أخبار

محمد علي كلاي بكلماته من الغرور إلى الحكمة

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لم يكن محمد علي كلاي مجرد ملاكم متميز، إذ كان كثير الإطلاع والتعليق على العالم من حوله

على مدار أكثر من نصف قرن، استمتع العالم الأقوال الساخرة التي كان الملاكم الأمريكي الراحل محمد علي كلاي الأسطوري يطلقها على مدار حياته.

وترصد بي بي سي عددا من أشهر تلك الأقوال التي جاءت على لسان البطل الرياضي الأسطوري والتي تتضمن أبرز الأقوال الساخرة التي تناولت مجالات عدة "من الملاكمة إلى السياسة مرورا بالدين".

الملاكمة

قال محمد علي كلاي، بعد فوزه بالميدالية الذهبية في الملاكمة في الوزن الثقيل في أولمبياد روما 1960: "سوف أجعل الولايات المتحدة الدولة الأعظم في العالم،فسأهزم روسيا، وسوف أهزم القطب الشمالي. ومن أجل الولايات المتحدة سوف أحصل على الميدالية الذهبية. وقال لي اليونانيون إنني أفضل من كاسيوس."

وقال قبل خوضه مباراة أمام بطل العالم في الوزن الثقيل آرشي مور: "لقد جمع آرشي أموالا طائلة، وأنا هنا الآن لأضع له خطة التقاعد."

وفي فبراير/ شباط عام 1964، وقبل بداية مباراة كلاي أمام بطل الوزن الثقيل سوني ليستون، قال الملاكم الأسطوري: "إن سوني ليستون لا يمثل أي أهمية لي، فهو لا يستطيع التحدث، ولا يستطيع اللعب، إنه بحاجة إلى بعض الدروس في التحدث مع الآخرين ودروس أخرى في الملاكمة، وطالما أن مباراته أمامي، فسوف يحتاج إلى دروس في السقوط أرضا أيضا."

وأضاف: "أيها الأخرق، أراهن أنك تموت خوفا عندما تنظر إلى وجهك في المرآة أيها الدب القبيح! لم تقاتل يوما سوى الصعاليك والصغار هل تصف نفسك بأنك بطل للعالم؟ إنك عجوز وبطيء إلى درجة تمنعك من أن تكون كذلك."

وقال: "سوف أسدد إلى ليستون لكمات عديدة من زوايا كثيرة حتى يشعر بأنه محاصر."

وتابع: "إنني أزلزل العالم.. أزلزل العالم."

وفي 1965، قال محمد علي قبل فوزه على فلويد باتريسون، بطل الوزن الثقيل: "سوف أهزمه هزيمة نكراء، وسوف يحتاج إلى أداة لتسهيل ارتداء قبعته."

أحيانا ما كان محمد علي ينعت نفسه بالغرور

وقال بعد فوزه على بطل العالم البريطاني في الوزن الثقيل براين لندن عام 1966: "إنه يستحق الثقة - فقد أظهر مستوى جيد لمدة جولة ونصف الجولة."

وعندما رفض تيريل مناداته باسمه في المباراة التي جمعتهما عام 1967، قال كلاي: "ماذا أُدعى، هل اسمي (غبي)؟ ما اسمي؟"

وفاز البطل الأسطوري على أوسكار بونافينا في ديسمبر/ كانون الأول عام 1970، وقال بعد الفوز: "لقد ضربت بونافينا بقوة، ما أغضب أقاربه على طول طريق العودة إلى الأرجنتين."

وقال: "سوف أفعل بباستر ما فعله الهنود بكاستر"، وذلك قبل فوزه على الملاكم باستر ماثيز في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1971.

وفي عام 1973، قال محمد علي: "لم أتصور الخسارة يوما ما، لكنها حدثت الآن. وهناك شيء واحد يمكن القيام به، وهو التعامل معها بالشكل الصحيح. هذا هو ما ألتزم به تجاه من يؤمنون بي. ولابد لكل منا أن يتذوق طعم الهزيمة في الحياة."

وقال للمعلق الرياضي الشهير للعبة الملاكمة هاوراد كوزيل: "تقولون أنني لم أعد الرجل الذي عرفتوه منذ عشر سنوات حسنا، لقد تحدثت إلى زوجتك وقالت لي أنك لست الرجل الذي عرفته منذ عشر سنوات."

