أخبار

استخدمت إجراء دستوريا يحول دون تصويت برلماني

حكومة فرنسا تفرض قانون العمل المثير للجدل

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: حاولت الحكومة الفرنسية الاشتراكية مجددا الثلاثاء حمل النواب على تبني مشروع إصلاح قانون العمل الذي اخذت التعبئة الشعبية ضده تتراجع بعد ازمة دامت اربعة اشهر.

وقال رئيس الوزراء مانويل فالس طارحا مسألة الثقة لدى عرض النص على مجلس النواب للمصادقة عليه في قراءة ثانية "قررت وضع الحكومة امام مسؤولياتها".

واعلن ان الحكومة استخدمت مادة دستورية تتيح لها فرض قانون العمل المعدل المثير للجدل من دون تصويت برلماني.

ورغم التظاهرات المتكررة ورفض قسم من النواب الاشتراكيين، لم تتراجع الحكومة في هذا الملف.

وأمام المعارضين للنص إمكانية رفع مذكرة لحجب الثقة عن الحكومة، واذا حصلت على الاكثرية ستؤدي الى إسقاطها.

وسبق ان اعلنت المعارضة اليمينية من "الجمهوريين" انها لن تقدم مذكرة لحجب الثقة. اما معارضو النص من اليسار فانهم يواجهون صعوبة في جمع التواقيع ال58 اللازمة من النواب لبدء الاجراء.

واذا لم يتم تقديم مذكرة لحجب الثقة او اذا رفضت سيرفع الإصلاح مرة اخيرة الى مجلس الشيوخ قبل تبنيه نهائيا في مجلس النواب بحلول 22 يوليو.

وهذا التعديل يعد آخر اصلاح مهم في ولاية الرئيس فرنسوا هولاند. ويأتي قبل عشرة اشهر من الاقتراع الرئاسي المقبل ويفترض ان يؤمن بعض الليونة لسوق العمل في بلد يبلغ فيه معدل البطالة عشرة بالمئة.

لكن معارضيه في اليسار يرون أنه يميل لمصلحة ارباب العمل على حساب العاملين.

ويستهدف الاحتجاج خصوصا مادة تسمح بأن يكون للشركات حق ابرام عقود مختلفة مع المتعاقدين.

وتؤيد النقابات الاصلاحية هذه النقاط وترى انها تشكل فرصة من اجل فسحة افضل للمفاوضات، خلافا للنقابات المحتجة وخصوصا الكونفدرالية العامة للعمل (سي جي تي) والقوى العاملة (فورس اوفريير)اللتين تبنيان ثقافتهما على فكرة صراع الطبقات.

في نهاية الصيف

وفي اليوم الثاني عشر من التعبئة الاجتماعية ضد تعديل قانون العمل منذ مارس الاخير قبل العطلة الصيفية تتراجع أعداد المشاركين في المسيرات في باريس والمناطق الاخرى.

وفي العاصمة ضمت تظاهرة سبعة الاف شخص وفقا لدائرة الشرطة و45 الفا بحسب الكونفدرالية العامة للعمل. وفي المناطق الاخرى جرت التظاهرات التي تفاوت عدد المشاركين فيها وفقا للتقديرات في رين (غرب) ومارسيليا (جنوب) وبوردو وتولوز (جنوب غرب).

واعلن رئيس النقابة فيليب مارتينيز الذي يقود التحرك منذ مارس ان عدد المشاركين في التظاهرات "سيرتفع مجددا مع نهاية الصيف".&

ومن المقرر عقد اجتماعات في نهاية الصيف، في نانت (غرب) مثلا في 28 اغسطس حيث شهدت الحركة الاحتجاجية اعمال عنف اسفرت عن سقوط جرحى.

ودفعت هذه الاجواء الحزب الاشتراكي الى إلغاء معسكره الصيفي في المدينة نفسها في الموعد نفسه. وقد تعرضت مراكزه ومقار نقابية للتخريب في عدد من مدن فرنسا.

ووجه زعيم الحزب الاشتراكي جان كريستوف كامباديلي الاحد اصابع الاتهام الى "اليسار المتطرف المخالف للديمقراطية".

