رحبوا بدعوة المغرب للعودة الى الاتحاد الافريقي
خبراء أفارقة يحذرون في اصيلة من بلقنة القارة السمراء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حذر خبراء وسياسيون أفارقة من بلقنة افريقيا خلال الندوة الافتتاحية لمنتدى أصيلة في دورته ال 38، ورحّب المشاركون بدعوة المغرب للعودة الى حظيرة الاتحاد الافريقي.
ابراهيم بنادي من الرباط: حذر خبراء وسياسيون أفارقة من بلقنة افريقيا خلال الندوة الافتتاحية لمنتدى أصيلة في دورته ال 38 التي انطلقت مساء أمس الجمعة في مدينة أصيلة (شمال المملكة المغربية)، تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، ودعوا الى" إبداع حلول مبتكرة ومتجددة ، ومضاعفة الجهود والمقاربات الاستراتيجية على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية من أجل تحقيق حلم وأمل أفريقيا الناهضة".
وتحدث المشاركون في ندوة "الوحدة الترابية والأمن القومي: أي مآل لأفريقيا؟" التي تختتم أعمالها مساء اليوم ، عن السبل التي يمكن بواسطة ايقاف تفكك دول أفريقيا ومنع بلقنتها، حيث أجمعوا على ان ذلك منوط بالمواطنين الأفارقة وقادتهم لايقاف استهداف دولهم عرقيا ودينياً. وشددوا على ضرورة التكتل في إطار إقليمي أو شبه إقليمي لمواجهة مخاطر النزاعات الحدودية والعرقية الطاحنة التي عرفتها وتعرفها القارة، وكذا مخاطر الإرهاب والبلقنة التي تهددتها وتتهددها.
في غضون ذلك ، رحّب المشاركون بدعوة المغرب للعودة الى حظيرة الاتحاد الافريقي، في إشارة الى الدعوات التي وجهتها كثير من الدول الافريقية للرباط للعودة الى المنظمة الافريقية التي كانت قد غادرتها عام 1984 عقب قبول عضوية " الجمهورية الصحراوية التي اعلنتها جبهة البوليساريو من جانب واحد عام 1976 بدعم من الجزائر .
رئيس غانا الاسبق :ضرورة تعزيز التشريعات والحكم الرشيد
من جهته، شدد الرئيس الغاني السابق، جون أجيكم كوفور، في رسالة تلاها نيابة عنه إسحاق أوسي المفوض السامي لغانا لدى المملكة المتحدة، على ضرورة تعزيز التشريعات والحكم الرشيد في القارة، من أجل النهوض بالاقتصاد وكذا تعزيز القطاع الزراعي، وإسقاط الحواجز الجمركية ومكافحة الفساد وتأهيل البنيات التحتية.
وأضاف كوفور، الرئيس المشترك للمنتدى الإفريقي العربي اللاتيني الأميركي في اصيلة، أنه على الحكومات الأفريقية الإسراع بالاستجابة لاحتياجات شعوب بلدانها، وعلى المنظمات غير الحكومية توحيد صفوفها لإبراز قوتها.
بدوره ، اشار محمد الشيخ بيد الله رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى في أفريقيا والعالم العربي ورئيس مجلس المستشارين المغربي سابقا ،الى ان المشاكل التي يعانيها العالم الان هي نتيجة الاحداث العالمية وتصرفات الشركات النفطية والمروجة للأسلحة.
وعزا بيد الله أغلب المشاكل التي يتخبط فيها العالم حاليا الى ثلاثة مؤتمرات عقدتها أطراف دولية استعمارية في مراحل تاريخية متفاوتة، موضحا أن الأمر يتعلق بمؤتمر برلين (1884-1885) الذي مزق القارة السمراء، واتفاقية سايكس بيكو (1916) الذي شتت منطقة الشرق العربي ومؤتمر الجزيرة الخضراء (1906)، الذي قرر في مصير المغرب كمستعمرة أوروبية.
وأكد بيد الله أن الحلول الناجعة لمشاكل أفريقيا تكمن، بالخصوص، في تعميق الديمقراطية والتعددية الحزبية ذات المصداقية، وإيلاء اهتمام خاص للشباب والنساء والمجتمع المدني والتعليم والبنيات التحتية، وتعزيز التعاون بين البلدان الأفريقية وإقامته على أساس الثقة المتبادلة في إطار احترام المصالح المشتركة.
بيد الله: نزاع الصحراء مشكل مغربي - جزائري
وبخصوص قضية الصحراء، أبرز بيد الله أن الأمر يتعلق بمشكل مغربي-جزائري، معربا عن أمله في أن تتم تسوية هذا النزاع الذي طال أمده ويعيق بناء المغرب الكبير الذي يمكنه، بعدد سكانه البالغ عددها 100 مليون نسمة، أن يمثل شريكا ذا مصداقية بالنسبة للضفة الأخرى للمتوسط.
