أخبار

شراء الكحول عبر الانترنت يساهم في تفاقم المشكلة

إحصائيات مخيفة حول إدمان القاصرين في المانيا

تقرير يتحدث عن سهوله حصول القاصرين على الكحول
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تكشف إحصائيات هيئة مكافحة الإدمان بين الشباب الألمان أن 69% من القاصرين من عمر 12-17 سنة لديهم خبرة في شرب الكحول، ومنهم نسبة 14,7% ممن يتعاطون الكحول بانتظام، مع نسبة 17,4% نجوا مرة واحدة على الأقل من تسمم كحولي قاتل.

برلين: تعتبر وزارة العائلة والشباب في ألمانيا أن نسب إدمان القاصرين، التي ترد في الإحصائيات، مُخيفة، لأنها تهدد مستقبل الشباب، وتهدد حياة البيوت التي يعيشون فيها. وإذ تفرض السلطات الألمانية حظراً على بيع الكحول للقاصرين، صار الشراء على الانترنت من أهم مصادر الحصول على الكحول في غفلة عن السلطات، وعن ذوي القاصرين.

وتكشف كافة الأدلة بأن سهولة الحصول على الكحول في الانترنت ليست مشكلة ألمانية، وإنما أوروبية، وربما عالمية. وهناك مواقع أخرى لبيع الكحول على الانترنت تتخذ مخازنها قرب الحدود مع بلدان بينيلوكس (بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ) مثلًا، وتستطيع ايصال الطلبات بسهولة إلى المدن الألمانية والأوروبية القريبة.

لمعرفة سهولة حصول القاصرين على الكحول من الانترنت، استخدم موقع حماية المستهلك الألماني "تقرير الاختبار" قاصرين دون سن الـ16 سنة لطلب الحصول على الكحول من 16 موقعاً يبيع الكحول على الانترنت. ولم يطلب الشباب الحصول على البيرة أو الكوكتيل والنبيذ وإنما على الجن والفودكا، وكانت النتائج مخيفة من جديد.

واستطاع القاصرون الحصول على هذه الكحوليات بسهولة من 13 موقعاً، ولعدة مرات، أثناء فترة الاختبار التي جرت طوال شهر يونيو الماضي. وكانت مواقع إلكترونية تابعة لمخازن ألمانيا شهيرة مثل "كاوفهوف" و"ايباي" من ضمن المواقع التي لم تستفسر عن سن طالب السلعة أثناء الحجز، ولا عند التسليم. وكان اقتناء الكحول أون لاين من المحلات الصغيرة على الشبكة أسهل، لكن بعض المخازن الكبيرة (مثل أمازون) كانت تستخدم قسيمة بيع تتطلب كشف سن طالب السلعة قبل اتمام الصفقة.

نظام موّحد 

وذكر دانييل بروكنر، الذي قاد فريق العمل، ان المواقع الصغيرة على الانترنت تقع تحت ضغوطات مالية كبيرة، وتتغافل لهذا السبب عن سن طالب الكحول، وهذا يتطلب تشدداً حكوميًا رسميًا معها، لأنها تدمر كامل حملة مكافحة تعاطي الكحول.

وتتفاقم المشكلة، وتزداد مخاطر "الشرب حتى الغيبوبة"، لعدم وجود ضمانات على أن الكحول الذي حجز من قبل القاصر على الانترنت، ليس مغشوشاً. وربما تعمد بعض عصابات الجريمة المنظمة إلى استدراج القاصرين بكحول مخلوط بالمخدرات.

وأكدت ايفون باخمان، محامية قطاع "المفرد" على الانترنت، لموقع "تقرير الاختبار"، ان بيع الممنوعات للقاصرين يتركز فعلاً في المواقع الصغيرة، لكن الأولوية يجب أن تكون لحماية الشباب وليس لحماية مداخيل المواقع الصغيرة. واقترحت المحامية نظاماً لفرض الرقابة على كافة مخازن بيع الكحول على الانترنت والزامها باستخدام قسيمة شراء تتطلب كشف طالب السلعة عن هويته الشخصية أو أي وثيقة أخرى تكشف سنه.

