إيلاف تحاور النائب الأول السابق لمرشد الجماعة (2ـ2)
محمد حبيب: الإخوان في السجون يتابعون الأوضاع هاتفيًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من القاهرة: بينما تحل الذكرى الثالثة لعزل الرئيس المصري السابق، محمد مرسي، يواصل النائب الأول السابق للمرشد العام للإخوان الدكتور محمد حبيب، كشف أسرار الجماعة وما حدث بعد إسقاط حكمها في مصر. وقال إن قياداتها في السجون تصلهم جميع المعلومات عن الأوضاع في مصر وخارجها "عن طريق محام أو زوجة أو ابن أو بوساطة التلفون"، على حد قوله.
أضاف حبيب في الحلقة الثانية من مقابلته مع "إيلاف" إن قيادات الجماعة ساهموا في إراقة دماء الشباب في اعتصام رابعة العدوية من أجل "صناعة مظلومية جديدة"، وكسب تعاطف العالم، مشيراً إلى أنهم حصلوا على دعم أميركي تركي قطري، من أجل الصمود في الاعتصام الذي تعرض للفض بالقوة من قبل قوات الجيش والشرطة.
ولفت إلى أن الإخوان وقعوا في ما سماه "منزلقات خطيرة"، جعلتهم جزءا من المخطط الأميركي لتفتيت المنطقة العربية، كاشفاً أنهم تواصلوا مع جماعات العنف في سيناء أثناء الانتخابات الرئاسية التي فاز بها مرسي، وطلبوا منها الدعم والكفّ عن التفجيرات، مقابل ضمان حرية الحركة وحمل السلاح والسماح بالسفر إلى سوريا والعراق وليبيا.
وذكر أن أية مبادرات للمراجعات في فكر الإخوان أو المصالحة معهم، محكوم عليها بالفشل، موضحاً أن حسن البنا وصفهم بأنهم "الإسلام".
ولفت إلى أن "جماعة الإخوان ترى نفسها دائماً أنها الأفضل والأقرب إلى الفكرة الإسلامية، لذلك لن يقوموا بأية مراجعات" حسب قوله.
وإليكم نص الحوار كاملاً:
• لماذا أصر الإخوان على موقفهم في 30 يونيو واعتصام رابعة، وما بعدها رغم إراقة الكثير من دماء أعضائهم؟
أرى أنهم فشلوا في إدارة البلاد، التي كادت تنزلق من خلالهم إلى حرب أهلية، وأضاعوا كل الفرص الكثيرة التي أتيحت لهم. هم أصروا على الفشل، فعندما عرضت عليهم المعارضة تعديل بعض المواد في الدستور وإقالة الحكومة، لم يستجيبوا، وتسبب إصدار مرسي الإعلان الدستوري الكارثي في خروج تظاهرات مليونية ضده. وعندما جلس عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وقتها، وأحمد جمال الدين وزير الداخلية وقتها أيضاً، مع محمد مرسي لعقد مصالحة مع المعارضة، وافق مرسي، ولكنه رفض بعد ذلك، عندما جاءته التعليمات من مكتب الإرشاد بالرفض. كما أنهم أهدروا فرصة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. الإخوان أساتذة في إضاعة الفرص.
• على أي شيء كانت قيادات الجماعة تراهن وقتها؟
كانوا يريدون تقديم مظلومية كبرى جديدة بعدما أعيتهم الحيل، وذلك من أجل استقطاب اهتمام الناس في كل دول العالم. الإخوان كانوا يراهنون على تراجع الدولة وعودة مرسي إلى الحكم، وكانت يعتقدون أن لديهم ثلاث وسائل أو رهانات من أجل تحقيق ذلك.
عندما حصل اعتصام الإخوان في ميدان رابعة، خرج المرشد محمد بديع لشحن الشباب، وقال إنه لا تراجع، إلا بعد عودة مرسي إلى القصر، فمعنى هذا أنه واثق ومطمئن إلى أن النتائج في يده. ولا تكون النتائج في يده إلا من خلال ثلاثة عناصر: الأول: قوة وتماسك الحشد الخاص به، بما يفرض شروطه على الخصم. الثاني: إمكانية تراجع الخصم في أية لحظة وتنفيذ ما يريده. الثالث: هناك قوى كبرى تقف داعمة له وتقول له: إمضِ ونحن معك.
&وعندما فشلت المعادلة، ولم يتراجع النظام، لم يصبح لدى الإخوان سوى أمرين هما: شحن عناصرهم أثناء الاعتصام، والوعود الأميركية والقطرية والتركية لهم، التي كانت جاءت إليهم بقول واحد: إننا معكم ولكن أثبتوا. من أجل ذلك ضحى المرشد والإخوان بالشباب في الميادين.