وعام 1974، قال كلاي بعدما فاز بالقاضية على جورج فورمان في مواجهتهما التاريخية "قتال في الغابة": "لقد رأيت ظل جورج فورمان يلاكم، وقد فاز الظل أيضا."

وكان قد قال قبل المباراة: "لقد صارعت تمساحا، وقاتلت حوتا، وأمسكت بزمام البرق، وألقيت بالرعد في غياهب السجن. وحدث الأسبوع الماضي فقط أن اغتلت الصخرة، وأصبت الحجر، وأودعت حجر البناء المستشفى ليتلقى العلاج."

وبعد الهزيمة، تسائل كلاي موجها سؤاله لفورمان أثناء المباراة: "هل هذا كل ما لديك يا جورج؟"

وقال محمد علي "إنها مهنتي التي أجيدها تماما مثلما تنمو الحشائش، وتحلق الطيور، وتغطي الأمواج الرمال، أنا أهزم الناس."

وكان واثقا بنفسه إلى حدٍ بعيد عندما قال إن "المباراة محسومة بالفوز أو الخسارة بعيدا عن المشاهدين، أو خلف الخطوط، أو في صالة التمرينات الرياضية، أو على الطريق من قبل أن أرقص تحت هذه الأضواء بكثير."

اعتذاره لفرايزر

قال كلاي إن "جو فرايزر قبيح للغاية لدرجة أنه حين يصرخ، تغير الدموع اتجاهها وتنهمر من مؤخرة رأسه."

وأضاف أن "أي شخص أسود يعتبر خائن بالنسبة لفرايزر. فالناس الحقيقيون بالنسبة له هم هؤلاء بيض البشرة الذين يرتدون الحلات الرسمية مثل رجال شرطة ألاباما وأعضاء جماعات كوكلوكس كلان. أما أنا، فأقاتل من أجل هذا الرجل الضئيل من حي الأقليات."

كان لمحمد علي عبارات شهيرة يطلقها قبل وبعد المباريات

وقال قبل مباراة "ثريللا في مانيلا"عام 1975، إنه سوف يكون هناك "قاتل، ومرتعش وقصة مخيفة عندما أذهب لإحضار الغوريللا من مانيللا."

وبعد فوزه في مانيللا، قال علي: دائما ما أثير من أقاتلهم ليظهروا أفضل ما لديهم، لكن فرايزر هو من أثارني لإظهار أفضل ما لدي، هذا هو ما أخبر به العالم الآن. وأود أن أخبركم أيضا بأنه رجل رائع، أدعو الرب أن يباركه."

وأضاف: "قلت الكثير عنه عندما كان الحماس يفتك بي، لكني أعترف الآن أنه ما كان ينبغي أن أقول من قلت. ونعته بأوصاف ما كان لي أن أنعته بها. والآن أعتذر له وأقولها صراحة أنني آسف. لقد كان كل ما قيل من أجل الترويج للمباراة."

السياسة

قال محمد علي كلاي "الملاكمة هي مشاهدة الرجال البيض لاثنين من السود يضربون بعضهما البعض."

وقال أيضاك "إن اسم كاشيوس كلاي اسم للعبيد لم أختره يوما ولا أريده. أنا محمد علي، وأصر على أن يستخدم الناس هذا الاسم عندما يتحدثون إلي."

وقال قبيل مباراته أمام جيري كاري عام 1970: "ليس هناك داع لأؤكد على أن ما أفعله عمل جاد. فأنا لا أقاتل رجلا واحدا بل كثير من الرجال الذين يظهر من بينهم رجل واحد لا يُهزم ولا يُقهر. ومهمتي أن أحصل على الحرية لثلاثين مليون أسود."

وقال: "أنا الولايات المتحدة. أنا الجزء الذي لن تعترفوا به من هذه البلاد. وأنا أيضا أسود،ويجب ان تعتادوني كذلك واثق بنفسي، ومغرور أحيانا. اسمي ليس كأسكمائكم، وديني ليس دينكم، وأهدافي أنا لا أهدافكم أنتم، يجب ان تعتادوا على ذلك أيضا".

وأضاف: "لقد أتوا بنا إلى هنا منذ 400 سنة للعمل، فلماذا لم نبن أمتنا الخاصة بنا ولا زلنا نتسول الوظائف؟ لن نكون أحرارا أبدا حتى نمتلك أرضنا. إن عددنا 40 مليون شخص، ولا زالنا لا نمتلك هكتارين من الأرض."

