أخبار

تقدم متزامن للجيش السوري والاكراد في شمال سوريا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: احرزت قوات سوريا الديموقراطية والنظام السوري الاثنين تقدما ضد تنظيم الدولة الاسلامية في ابرز معاقله شمال سوريا على محاور عدة، ما يعكس تشتت قدرات الجهاديين وعجزهم عن التصدي للهجمات.

وتمكنت قوات النظام من التقدم مجددا الاثنين داخل محافظة الرقة، المعقل الابرز للتنظيم المتطرف، في حين باتت قوات سوريا الديموقراطية التي تضم فصائل كردية وعربية، وتشن هجوما في المنطقة نفسها، على مشارف مدينة منبج، ابرز معاقل الجهاديين في محافظة حلب (شمال).

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان "الاشتباكات في محيط منبج والتقدم السريع لقوات النظام في الرقة تظهر ان التنظيم غير قادر على صد الهجمات حتى اللحظة رغم استعداداته لها". وباتت قوات النظام السوري ومقاتلون من "صقور الصحراء" الموالون لها الذين تدربهم موسكو، وفق المرصد "على بعد اقل من ثلاثين كلم من مطار الطبقة العسكري جنوب غرب الرقة ونحو 25 كلم من بحيرة الفرات".

واعتبر عبد الرحمن ان هذا التقدم هو الابرز "في عمق محافظة الرقة" التي دخلتها قوات النظام السبت للمرة الاولى منذ نحو عامين. والطبقة الواقعة على بحيرة الفرات من المدن الاكثر اهمية بالنسبة الى "الجهاديين"، اذ انها تقع عند سد الفرات، وفيها احد اهم سجون تنظيم الدولة الاسلامية، وفق المرصد، والى جنوبها الغربي حقول نفطية. 

وفي صيف العام 2014، وبعد سيطرته عليها، قام التنظيم باكبر عملية اعدام في سوريا حين قتل حوالى 160 جنديا. وللروس ايضا علاقة رمزية مع هذه المنطقة، اذ انهم ساهموا في بناء سد الفرات بين العامين 1968 و1974 كما مدينة الطبقة ليعيش فيها موظفو وعمال السد.

وبدأت قوات النظام هجوما الخميس على جنوب الطبقة الواقعة على بعد خمسين كلم غرب الرقة، بعد ايام على هجوم آخر كانت شنته قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من جهة الشمال في اطار عملية واسعة لطرد التنظيم من ريف الرقة الشمالي.

وتتواجد قوات سوريا الديموقراطية حاليا على بعد 60 كلم شمال شرق الطبقة من دون احراز اي تقدم، كون "معركتها الاساسية هي تحرير منبج" في ريف حلب الشمالي الشرقي، وفق عبد الرحمن.

تنسيق دولي
وفي اطار هجوم بدأته قبل اسبوع، تواصل قوات سوريا الديموقراطية تقدمها على محور منبح، إذ باتت وفق عبد الرحمن على بعد "كيلومترين من المدينة من الجهة الجنوبية وستة كيلومترات من الشمال وسبعة من الشرق". وخاضت قوات سوريا الديموقراطية بدعم من غارات جوية التحالف الدولي الاثنين اشتباكات عنيفة ضد الجهاديين عند المدخل الجنوبي الشرقي لمنبج.

وتواجه قوات سوريا الديموقراطية "مقاومة شرسة" من "الجهاديين"، وفق عبد الرحمن، اذ انهم تفرغوا لصد الهجوم بعدما ارسلوا عائلاتهم الى مناطق اكثر امنا. وتسعى قوات سوريا الديموقراطية، بحسب عبد الرحمن، الى تطويق المدينة من ثلاث جهات، وترك منفذ واحد من الغرب ينسحب من خلاله الجهاديين.

وفي جبهة الطبقة، أوضح مدير المرصد السوري أن قوات النظام باتت على بعد أقل من 25 كيلومترا من مطار الطبقة. وتعد منبج الى جانب مدينتي الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا معاقل رئيسة للتنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي. ولمنبج تحديدا اهمية استراتيجية لكونها تقع على خط الامداد الرئيس للتنظيم بين الرقة والحدود التركية.

وراى رئيس مركز جاين لبحوث الارهاب وحركات التمرد ماثيو هينمان ان هدف قوات سوريا الديموقراطية من هجوم الطبقة هو "تشتيت واضعاف قدرة تنظيم الدولة الاسلامية على الدفاع عن منبج، التي تعد حاليا نقطة تركيزها الاساسية". وتحظى مختلف الهجمات ضد تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سوريا بدعم جوي واسع من الطائرات الروسية او تلك التابعة للتحالف الدولي.