لكن النائب الاشتراكي المتمرد يان غالو قال إن إلغاء المعسكر الصيفي يكشف "حالة انفصال الحكومة عن الفرنسيين".

وهذه الانقسامات تضع الحزب الحاكم في موقع حرج لجمع اليسار مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، في مواجهة اليمين الذي يحلم بالانتقام، واليمين المتطرف الذي يحقق تقدما.

ومع تراجع شعبيته، لا يبدو هولاند المرشح الطبيعي لليسار، ما اضطر الحزب الاشتراكي للاعلان عن انتخابات اولية داخل الحزب مطلع 2017.

ونادرا ما كان المشهد السياسي في فرنسا مفككا الى هذا الحد.

ففي المعارضة فرض الرئيس السابق نيكولا ساركوزي زعيم حزب الجمهوريين، على انصاره السبت تبني برنامج تمهيدا للانتخابات الرئاسية. لكن عددا كبيرا من منافسيه قالوا انهم ليسوا ملزمين بهذه التوجهات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المبادئ العشرة الكبرى
محمد الشعري -

ما هو النظام الأقرب للإنصاف و للجدوى الإقتصادية في مسألة قانون العمل ؟ ربما يمكن إختصار النظام الأنسب لمختلف الأطراف الإجتماعية في عشرة مبادئ كبرى . وهي : المبدأ الأول : ضبط حد أدنى و حد أقصى للأجور في كافة القطاعات بإتفاق الأطراف الثلاثة المعنية التي هي العمال و الحكومة و المستثمرون .... المبدأ الثاني : منع الإضرابات و تجريم الدعوة لها أو التهديد بها بأي شكل و لأي سبب .... المبدا الثالث : تحديد ساعات العمل في السنة بما لا يزيد عن 2190 ساعة بمعدل ست ساعات يوميا .... المبدأ الرابع : إعتماد نظام الحصة الواحدة للعامل (التناوب يوما بيوم أو أسبوعا بأسبوع أو شهرا بشهر بين الحصة الصباحية و الحصة المسائية) و إعتماد نظام الحصتين للمؤسسة (حصة صباحية من ثامنة صباحا و حصة مسائية إلى الثامنة مساء) في كافة القطاعات طيلة السنة بما يضمن المزيد من التشغيل و يحسن الأداء الإقتصادي .... المبدأ الخامس : تشجيع العمل بنظام الأربع حصص (6x4) و بنظام الشركات القابضة Holding في مختلف المؤسسات الراغبة في ذلك .... المبدأ السادس : إستبدال العطلة الأسبوعية بما تتفق عليه الأطراف الثلاثة في كل مؤسسة أو كل قطاع على حدة .... المبدأ السابع : تشريك النقابات العمالية في التسيير الإداري عبر مجالس إستشارية منتخبة في كل مؤسسة و إعتبار المساهمة العمالية في حوكمة المؤسسات أساسا من أسس كل عمل نقابي و كل تصرف إقتصادي .... المبدأ الثامن : ترسيم كل العمال بشكل تلقائي في كافة أنظمة الضمان الإجتماعي الخاصة بهم و تمكينهم بكل ما يتصل بها من حماية و حقوق و إلتزامات بمجرد مضي شهر كامل على إنتداب أي عامل على ألا تشوب هذه المدة أية غيابات لأي سبب أو مخالفات من أي شكل .... المبدأ التاسع : تشجيع المؤسسات في نطاق الشركات القابضة و في خارجه على مرونة التشغيل لديها بحيث تستطيع أن تتبادل فيما بينها ما يلزمها من عمال تبادلا سريعا سواء كان دائما أو مؤقتا و سواء كان فرديا أو جماعيا و ذلك بمجرد رغبة إداراتها . و يعتبر كل ما من شأنه عرقلة هذه المرونة باطلا و ممنوعا .... المبدأ العاشر : تشجيع العمال على توظيف أموالهم في الشركات التي يشتغلون فيها و تمكينهم لهذا الغرض من حوافز إجتماعية و مهنية مناسبة تحددها إدارات المؤسسات بناء على توصيات المجالس الإستشارية المذكورة في المبدأ السابع .