هل منح الجنسية التركية للاجئين السوريين هو الحل لازمتهم؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قدم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مزيدا من التفاصيل حول خطة حكومته منح الجنسية التركية لحوالي 3 مليون لاجىء سوري يعيشون في تركيا.
فقد اعلن اردوغان ان أحد الخيارات المطروحة السماح بازدواجية الجنسية في تركيا بحيث يمكن لمن يرغب من اللاجئين السوريين الذين يحصلون على الجنسية التركية العودة الى بلاده مستقبلا.
وكانت احزاب المعارضة الثلاثة قد اجمعت على رفض خطة اردوغان، وان كان الرفض لاهداف ولغايات متباينة، وان اجمعت على ان الهدف من هذه الخطوة زيادة القاعدة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
ونقلت صحيفة “حريات” التركية عن رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال قليجدار أوغلو قوله: "إنها مسألة خطيرة تُظهر الطريقة التي يتم بها حكم تركيا"، مشيرا إلى أن المسؤولين في البلاد لا يطلبون مهن معينة أو أصحاب مشروعات، بل إن الرئيس التركي يقول إن الجنسية سوف تُمنح لمن يطلبها.
وأضاف: "كيف يمكن للبلاد أن تستوعب 3 ملايين شخص، وهدف هذه الخطوة ليس إنسانيا، بل إنها تهدف إلى تحقيق ميزة لحزب العدالة والتنمية".
وأشار نائب رئيس حزب الحركة القومية سميح يالجين "أولا وقبل كل شيء هذه الخطوة سوف تغير التركيبة السكانية في جنوب شرق الأناضول، ومن الناحية السياسية، فإن 3 ملايين شخص يعادلون 10% من أصوات الناخبين".
وفي السياق، اعتبر النائب عن الحزب الشعوب الديمقراطي ايهان بلجين أن “إيجاد ناخبين جدد على أساس القوة العاملة الرخيصة سيزيد من التحيز ضد اللاجئين وجرائم الكراهية، وهي عملية ستؤدي إلى تغيير حاسم في معدلات التمثيل".
واكد اردوغان عقب عودته من المشاركة في قمة حلف شمالي الاطلسي في بولندا اواخر الاسبوع الماضي انه "ليست هناك حاجة للتردد في هذا الشأن، ان شعب تركيا البالغ عدده 79 مليون شخص يعيش على ارض تبلغ مساحتها 780 الف كيلو متر مربع، بينما مساحة المانيا اقل من نصف مساحة تركيا ويعيش فيها 85 مليون شخص وتركيا قادرة على التعامل مع هذه المسالة بسهولة".
واشار الرئيس التركي الى الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون السوريون في تركيا، منتقدا الموقف السلبي لاحزاب المعارضة بقوله ان الدولة التركية لا يمكنها ارغام اللاجئين على العيش في المخيمات واقبية الابنية.
وطالب اردوغان مؤسسات الدولة التركية بالتعاون والعمل المشترك لايجاد مساكن للسوريين المقيمين في تركيا.
ويعيش نحو 260 ألف سوري في مخيمات تديرها الدولة في تركيا، بينما يعيش باقي السوريين في أماكن إقامة في مدن بجميع أنحاء البلاد.
ما رأيك بموقف الرئيس اردوغان؟ هل الخطوة التركية اقرار غير مباشر بان فرص عودة السلام الى سوريا ضئيلة؟ ما تداعيات هذه الخطوة على التوازن الديموغرافي في البلاد؟ ما فرص اندماج السوريين في المجتمع التركي؟التعليقات
عنجهية اردوغان
raman -المصدر التركي الذي نتحدث عنه، يتضمن فقرة، او عبارة استفزازية لا يمكن الا التوقف عندها، وهي تلك التي تقول ان انقرة “تقبل” ببقاء الرئيس السوري لفترة انتقالية مدتها ستة اشهر، ومصدر هذا الاستفزاز انها، اي الحكومة التركية، لم تعد في موقف يؤهلها ان “تقبل او ترفض” ليس في الملف السوري فقط، وانما في ملفات المنطقة بأسرها، بعد ان فشلت هي وكل حلفائها في اسقاط النظام على مدى خمس سنوات ونصف السنة. فاذا كانت تربط هذا “القبول” برغبتها في عدم قيام دولة كردية على ددودها تهدد وحدتها الجغرافية والديمغرافية، فان هذا يعني انها اصبحت “اسيرة” النظام السوري وليس العكس، اي انها هي التي باتت في حاجة ماسة اليه لمساعدتها في مواجهة هذا “التهديد”، والدعم الامريكي المستمر لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، وذراعه العسكري، وحدات حماية الشعب الكردية التي سيطرت على معظم المعابر التركية شمال غرب سورية. نقطة اخرى لافتة للنظر، وهي تحديد فترة “القبول” هذه بفترة ستة اشهر فقط، تنتهي بانتهاء النظام السوري بأداء الدور المنوط به، اي منع قيام الدولة الكردية، ثم بعد ذلك تتم العودة الى الموقف التركي المطالب بإسقاط هذا النظام، واقتطاع رأسه. انها قمة الغرور والتخبط، فمن يضمن للرئيس اردوغان بأن النظام السوري الذي قال عنه ان ايامه معدودة قبل خمس سنوات، سيكون “متلهفا” لتقديم هذه الخدمة له، والتعاون معه، لمنع قيام دولة كردية، مجانا دون مقابل، وغفران كل الممارسات الدموية على مدى السنوات الخمس الماضية؟ سينسى هذا النظام كل شيء، وسيرقص “طربا” لهذا “التنازل” او “التعطف” التركي بالسماح لرئيسه بالبقاء سته اشهر في الحكم؟