وراى عبد الرحمن ان تزامن هذه الهجمات "يأتي بتنسيق دولي بين روسيا والولايات المتحدة". وقال مصدر مقرب من الحكومة السورية لفرانس برس "من غير الممكن ان يشن الطرفان غارات جوية في معركتي الرقة من دون التنسيق بينهما".

واوضح ان "الهجمات الكبرى تشرف عليها غرفة عمليات عسكرية مشتركة سورية عراقية موجودة منذ اشهر في بغداد يدعمها الروس والاميركيون على حد سواء". وعلى الفور، نفت وزارة الدفاع الأميركية هذه المعلومات. وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك في مؤتمره الصحافي اليومي "لا تنسيق عسكريا مباشرا للنشاطات على الارض" في سوريا بين موسكو وواشنطن.

تتزامن الهجمات ضد "الجهاديين" في سوريا مع معركة يخوضها الجيش العراقي منذ اسبوعين لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة الفلوجة، احد ابرز معاقله في العراق. وفي ظل الضغوط المتزايدة ضد "الجهاديين"، بات تنظيم الدولة الاسلامية اليوم "معرضا لان يخسر مناطق واقعة تحت سيطرته" في سوريا، بحسب هينمان، الذي راى ان قدرة "الجهاديين" على "المناورة تتراجع ببطء". 

رغم ذلك، يتوقع هينمان ان المعارك "قد تطول اشهرا" لكون التنظيم المتطرف "سيدافع حتى آخر نفس عن مناطق تعد حيوية بالنسبة اليه، مثل منبج والباب والمعابر الحدودية الباقية معه فضلا عن مدينة الرقة بحد ذاتها".

الرقة آخر المعارك
وستكون مدينة الرقة بحسب هينمان "بين آخر معاقل تنظيم الدولة الاسلامية، ان لم تكن الاخيرة التي ستسقط في سوريا". وراى هينمان ان "الهجوم مقبل لا محالة، والسؤال هو متى ومن"، مشيرا الى ان "كل من الاكراد ودمشق يأملون بشن الهجوم ويفضل كل منهما الا يرى الاخر مسيطرا على الرقة".

وفي تقرير نشره الاسبوع الحالي، اعتبر الخبير في الجغرافيا السورية والباحث الزائر في معهد واشنطن فابريس بالانش ان هجوم الرقة لن يكون "عبارة عن معركة خاطفة توصل قوات سوريا الديموقراطية سريعا الى ضواحي المدينة"، فان الامور اكثر تعقيدا.

واوضح بالانش "قبل ان يفكر التحالف (الدولي) ببدء عملية اخيرة باتجاه المدينة، يتعين عليه استقطاب العشائر العربية في المنطقة، والبعض منها بايع تنظيم الدولة الاسلامية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المنظمات الإرهابية
raman -

ينبع أهمية مدينة منبج، في إطار هذه المعركة، وبتحريرها يفتح الطريق أمام قوات سوريا الديموقراطية، بالتوجه إلى مدينة الباب، والتي تعتبر أكبر معقل لتنظيم داعش في شمال حلب. وبتحرير هاتين المدينتين يكون قد قطعت الصلة بين قوات داعش المتواجدة شمال وشرق حلب، ومدينة الرقة. وهذا ما تريد تحقيقه ” قسد” كخطوة اولى، ومن ثم التوجه نحو تل رفعت ومارع، ومدينة جرابلس المحاذية للحدود السورية التركية، وطرد داعش وبقية المنظمات الإرهابية منها بشكل نهائي. ومن بعدها التفرغ لتحرير مدينة الرقة، “عاصمة” داعش، وتخليص أهلها من إجرامه، ودحره من هذه المحافظة. وأنا واثق إن تحرير شمال حلب ومدينة الرقة من يد تنظيم داعش، سيفتح أفاقآ واسعة لتسوية سياسية حقيقية في سوريا، وهذا لا يناسب النظام السورري الإرهابي، وداعمي المنظمات الإرهابية كتركيا والسعودية وقطر. ولهذا يعارضون هذه الحملة التي يقودها قوات سوريا الديمقراطية، من أجل تحرير هذه المنطقة من حليفهم تنظيم داعش.