كان الملاكم الأسطوري محمد علي كثيرا ما يعلق على الشأن السياسي الأمريكي

وقال: "سوف أقاتل من أجل وضعنا الاجتماعي، ليس لصالحي الشخصي بل للارتقاء بإخوتي الذين ينامون على الأرضيات الخرسانية اليوم في الولايات المتحدة. فالسود هم أولئك الناس الذين يعيشون على الإعانات الاجتماعية، والذين لا يجدون قوت يومهم، والذين لم يتلقو أي تعليم، والذين ليس لديهم مستقبل."

وأضاف: "أعرف أنه علي أن أنجح بينما يقبض ملايين السود على النار. لكنني لن أكون حرا ما لم ينالو حريتهم."

وأعرب عن عميق حزنه عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول التي تعرض لها برجي التجارة العالميين عام 2001، قائلا: "أشعر بعميق الأسى عندما يُقحم اسم الإسلام والمسلمين في أمور تتعلق بالمتاعب وتمهد للكراهية والعنف. فالإسلام لا يأمر بالقتل لأن معناه السلام. ولا أستطيع أن أقف مكتوف الأيدي أشاهد قائمة بأسماء أشخاص مسلمين هم سبب تلك المشكلة."

رفضه الخدمة في صفوف الجيش الأمريكي

قال كلاي: "لماذا ينبغي أن نرتدي زيا موحدا ونسافر لعشرة آلاف ميل بعيدا عن بلادنا ونسقط القنابل ونفتح النيران على ذوي البشرة الداكنة في فيتنام في حين يُعامل من يطلقون عليهم (الزنوج) في لويزفيل يُعاملون كالكلاب ويُحرمون من أبسط حقوق الإنسان؟"

وأضاف: "ليس لدي مشكلة مع الفيتناميين، فلم ينعتني أحدهم من قبل بالزنجي."

وقال أيضا: "لن أسافر عشرة آلاف ميل للمساعدة في قتل وحرق أمة فقيرة، وذلك ببساطة لأنني إذا قمت بذلك، فسوف أساعد على استمرار سيطرة سادة العبيد من البيض على أصحاب البشرة الداكنة في العالم."

شخصية محمد علي كلاي

هناك بعض الأقوال التي جاءت على لسان محمد علي كلاي تجسد شخصيته بالكلمات، من أهمها: "حلق كالفراشة، والسع كالنحلة، لا يمكن أن تضرب مالاترى".

وقال أيضا: "أنا الأفضل".

وأضاف: "أنا لست الأفضل فقط، أنا أفضل من الأفضل نفسه. فأنا لا أهزمهم فقط، لكني أعاود الكرة، أنا أجرأ وأجمل وأفضل، وأكثر الملاكمين علما ومهارة داخل الحلبة اليوم."

أصيب محمد علي بالشلل الرعاش قبل وفاته بسنوات

وقال أيضا: "الناس لا يدركون ما في أيديهم حتى يفقدوه. ولدينا أمثلة على ذلك، منها الرئيس كيندي الذي لم يكن أحد يحبه، وفرقة البيتلز، وهي فرقة لن تتكرر. مثل رجلي المفضل ألفيس بريسلي. وقد كنت أنا ألفيس الملاكمة."

وعن اعتزاله، قال محمد علي: "لا أريد أن ألاكم حتى أرذل العمر، وسوف أكتفي بخمس أو ست سنوات أخرى أكسب فيها مليوني دولار أو ثلاثة وأعتزل الملاكمة."

وهو أيضا صاحب القول الشهير: "من الصعب أن تتواضع عندما تكون عظيما مثلي."

واعترف بأنه لم يتفوق في دراسته، قائلا: "لم أكن متفوقا في الدراسة يوما ما، ولا أشعر بالخجل لذلك. وأعني هنا السؤال عما يكسبه مدير المدرسة شهريا؟ قلت أنني الأفضل، لكنني لم أقل أبدا أنني الأذكى."

وقال: "أنا شخصية لطيفة في المنزل، لكنني لا أريد أن يعرف أحد ذلك، لأن المتواضعين لا يحققون نجاحات كبيرة."

وعبر عن افتقاده للسلام مع النفس، قائلا: "الرجل الذي يستطيع أن يضرب أي شخص، لا يعرف السلام أبدا."

وأضاف أن "الرجل الذي يرى أن العالم لم يتغير وهو في الخمسين من عمره عما كان يراه وهو في العشرين فقد ضيع ثلاثين سنة من عمره هدرا."