• وهل يقدم المرشد ابنه ويقدم محمد البلتاجي ابنته والمئات من الشباب للقتل في اعتصام رابعة، من أجل صناعة المظلومية؟
نعم أرادوا تقديم مظلومية جديدة بدماء الشباب. المرشد وقيادات الجماعة كانوا على علم بموعد فض الاعتصام بالقوة، ولم يحذروا الناس، ولم يطلبوا منهم فضه طواعية، رغم أنه ضم أطفالاً ونساءً، بل هربوا وتركوا هؤلاء يواجهون مصيرهم.
•وماذا كانت تريد أميركا من صمود الإخوان في اعتصامهم؟
ثورة 30 يونيو أطاحت بالمشروع الأميركي، الذي كان الهدف منه تفتيت المنطقة وتركيع الأمة وإحكام السيطرة على الموارد والثورات، وكل هذا من أجل أمن وأمان إسرائيل.
•هل كانت جماعة الإخوان جزءا من هذا المخطط الأميركي، وهل ساهمت فيه؟
على أقل تقدير، انزلقت جماعة الإخوان إلى منزلقات خطيرة عدة، الأول: ما يتعلق بضمان أمن وأمان إسرائيل، والدليل على ذلك الخطاب الذي أرسله محمد مرسي إلى شيمون بيريز، وخاطبه فيه بـ"صديقي الوفي" وكتب له "نتمنى الرغد لبلادك". وعندما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، إن القدس ستظل عاصمة أبدية لإسرائيل، لم ينطق أحد من الإخوان نهائيًا.
أما المنزلق الثاني، الذي وقعت فيه الإخوان، فهو في ما يختص بالصراع المذهبي بين السنة والشيعة، فعندما ظهرت المشكلة السورية، وبدأت تستفحل، أطلقت مبادرة لإنشاء لجنة رباعية للتوصل إلى حلول سياسية، على أن تضم ممثلا لإيران وممثلا للسعودية وممثلا لتركيا وممثلا لمصر. وكانت إيران تستطيع أن تضغط على النظام السوري، ولكن مرسي في زياراته لإيران أفشل هذه المبادرة، إرضاء للسلفيين والإخوان وبعض الدول الخليجية، وساهم في إشعال الفتنة السنية الشيعية.
يتمثل المنزلق الثالث في عقد مؤتمر نصرة سوريا، الذي أعلن فيه عن إرسال الأسلحة إليها، بعدما أعطى الأميركيون الضوء الأخضر للجيش السوري الحر، وللإخوان ببدء القتال وتم تسريب أسلحة له&إلى المعارضة، فمرسي والإخوان ارتكبوا أخطاء قاتلة على المستويين المحلي والإقليمي.
• البعض يرى أن جماعة الإخوان انتهت تماماً في مصر، هل تعتقد ذلك؟
لا، جماعة الإخوان لم تنته. على أقل تقدير يوجد 200 ألف إخواني &في مصر ينتمون إلى الجماعة. الكثيرون لا يعرفون كيف يدار التنظيم، ولا سر قوته وبقائه. الأسرة هي نواة التنظيم، وتتكون من أربعة أو خمسة أفراد، ولابد لها ان تجتمع ويتداول أفرادها الأخبار، حتى ولو كانت الحرب على الإخوان على أشدها. ولابد أن يعقدوا اجتماعهم أسبوعياً، ولكن في الظروف الطارئة يمكن أن يعقد الاجتماع كل شهر، وليس من الضروري أن يجتمع أفراد الأسرة وجها لوجه، بل يمكن لهم الاستعانة بالوسائل التكنولوجية الحديثة، عبر الهواتف الذكية أو شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت أو أية وسيلة يرونها آمنة.
•وهل تتابع القيادات الموجودة في السجون أحوال الجماعة، ويتدخلون فيها؟
نعم يتابعون كل صغيرة وكبيرة، وتصل اليهم كل المعلومات. عندما كنت في السجن، كانت المعلومات تصل الينا سواء عن طريق محام أو زوجة أو ابن أو عبر التلفون. القيادات على علم بما يحصل في الخارج، فالسجون جزء من المجتمع.
•هل الإخوان يتحصلون على هواتف داخل السجون، كما ذكرت أن محمد علي بشر اتصل بك من داخل السجن في العام 2000؟
لا شيء مستبعد، ولم تتغير الأحوال كثيراً في مصر، والسجون كما قلت جزء من المجتمع.
• يقال إن هناك مبادرات للمراجعات تمهيداً للمصالحة، هل شاركت في أي منها؟
لا إطلاقًا، وأرى أن هذه المبادرات محكوم عليها بالفشل. والمراجعة لا بد أن تتم على ثلاثة مستويات. فلا بد أن يراجع الإخوان فكرهم، ثم يراجعوا فهمهم، ثم يراجعوا ممارساتهم وتطبيقاتها.هناك فارق بين الدين والتدين، فالدين هو ما نزل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والتدين ما يتم تطبيقه عمليًا.