ويقول بروكنر إن المشكلة لا تنتهي فقط مع المخازن الصغيرة، لأن المخازن الكبيرة تطالب الزبون بتسجيل عمره في القسيمة، إلا أنها لا تمتلك في معظم الأحوال آلية لمعرفة ما إذا كان الزبون يسجل حقيقة عمره أم لا. ثم من يضمن ان القاصر لا يستخدم بطاقة الائتمان المصرفية الخاصة بوالده أو أمه كي يمرر طلب الكحول على الانترنت؟ القضية اذن بحاجة إلى نظام دقيق تضعه الدولة لمواجهة كافة الاحتمالات.

تغافل

القاصرون الذين شاركوا في اختبار طلب الكحول على الانترنت لصالح "تقرير الاختبار"، استخدموا أسماء وهويات وأرقام هواتف وهمية، ونجحوا كل مرة في الحصول على الكحول. ثم عادوا واستخدموا بطاقات ائتمان مصرفية تعود لذويهم في الطلب ونجحوا أيضاً. والمهم هو ان سعاة البريد الذين أوصلوا الكحول للقاصرين تغاضوا عن صغر سن المستلم رغم وضوح ذلك.

المخيف، وفق تصريح بروكنر، هو ان موقعه أجرى مثل هذا الفحص على الانترنت قبل 4 سنوات، وحذر السلطات من سهولة حصول القاصرين على الكحول، إلا أن نتائج الفحص الحالي تثبت ان السلطات لم تحرك ساكناً لتفادي هذا الخلل.

متحدثة باسم وزارة المرأة والعائلة عبرت عن قلقها من ميول الشباب لشراء المواد الكحولية الثقيلة بدلاً من الجعة والنبيذ على الانترنت، لكنها نفت مسؤولية الوزارة عن الخلل في مبيعات الكحول على الانترنت. واعترفت المتحدثة بوجود "ثغرات" في قانون تنظيم مبيعات الكحول اون لاين، ومنّت النفس أن تلتزم الشركات نفسها بالتعليمات، وخصوصاً عند تسليم البضاعة إلى المستلم. 

من ناحيته، طالب هاينز هيلغر، رئيس اتحاد حماية الشباب، بقانون صريح يخضع الباعة إلى العقوبات عند تجاوزهم التعليمات، كما هي الحال مع بيع السجائر. وكانت وزارة العائلة قد سنت قانوناً في ابريل الماضي يقضي بمنع بيع السجائر والشيشة الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية إلى الشباب تحت س 17 سنة، ويرى هيلغر أن الوقت قد حان لسن قانون مماثل للرقابة على بيع المشروبات الكحولية على الانترنت.

امتحان الباعة

وبمبادرة من تلاميذ مدرسة يانيش في مدينة هامبورغ، خاض 10 تلاميذ وتلميذات من أعمار تتراوح بين 14و16 سنة مغامرة شراء الكحول من المخازن بهدف الكشف عن جدية أصحاب المخازن في تطبيق قانون منع الكحول للقاصرين. وكانت النتيجة نجاحهم في 20% من 23 مخزناً زاروها خلال أيام. وتمكن التلاميذ في 70% من هذه المخازن من شراء الكحوليات الثقيلة في فترة الغداء. ويعود سبب هذا الارتفاع بنظرهم إلى اطمئنان الباعة إلى ضعف نشاط فرق الرقابة في هذه الفترة. علماً ان القانون الألماني يفرض عقوبة مالية قدرها 50 يورو على البائع، وعقوبة ترتفع إلى 3000 يورو على اصحاب المخازن عند بيع الكحول للقاصرين. 

إلى ذلك، يشرب الألماني البالغ 138 لتراً من المشروبات الكحولية في السنة كمعدل، وهو ما يشكل 9,6 لترات من الكحول الخالص.
 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ادمان الخمر
مشكلة مجتمعية -

اين علمانيي ايلاف مثل خوليو الذين يدعون ان ما أسكر كثيره فقليله حلال!

رجس من عمل الشيطان
عزة -

الحمدلله على نعمة الإسلام .. نعمة لا تقدر بثمن هذه التي اقتلعت هذا الشر من جذوره .

الخمر خراب و غباء و فساد
محمد الشعري -

الخمر خراب إقتصادي و غباء سياسي و فساد إجتماعي . لست أدري لماذا لا تأمر الأحزاب العلمانية أعضاءها بالإبتعاد عن كل أصناف الإدمان ؟ لست أدري سبب إستفحال الإدمان بين أغلبية العلمانيين ؟ إنهم طائفة مدمنة تمقتها الشعوب العربية و الإسلامية مقتا . أتمنى الحكمة للجميع و أن ينتبه العلمانيون في هذه المجتمعات لأسباب فشلهم و خيبتهم .