وقال كلاي إن "الأبطال لا يُصنعون في صالات المران، إنما يُصنعون من شيء في أعماقهم، رغبتهم وحلمهم ورؤيتهم. قدرتهم على التحمل إلى اللحظة الأخيرة، علاوة على امتلاكهم المهارة والقدرة، لكن الإرادة لابد أن تكون أقوى من المهارة."

وتباهى بقدراته الفائقة في الملاكمة، قائلا: "إذا تجرأت وهزمتني حتى في أحلامك، فمن الأفضل أن تستيقظ وتوجه لي الاعتذار."

وقال: "لن أفتقد الملاكمة، بل الملاكمة هي التي ستفتقدني."

وقال أيضا: "سوبرمان لا يحتاج إلى حزام أمان."

وأضاف: "أنا سريع لدرجة جعلتني أطفيء مصباح غرفتي في الفندق ليلة أمس وأستلقي على الفراش قبل أن تظلم الغرفة."

وأسهم المرض في زيادة الحكمة التي يتمتع بها محمد علي كلاي، إذ قال "ربما يكون الشلل الرعاش هو الطريقة التي استخدمها الرب ليعلمني ما هو الأهم. فقد جعلتي أبطأ قليلا مما كنت عليه، وجعلني أستمع أكثر مما أتكلم. وفي الحقيقة، أصبح الناس يهتمون بي أكثر لأنني لم أعد أتكلم كثيرا."

وعن حياته العاطفية، قال كلا: "كان مطاردة الفتيات تستهويني، لكن الشلل الرعاش وضع نهاية لذلك. والآن لدي فرصة لأصعد إلى السماء."

وتسائل: "هل سيحصل العالم على ملاكم آخر ينظم الشعر، ويتوقع نتائج الجولات، ويهزم الجميع، ويضع الضحكات على وجوه الناس، ويجعلهم يصرخون، هل سيجدون من هو طويل وجميل مثلي؟"

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شكرا محمد علي ورحمك الله
عامر -

في عام 1964 وبعد فوزه على سوني ليستن وببطولة العالم في الملاكمة للمحترفين خرجت مدرستنا في بغداد محتفلة بفوزه وكنا جميعا فرحين وفخورين به. وكما يقولون كانت معركته الكبرى خارج الحلبة عندما تصدى بشجاعة فائقة تمثل القيم الإنسانية الحقيقة التي يمثلها الإسلام والتي جعلتنا داعش نفتقد تلك القيم ودافع يقوة عن تلك القيم ورفض أن يذهب ليحارب شعوبا فقيرة مسحوقة ومستعمرة أنهكتها الحروب ودخل السجون وتعرض لخسائر مادية كبيرة وهو في أوج عظمته وعطائه وضد يمين عنصري قوي ونافذ في أمريكا آنذاك إغتال الرئيس كندي وإغتال مارتن لوثر كنج وإغتال مالكولم أكس ولو ظهرت إتهامات لفاراقان أو جماعة أمة الإسلام السوداء الذي كان ينتمي إلها بإغتياله. محمد علي كان رمزا إسلامي أمريكي يضع إسم محمد وعلي في الذاكرة الأمريكية بأعلى موقع وعندما كانت رياضة الملاكمة الأكثر شعبية في أمريكا. كذلك متابعة الأستاذ مؤيد البدري في برنامج الرياضة في إسبوع لمسيرة محمد علي الرياضية أو إنتصاراته الباهرة ومواقفه السياسية التي كانت تلهم الشباب المسلم في كل مكان بالشجاعة والثبات على الحق والإنحياز للشعوب والإنسان بغض النظر عن ديانته فهو رفض أن يحارب في فيتنام وهم ليسوا مسلمين بل صرح أنه لن يحارب اليابانيين وأغلبيتهم بدون دين أو الصينيين وفيهم بوذيين وأتباع كونفوشيس وليس كما نرى اليوم الجماعات الإسلامية المتطرفة التي يجهزها رجال الدين التجار بالفتاوى لذبح الأبرياء وإغتصاب الفتيات والنساء من الديانات الأخرى وبيعهن في الأسواق. محمد علي مثل الإسلام الحقيقي قبل خمسين سنة من داعش وحلفاء داعش ومن يدافع عن داعش. رحمك الله يا محمد علي وشكرا لإيلاف للكتابة عنه وعن تأريخه المشرف

الاسطورة
لانا -

انه الاسطورة.ليرقد بسلام... لا زلت اذكر كيف كان جدي يتابعه بشغف كبير