• باعتبارك كنت قيادياً بارزاً في الجماعة، ما يحتاج إلى مراجعة عاجلة في فكر الإخوان؟
هناك الكثير من أفكار حسن البنا تحتاج مراجعة، ومنها على سبيل المثال، عندما سئل عن القوة، قال "قوة العقيدة وقوة الإيمان وقوة الوحدة والارتباط وقوة الساعد والسلاح". وهنا لا بد أن نسأل الإخوان: هل أنتم تؤمنون بقوة الساعد والسلاح حينما لا يوجد غيرهما أم أنكم طلقتم القوة والعنف والسلاح ثلاثًا، ومن ثم يصبح هذا النص غير ملزم للإخوان. نحن في الإخوان وقفنا من هذه القضية لمدة 40 سنة موقفًا ممتازًا، ولكن لم نحاول أن نشطبها من رسائل حسن البنا.
•هل الجماعة تمارس هذا البند من رسائل حسن البنا حاليًا، هل تتمسك بقوة الساعد والسلاح؟
ليس عندي دليل على أن الجماعة تمارس هذا البند. وفي الوقت نفسه ليس هناك ما يمنع الإخواني الفرد من ذلك، وحجته أن البنا قالها. ولكن أستطيع أن أقول إنه حصل نوع من التماهي بينهم وبين فصائل العنف، خاصة أثناء الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة في العام 2012، التي فاز بها مرسي.
•ماذا تقصد بحدوث تماهٍ بينهم وبين فصائل العنف في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها مرسي؟
حدث تواصل بين الإخوان والجماعات في سيناء أثناء الانتخابات الرئاسية، وقالوا لهم: احنا عايزنكم تهدوا، ومش عايزين أعمال عنف ولا تفجير أنابيب غاز، وتعطونا أصواتكم، وهنسيبكوا تدخلوا وتخرجوا زي ما انتوا عايزين وهتحملوا السلاح، وتروحوا سوريا والعراق ولبيبا وهنطبق الشريعة. ولذلك محمد البلتاجي قال في اعتصام رابعة: "في اللحظة التي يرجع فيها مرسي إلى الحكم ستتوقف التفجيرات في سيناء، وهناك مؤشرات تؤكد ذلك، والأدلة تعرفها الأجهزة الأمنية والمخابرات.
•ما الأفكار الأخرى التي يحتاج الإخوان مراجعتها؟
البنا كان يقول: نحن جمعية سياسية صوفية. وبعد عام 1945، قال: نحن حزب سياسي. البنا خاطب الإخوان أيضاً قائلاً: هم ما زالوا يسألون عنكم، ولا يعرفون من أنتم. قولوا لهم: نحن الإسلام.
هذه نقطة خطيرة جدًا، فهل انزلق لها من دون وعي؟، ولماذا لم يتم تصحيحها؟، النبي صلى الله عليه وسلم، لم يصف الصحابة بأنهم الإسلام، ولم يصفهم بذلك الله سبحانه وتعالي، وإنما وصفهم بأنهم مسلمون، بل وصف الرسل بأنهم مسلمون. ولم يحدث أن وصف الرسل أتباعهم بأنهم الإسلام. فكيف يقع البنا في هذا الخطأ القاتل؟، وهل معنى ذلك أن من يختلف مع الإخوان يختلف مع الإسلام؟، هذا أمر خطير جداً. الجماعة تقرأ هذا الكلام ولا تفكر فيه، ويرون دائمًا أنهم الأفضل والأقرب إلى الفكرة الإسلامية.
•وبما أن حسن البنا يعتبر أن الإخوان هم الإسلام، هل ننظر الجماعة إلى الآخر باعتباره كافرا؟
&لا، ولكن يجب أن توضح الجماعة للناس، أنها وأفرادها جماعة من المسلمين، وليست جماعة المسلمين. فجماعة المسلمين يقصد بها كل المسلمين في العالم. جماعة الإخوان ترى نفسها دائماً أنها الأفضل لذلك لن يقوموا بأية مراجعات.
الجزء الأول من الحوارإيلاف تحاور النائب الأول السابق لمرشد جماعة الإخوان (1/2)محمد حبيب: مرسي لم يكن يحكم مصر !
&
التعليقات
إتق الله يا جدو
حرام الافتراء -إتق الله يا جدو وراك حساب وعقاب ولن ينفعك الجنرال الانقلابي وقد تجد نفسك معه في مكان واحد في الجحيم
وإذا خاصم فجر آية المنافق ثلاث منها
.............. -نعوذ بالله من الفجور في الخصومة التي تعمي البصر والبصيرة