يا سلام على التقوى
فول على طول -

الذين امنوا لا يشربون الخمر ولا يلعبون الميسر ولا يتحرشون ..ولا يزنون ..ولا يسرقون ..ولا يرتشون ...ولا يقتلون ...ولا يحقدون على أحد ..ولا يكرهون أحدا ..وينضحون محبة على كل الخليقة ...ولديهم كتاب الاعجاز منذ 1437 عام ...ومع ذلك فى ذيل الأمم ....مش غريبة شوية دى ؟ ناقصكم أجنحة وتطيروا على الجنة للقاء الحوريات والولدان ...يقال أن الصين ابتكرت أجنحة للذين امنوا ...بأسعار رخيصة جدا . فى جنة الخلد يا مؤمنين . حشركم اللة فى جنة الحور والولدان .

............
محمد الشعري -

المضطرون للتدين هربا من الفساد الإجتماعي و السياسي عموما أشخاص أخلاقيون لا يكترثون بالغيبيات و الخرافات و الشعوذة و الجنة التي يتحدث عنها صاحب التعليق عدد 4 . إن هؤلاء المتدينين لا يهتمون إلا بالأبعاد الأخلاقية الموجودة في التراث الديني . إنهم لا يصدقون شيئا من المعجزات أو النبوءات أو الطقوس أو غيرها من أكاذيب و أوهام و خزعبلات . إنهم معنيون فقط و حصريا بالقيم السلوكية الطيبة التي تتضمنها الظاهرة الدينية و لا توفرها لهم العلمانية بأي شكل من الأشكال . فعلمانية المدمنين و الديوثين و علمانية حقيرة مقرفة تجلب العار و تخرب العائلات و المجتمعات و تستحق أن تحاربها الشعوب بكل الوسائل دون إستثناء . إن المتدينين الأخلاقيين هاربون من تصنيع الفضائح الجنسية و من المساومة بها مساومة . إنهم ليسوا أغبياء أو جهلة . لا يبحثون في التدين إلا عن الأخلاق و ما تفرضه من إحترام و ثقة و كرامة أما الجوانب الأسطورية و الجنونية و الهمجية في الظاهرة الدينية فلا شأن لهم بها . إنهم لهذا السبب و بهذا المعنى أفضل سلوكا من العلمانيين المعادين للإحترام و للثقة و للكرامة و المشهورين بالوقاحة و البذاءة و النذالة بالإضافة إلى شهرتهم بالدعارة و اللواط و كذلك بكراهيتهم لكل ما يوحد العرب . إن أغلب العلمانيين الحاليين العرب يمقتون ما يوحد الوطن العربي و يصرون على نشر براغماتيتهم الإجرامية الحقيرة ثم يتظاهرون بأنهم لا يعرفون سبب التأييد الشعبي المتزايد للحركات الدينية المسلحة و غير المسلحة المحاربة كلها من أجل تحقيق الخلافة . إنهم يدعون أنه لا علم لهم بأن فسادهم يجعل الشعوب تتمنى الخلاص منهم بأي ثمن و لو كان حروبا أهلية ، وهو ما يجري الآن في عدة مجتمعات عربية و إسلامية . إنها حروب للتخلص من الخزي الماخوري المسمى علمانية بحكم أن غالبية العلمانيين الحاليين معادون للأخلاق و مجرد طفيليات ماخورية . و إني شخصيا و بناء على مقارنة يومية منذ سنوات طويلة بين العلمانيين و المتدينين ألاحظ أن أسوأ متدين هو في أغلب الأحيان أفضل أخلاقيا من أي علماني . إنها ملاحظة مستمرة منذ أعوام . إنها مؤسفة جدا و لكن لا بد من قولها . .

من يبدأ النقاش الفارغ؟
مشكلة غربية حادة -

هل هنالك أي "محتوى معلوماتي" مفيد في هذا التعليق؟ وأعني هل هنالك غير الادعاءات والمعتقدات والاتهامات والازدراءات والمشاعر السلبية والتنابز بالألقاب؟ أهكذا نبني الأمم أيها العلمانيون؟

انتقائية فول
المزمنة -

اين نصوصنا بروفسور؟!