أخبار

صحف عربية: هل تطبيع تركيا مع إسرائيل نهاية "العنتريات" أم "ذكاء" سياسي؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قسم المتابعة الإعلامية

لا تزال الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية تتناول مغزى اتفاق التطبيع الثنائي بين تركيا وإسرائيل الذي ينهي خلافًا استمر ستة أعوام بين أنقرة وتل أبيب.

وفيما يرى بعض الكتاب أن الاتفاق يُعد خيبة أمل للعرب ونهاية "العنتريات الفارغة" ﻟ"وريث العثمانيين"، يرى آخرون أن تركيا تكشف النقاب عن ذكاء سياسي بتوصلها لهذا "الاتفاق التاريخي".

"العنتريات الفارغة"

يندد حسين لقرع من جريدة الشروق الجزائرية بالاتفاق و"بتطبيع العلاقة مع كيانٍ إجرامي مارق يحتلّ فلسطين ويمعن في التنكيل بسكانها وارتكاب أبشع الجرائم بحقهم ومصادرة أراضيهم وتهويد مقدّسات 1.5 مليار مسلم".

ويصف لقرع الاتفاق بأنه "سقوط مدو للسلطان أردوغان"، قائلاً: "نسف اتفاق تطبيع العلاقات بين تركيا والكيان الصهيوني كل تلك الهالة التي بناها رجب طيب أردوغان حول نفسه منذ سنوات عديدة وهو يدغدغ مشاعر العرب والمسلمين بالخطابات البطولية عن غزة والأقصى وفلسطين".

وعن خيبة أمل العرب في أردوغان، يقول: "انتهت المسرحية الآن بعد سنوات من العنتريات الفارغة وافتعال البطولات وخوض المعارك الوهمية، وتبيّن أن أردوغان ليس سوى أتاتوركيٍ آخر في ثوبٍ إسلامي زائف".

أما محمد ناصر العطوان في صحيفة الرأى الكويتية فيرى أن أردوغان فاجأ العرب، متسائلاً: "هل ألبسنا الرئيس رجب طيب أردوغان جميعاً (العمة) واستغفلنا بعد أن وثقنا به واعتقدنا أنه هو الذي سيمسح بإسرائيل بلاط البر والبحر لعيون غزة بعد حادثة سفينة مرمرة، لنفاجأ بأنه ذهب من أمامنا وليس من خلفنا كعلماني ليقيم ويطبع علاقات بلاده مع إسرائيل؟ أم أنه مازال القائد المظفر والوريث لخلافة مارست السياسة سبعمائة عام، ويصدر مشروع بني عثمان كبديل لمشروع بني كسرى في المنطقة كإسلامي محترف في السياسة؟".

وينتقد العطوان رومانسية العرب الذين يبنون "خيالا من الرمال على الأشخاص"، ويضيف متهكماً: "إن الشيء الوحيد الذي من الممكن أن نقوم به كبسطاء الله في أرضه، هو أن نلتفت إلى دولنا نحن بدلاً من البحث عن قادة خارجيين لنعلق عليهم الآمال، فأردوغان ليس صلاح الدين ولكنه رئيس دولة يبحث عن مصلحة دولته وبني شعبه الذين يحبهم ويحبونه، فعلينا نحن أن نعمل وليس سوانا على تكوين وعي وحرص على عدم التطبيع يوماً، أو دخول أي منتجات إسرائيلية أو شركات تدعم الكيان الصهيوني في ظل الخصخصة".

"اتفاق تاريخي"

من ناحية أخرى، يرى بعض الكتاب أن الاتفاق التركي الإسرائيلي بمثابة نجاح تركي في تعزيز وضعها الإقليمي.

يشير محمد نور الدين في جريدة الشرق القطرية إلى أن "تركيا تغرد خارج سياق سياساتها السابقة" التي شهدت توتراً مع إسرائيل، وأنها توصلت إلى "اتفاق تاريخي".

ويقول: "لا تنفصل العلاقات التركية مع إسرائيل عن العلاقات بين تركيا وحلف شمال الأطلسي وكل المنظومة الغربية. بل إن اعتراف تركيا بإسرائيل في العام 1949 كان جزءاً من قبول تركيا عضوا في المنظومة الغربية وحمايتها من الخطر الشيوعي وخطر الاتحاد السوفيتي حينها. لذا نلاحظ أنه رغم كل التوتر في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب في أكثر من حقبة سابقة وحالية كانت العلاقات تحتفظ بالعلاقات الدبلوماسية وتحافظ على زخم التعاون الاقتصادي والحد الأدنى من التنسيق الأمني والعسكري والاستخباراتي".

ويشير عمرو عبد الكريم في جريدة الرأى الكويتية إلى أن "السياسة هى فن الممكن، وهى "المصالح العليا للأوطان". ومن خلال هذا التعريف، يرى الكاتب أن "الدولة التركية أشد ذكاء من أن تهدر طاقتها الوطنية في الدخول في أتون صراعات دولية مع نظام دولي مستقر تتحكم في مفاصله الحيوية مجموعة من الدول الكبرى التي تتوافق مصالح واستراتيجيات".

