأزمات ليست طلسماً يصعب فك أسراره. ففي البلاد زخم عظيم، وقوى وقدرات كبيرة قادرة على حمل أعباء المرحلة الجديدة، إن هي أعادت هيكلة نفسها، وجددت رؤاها وخططها".
وكتب عريب الرنتاوي في صحيفة الدستور الأردنية، قائلاً: "إذا كان الانقسام بين مكونات العراق الرئيسة الثلاثة، يتهدد وحدة البلاد الترابية ويضرب هويتها الوطنية في العمق، ويعرض سيادتها للخطر، فإن الانقسامات داخل كل مكون من هذه المكونات، ربما يكون عامل توحيد، يساعد في حفظ وحدة العراق الوطنية ويمدد صلاحيتها، وربما يؤسس لمصالحات لاحقة، تعيد جمع هذا الخليط المعقد من الكيانات والمكونات".
يضيف الرنتاوي أن "الانقسام ليس أمراً محموداً بكل حال، لكن التنوع والتعدد، سنة من سنن الكون، الطبيعة التي تكره اللون الواحد، وكذلك المجتمع. وإذا كانت انقسامات المكونات تتهدد وحدة العراق وهويته، فإن انقسام الكيانات داخل كل مكون، يطيل من أمد وحدته، وقد يحفظها إن أجاد العراقيون إدارة التنوع وتنظيم الاختلاف والاحتكام للمصلحة العامة عند الخلاف. لا شك أنها عملية صعبة ومعقدة، والأخطر، أنها مكلفة، لكنها ليست بالمستحيلة على شعب شيّد أولى حضارات البشرية جمعاء".
من جانبه، قال جاسر عبدالعزيز الجاسر في جريدة الجزيرة السعودية إن العراق عاد لواجهة الأحداث بعد أن "يئس العراقيون لعجز حيدر العبادي عن تنفيذ الإصلاحات السياسية التي تبدأ أولى خطواتها بتغيير الفريق الحكومي، وتشكيل فريق آخر، يغلب عليه التخصص والمهنية بعيدًا عن أسلوب المحاصصة الذي وضعه المحتلون الأمريكيون، وسار عليه عملاء إيران ما أتاح تشكيل مافيا من سياسيين انتهازيين من المكونَين الطائفيَّين".
يقول الكاتب: "مافيا المحاصصة أوصلت العراق إلى حافة الإفلاس، ودفعته إلى البحث عن جهات مانحة، بعد أن كان في مقدمة الدول التي تقدم المساعدات".