هل اقترب العثور على "الصندوق الأسود" للطائرة المصرية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ريتشارد ويستكوت
محرر شؤون النقل، بي بي سي
ربما تراجعت التغطية الإخبارية لكارثة سقوط الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران لفترة وجيزة، لكن لا يزال التحقيق يجري على قدم وساق لمعرفة سبب ما حدث للرحلة MS804.
يعتقد محققون فرنسيون أنهم التقطوا إشارات من أحد الصندوقين الأسودين للطائرة المصرية، والآن يتجه خبراء الإنقاذ إلى الموقع لإلقاء نظرة عن قرب.
وبالرغم من التقاط تلك الإشارات، لن يعرف المحققون على وجه اليقين ماهية ما وجدوه حتى يتم إنزال غواصة آلية مزودة بأضواء ساطعة وكاميرات.
وتكون "الصناديق السوداء" ذات لون برتقالي زاهي وبها شرائط عاكسة، بحيث تظهر بشكل جيد عند تسليط الأضواء عليها.
وتوجد الغواصة الآلية على متن سفينة إنقاذ خاصة تسمى "جون ليثبريدج".
وتحتوي الغواصة على مخالب أو أذرع مناورة يمكنها التقاط الأجسام وسحبها إلى السطح.
تحدثت إلى ديفيد ميرنز، خبير الإنقاذ البحري، الذي يتمتع بعقود من الخبرة في البحث عن حطام السفن والطائرات المفقودة.
وكان هناك اسم مختلف لسفينة الإنقاذ، لكن ميرنز أطلق عليها اسم "جون ليثبريدج" في عام 2001 لتصوير حطام السفينتين الحربيتين "بسمارك" و"إتش إم إس هود".
وهذا الرجل هو كذلك الذي أطلق عملية لالتقاط كل قطعة من قطع طائرة تحطمت وغرقت على عمق 3800 متر في قاع البحر على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط (في الواقع على البحر التيراني قبالة غرب ايطاليا).
واستغرق الأمر عامين حتى تمكن فريقه من انتشال كافة حطام الطائرة.
لا يشارك ميرنز في البحث عن الطائرة المصرية، لكنه يعرف أفرادا من طاقم السفينة "جون ليثبريدج". كما أن البحث عن الحطام في المحيط هو عالم صغير في حقيقة الأمر.
ويرجح ميرنز، في ظل عدم إلمامه بكافة التفاصيل، أن فريق البحث يمكن أن يكون في الموقع خلال ثلاثة أو أربعة أيام.
ويقول: "إذا كانوا محظوظين حقا، فقد يجدوا الصندوقين الأسودين عند الغوص للمرة الأولى، لكن هذا الأمر يتوقف على أشياء أخرى".
وأضاف: "ليس من الغريب أن تنفصل الأجهزة التي تبعث إشارات عن الصندوق الأسود خلال التحطم".
في الوقت الحالي، يعتقد ميرنز أن السفينة (لابلاس) التي التقطت الذبذبات في البداية سوف تظل في الموقع للقيام بعمليات المسح ذهابا وإيابا، ومحاولة التقاط المزيد من الإشارات من جهاز تحديد الموقع.
وتظهر هذه الإشارات على أجهزة الاستقبال في أنماط محددة أو على شكل ثماني أو رباعي "للحصول على أفضل نطاق واتجاهات، وهو ما يمكن من خلاله حساب موضع أكثر دقة للصندوقين الأسودين في قاع البحر".
ويوضح أنه لو وجد المحققون الطائرة، فسيكونوا أمام أحد احتمالين.
مسرح جريمة محتمليقول ميرنز: "من المحتمل أن يكون هذا مسرح جريمة، لذا قد يقرر المحققون تصوير مجال الحطام بالكامل قبل لمس أي شيء".
وأضاف: "قد تكون هذه مساحة صغيرة يصل محيطها إلى كيلومتر واحد، اعتمادا على الكيفية التي تحطمت بها الطائرة".
وأردف: "أو قد يقرروا استخراج الصندوقين بسرعة، لأن ذلك قد يعطيهم إجابات في وقت مبكر".
ويستغرق انتشال حطام الطائرات من تحت سطح البحر وقتا طويلا، ويسير بشكل معقد.
ويمكن للغواصات الآلية، التي يديرها خبراء على السطح، انتشال قطع صغيرة يصل وزنها إلى 100 كيلوغرام بواسطة أذرعها.
ويمكن أيضا ربط أجزاء أكبر تزن حوالي 500 كيلوغرام بالغواصات.
لكن القطع الكبيرة، مثل المحركات أو الذيل على سبيل المثال، تتطلب معدات متخصصة في رفع الأجسام الثقيلة.
وهناك أمر إيجابي وحيد في هذا الأمر، وهو أن العمق لا يعد مشكلة مع هذا النوع من المعدات.
لكن لا نريد أن نسبق الأحداث.
في البداية يجب التأكد من أن ما تم التقاطه هو بالفعل إشارات من "الصندوق الأسود". ثم يجب العثور عليه واستخراجه، وتجفيف الدوائر الكهربائية – وهو الأمر الذي يستغرق يوما أو يومين - وتحميل البيانات.
وهناك صندوقان على متن الطائرة.
ومن شأن مسجل الصوت الموجود في قمرة القيادة أن يكشف ما كان طاقم الطائرة يعتقد أنه يحدث.
وبذلك سوف نسمع ما قاله أفراد الطاقم لبعضهم البعض، بالإضافة إلى كل الإنذارات في الخلفية.
ويجب أن يكشف مسجل بيانات الرحلة ما سجلته أجهزة الكمبيوتر الموجودة في الطائرة.
وتشير الأدلة المحدودة حتى الآن إلى وجود حريق على متن الطائرة.
لكن "الصناديق السوداء" قد لا تكون قادرة على قول ما إذا كان هذا الحريق بدأ بشكل متعمد أم لا.
قد ينتهي الأمر باستعادة أجزاء كبيرة من الطائرة لنعرف ما حدث على وجه اليقين، وهو الأمر الذي يستغرق وقتا طويلا.