ويضيف: "من يلوم تركيا على تقاربها مع إسرائيل، من حقه أن يلوم إذا كان يملك مقوماتها كدولة فعالة في المجال الإقليمي، وتحدد توجهات السياسة في المنطقة، ولديها من المرونة السياسة التي تمكنها من الانتقال بين المواقف ببراعة يشهد بها حتى خصومها، أمّا إذا كان ينسق أمنياً على أعلى مستوى مع الكيان، ويرهن مستقبل دولته لتحالفه معه، وشبكة تحالفاته هي النظم التي تبيد شعوبها، ويمدها بمخزونه من الأسلحة، والدعم اللوجيستي في المحافل الدولية، فلا أظن أن من حقه الكلام، وليس مجرد النقد".

من جانبه، يتقدم حسين حجازي في جريدة الأيام الفلسطينية بالشكر "لتركيا ورئيسها المحترم والموقر رجب طيب اردوغان، الذي وضعنا ولا سيما معاناة الغزيين وحصارهم في صلب حساباته، وكان بإمكانه ألا يفعل في التفاوض من أجل التوصل أخيراً إلى إبرام هذا الاتفاق".

ويؤكد: "في تقاطع مصالحنا وحساباتنا هنا نحن الفلسطينيين مع هذه الحسابات او النقلة السياسية التي تقوم بها تركيا، ما الذي نخسره او نربحه اذا كان ما يقوي او ينفع او يحسن شروط دور حليفنا الإقليمي، اذا كان حليفنا التركي وهو يحاول تعزيز موقفه ودوره يأخذ بعين الاعتبار معاناتنا، وانه من البديهي وفي هذه الحالة ان ما يعزز من وضع حليفنا ويقويه يعزز من موقفنا ويقويه والعكس صحيح".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عنجهية اردوغان
raman -

شخصيآ لم أرتاح لهذه الخطوة التركية تجاه روسيا وإسرائيل، لأن الهدف من كل ذلك هو محاصرة الكرد ومشروعهم الفدرالي في غرب كردستان. ولا أستبعد أبدآ أن يقوم اردوغان بنفس الخطوة تجاه النظام السوري المجرم، بنفس الهدف. إن انفتاح أردوغان على اسرائيل هو بهدف ارضاء أمريكا، والحصول على دعم اللوبي اليهودي في امريكا مستقبلآ للضغط على الإدارة الأمريكية القادمة لتغير موقفها من الكرد (السوريين) وقطع علاقاتها معهم. وهذا ليس مستحيلآ إذا فازت هيلاري كلينتون في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، لأنها ستتبع نفس سياسة زوجها القذرة، فيما يخص الكرد في شمال وغرب كردستان. والروس بدورهم مستعدين لأن يبيعوا الكرد وسواهم من أجل ضمان مصالحهم الإقتصادية والسياسية، مثلهم مثل أي دولة كبرى في العالم. وإسرائيل باعت الكرد من قبل ذلك كذا مرة، وشاركت أمريكا في القاء القبض على السيد عبدالله اوجلان وتسليمه لتركيا. لهذا المطلوب كرديآ عدم الجري وراء عواطفهم، وإنما تفعيل عقولهم والقيام بتحليل الإمور تحليلآ صائبآ، وعلى ضوء ذلك بناء خططهم وإتخاذ المواقف الصحيحة من الأحداث، والنظر إلى أبعد من الغد. وهذا يتطلب منهم الإبتعاد عن العواطف، لأن في السياسة الدولية لا محل لها، والمصالح وحدها هي التي تتحكم بسياسات الدول، وليس شيئآ آخر. ومن الجهة الثانية يجب عدم الوثوق بأي طرف دولي، والإعتماد بالأساس على قوتهم الذاتية، والإستفادة من أي دعم خارجي غير مشروط، تتلاقى مصالهم مع المصالح الكردية، كما هو الحال الأن مع أمريكا.

بهدف ارضاء أمريكا
raman -

لا أستبعد أبدآ أن يقوم اردوغان بنفس الخطوة تجاه النظام السوري المجرم، بنفس الهدف. إن انفتاح أردوغان على اسرائيل هو بهدف ارضاء أمريكا، والحصول على دعم اللوبي اليهودي في امريكا مستقبلآ للضغط على الإدارة الأمريكية القادمة لتغير موقفها من الكرد (السوريين) وقطع علاقاتها معهم. وهذا ليس مستحيلآ إذا فازت هيلاري كلينتون في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، لأنها ستتبع نفس سياسة زوجها القذرة، فيما يخص الكرد في شمال وغرب كردستان. والروس بدورهم مستعدين لأن يبيعوا الكرد وسواهم من أجل ضمان مصالحهم الإقتصادية والسياسية، مثلهم مثل أي دولة كبرى في العالم.