تنطوي على مخاطر لأن الأجواء غير آمنة
إلقاء مساعدات على مناطق سورية محاصرة عملية معقدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: تعتبر عملية القاء مساعدات على المناطق السورية المحاصرة التي تريد الامم المتحدة تنظيمها عملية معقدة تنطوي على مخاطر ونتائجها غير مضمونة في كل الحالات، وفق خبراء.
المشكلة الامنية
يجب ان تتمكن الطائرات من التحليق في اجواء آمنة، اما بعد موافقة اطراف النزاع واما على علو مرتفع جدا (ثمانية الاف الى عشرة الاف متر) لتفادي اطلاق الصواريخ.
ستطلب الامم المتحدة الاحد موافقة النظام السوري لالقاء مواد غذائية وادوية للمناطق التي يستحيل الوصول اليها برا، بحسب دبلوماسيين.
وتقول الامم المتحدة ان نحو 600 الف شخص يعيشون في 19 منطقة او مدينة يحاصرها اطراف النزاع وخصوصا قوات النظام، اضافة الى نحو اربعة ملايين في مناطق يصعب الوصول اليها.
وقال الجنرال السابق جان كلود الار الخبير في سلاح الجو العسكري في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس "يمكن ان نتصور ان الجيش السوري سيتلقى اوامر من الرئيس بشار الاسد لمنع عملية القاء المساعدات، لكن ذلك سيكون سيئا جدا بالنسبة اليه على الصعيد السياسي في وقت يعاود تقديم نفسه كعنصر قوي في التصدي لداعش (تنظيم الدولة الاسلامية) او يحاول ادعاء ذلك".
واضاف ان "مجموعات اسلامية يمكن ان تحاول منع هذه العمليات لان تكتيكها يقضي ايضا باتخاذ السكان رهائن". لكنها لا تملك حتى الان قدرات جو-ارض على علو مرتفع.
وفي حال وافقت دمشق، ينبغي ان يتم ايضا التنسيق مع الروس والاميركيين الذين يهيمنون على الاجواء السورية.
عملية معقدة تقنيا
بسبب عدم وجود ضمانات لامنها، على الطائرة ان تلقي المساعدات من علو مرتفع جدا، ما يؤثر في دقة العملية.
ويوضح خبير عسكري انه "بحسب طبيعة التهديد والاحوال الجوية (...) يتم تحديد الارتفاع الذي يمكن منه القاء" المساعدات.
ويضيف "بين صفر وعشرة الاف متر هناك طبقات هوائية مختلفة. وانطلاقا من هذه الطبقات، يتم تحديد نقطة معينة تلقى منها المساعدات ثم تلقى مثلا كميات لا تفتح الا على مسافة 500 متر من الارض على ان تسقط ضمن شعاع مئة متر".
على علو مرتفع، قد تحول طبقات من الضباب دون فتح المظلات. وفي حال هبوب رياح شديدة ينبغي الغاء المهمات.
وفي حال توافر الامن، تستطيع الطائرة التحليق على علو منخفض جدا و"القاء" هذه الطرود مباشرة.
ويتابع الخبير ان "القاء الكميات من دون استخدام مظلات يتم على ارتفاع يراوح بين صفر وخمسين مترا. (عندها)، تهبط الكميات مباشرة ويمكن ان +تتحطم+ على الارض لكنها مغلفة بشكل جيد".
من جهة اخرى، تبقى العملية معقدة جدا في المدن. ويقول الخبير "عموما يتم التعامل مع مناطق غير مأهولة بعيدة من الطرق لتفادي اي خطأ (تحت تاثير الرياح). اما بالنسبة الى المدن فيجب ايجاد مناطق نائية مثل استخدام مطار مثلا".
وتبقى المروحية البديل الوحيد بالنسبة الى جان كلود الار كونها تستطيع الهبوط حيثما تشاء او فتح خزانها الخلفي لالقاء حمولتها من ارتفاع لا يتجاوز عشرات الامتار.
لكن الخطر هنا ايضا كبير. فالمروحية "قد تتعرض لاطلاق نار حين تخفف من سرعتها للنزول".
نتائج محدودة
ان حمولة الطائرة، 15 طنا مثلا لطائرة ترانسال فرنسية، ادنى بكثير من الحمولة التي يمكن ان تنقلها شاحنات برا.
ويلاحظ الار ان "الحمولات قد لا تصل الى الناس الذين يراد اسعافهم".
من هذا المنطلق، تظل المروحيات اكثر دقة لان طواقمها تستطيع التاكد على الارض من ان المساعدة وصلت فعلا الى من يحتاج اليها.
والقاء المساعدات ينطوي كذلك على خطر بالنسبة الى السكان، فالواح التحميل يمكن ان تتحطم على السكان لحظة هبوطها.
والصعوبة تتمثل ايضا في ايجاد ناقلين، سواء مدنيين او عسكريين، مستعدين للتدخل في سوريا. ويقول الار "لا اتصور ان دولا كثيرة سترسل طائرات (نقل) عسكرية الى هناك".
التعليقات
عَرَجَ الجَمَلْ من شِفّتِ
بسام عبد الله -يا إلهي! لم يشهد التاريخ ولا البشرية مكر وخبث وخداع وكذب وتشويه للحقائق وإختلاق تبريرات وأعذار كالذي شهدته الثورة السورية العظيمة، ليس من عالم الشر وأهل الحقد والعنصرية والغدر فهذا شيء مفروغ منه، بل من العالم الحر الذي يدعي الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان. خمس سنوات من الدمار والخراب ونصف مليون شهيد وملايين المشردين والمعاقين والجرحى والغرقى والمعتقلين، والعالم يتفرج ويستمتع بين منتشي وشامت وحاقد ولا مبالٍ. فجأة أصبحت جيوش العالم عاجزة عن إنقاذ أو مساعدة أطفال سوريا. وأغربها موقف الجيش التركي الذي هدد المجرم المقبور حافظ أسد بإحتلال دمشق خلال ٤ ساعات إذا لم يسلمه عبد الله أوجلان، أصبح عاجزاً عن القضاء على ثلة من الأوغاد على حدوده. عَرَجَ الجَمَلْ من شِفّتِه.