وتطرق بيد الله الى موضوع الارهاب في القارة السمراء ، مبرزاً أن بعض التنظيمات الارهابية كانت نتاجا للاوضاع الساخنة في المنطقة، مستشهدا بمنظمة بوكوحرام التي ولدت من رحم معركة ادت الى الفصل بين الاسلام وديانات أخرى.
اما مبوي واغاشا، المستشار الاقتصادي الأول لرئيس كينيا، فقد شدد على دور المرأة في تنمية القارة، داعيا إلى التفكير في إيجاد فرص شغل للخريجين، وتحسين ظروف عيش الشباب واسترجاع ولو نسبة من العقول الأفريقية المهاجرة إلى الخارج كي تسهم في الدفع بعجلة التنمية في بلدانها الأصلية.
العمراني : يتعين ان تكون أفريقيا أولوية
من جانبه، قال يوسف العمراني، المكلف مهمة في الديوان الملكي المغربي والوزير المنتدب السابق في الخارجية ،إنه "يتعين أن تكون أفريقيا، في ظل العولمة، أولوية في أجندتنا. لأننا نعتقد، كأفارقة، أننا نوجد وسط عالم معولم وأننا القارة التي تنمو بشكل أكبر ونتوفر على موارد ضخمة يمكن أن تشكل فرصة لجميع شركائنا".
واعتبر العمراني أنه يجب أن يبقى الاستقرار والأمن في أفريقيا، بطبيعة الحال، في صلب الأولويات من أجل مواجهة عدد من الأزمات والنهوض بالسلام والاستقرار في القارة، بهدف إحداث أرضيات لتشجيع السلام والازدهار المشترك، مع السهر على احترام المبادئ الأساسية، من قبيل التسوية السلمية للنزاعات والوحدة الترابية للدول.
وقال العمراني "ينبغي لنا، كأفارقة، أن نقوم بعملنا الخاص في مجالات الديمقراطية والحكامة الجيدة، والاندماج الإقليمي، والإصلاحات البنيوية، وفي مجال التربية، ومكافحة التغيرات المناخية"، مشيرا في هذا السياق إلى أن "شراكتنا يجب أن تتجذر على مستوى التعاون الإقليمي والدولي، من أجل جلب مساهمات خاصة لازدهار قارتنا".
وأكد الاهتمام الذي يوليه المغرب لتنمية التعاون جنوب - جنوب، مشددا على أن "ضرورة تقاسم النمو، طبقا لمقاربتنا التضامنية، تنبثق من قناعتنا بأنها لا يمكن أن تكون فعلية إلا إذا كانت جماعية".
وقال العمراني "ننبذ المفاهيم القدرية المتعلقة بأفريقيا. ونعتقد، بالفعل، أن قارتنا تتوفر على الموارد اللازمة لتحقيق نموها والاستجابة لحاجيات ساكنتها"، مضيفا أنه "يتعين علينا نحن، بلدان الجنوب، إيجاد الوسائل من أجل إعادة انطلاق إقليمية شاملة، عبر مجهود في الداخل وتشجيع أشكال التآزر في إطار مقاربة متعددة الأبعاد تستند إلى أربع ركائز.
ويتعلق الأمر بالركيزة السياسية من خلال تعزيز المسلسل الديمقراطي الوطني والإصلاحات السياسية التي تسهم في توسيع حقل الحريات المدنية، والركيزة الاقتصادية عبر تكثيف الجهود لمكافحة الفقر، والفوارق والإقصاء الاجتماعي، والركيزة الأمنية من خلال المكافحة المنظمة والفعّالة للإرهاب والجرائم العابرة للأوطان والجهات، والركيزة الإنسانية من خلال تطوير التعليم والنهوض بالقيم الدينية والثقافية.
وفي ما يخص رؤية المغرب، أشار العمراني إلى أنه في سياق إقليمي يتميز بعدم اليقين، والشروخ الحضارية، ومخاطر الانكماش على الهوية، ورفض الانفتاح على المنابع المتعددة للحضارة، اختار المغرب مبكرا التنوع الثقافي والروحي، بحيث يمنحه التشبث بقيم الانفتاح والتسامح والحوار تميزا خاصا.
وقال إن المغرب ظل متشبثا بتاريخه ووحدته الوطنية وسيادته الترابية تحت قيادة ملك موحد، مع التزامه لصالح بناء دولة القانون الديمقراطية، وتعزيز مؤسسات الدولة الحديثة، مضيفا أنه "بفضل تجذرنا الأفريقي وقربنا من أوروبا والمتوسط، فإن المملكة انكبت على تنميتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بجعلها العنصر البشري في صلب اهتماماتها، في إطار احترام هويتها القائمة على الوحدة والتعددية والانفتاح كما نص على ذلك الدستور الجديد لسنة 2011".
خبير أميركي يربط بين الاستقرار والمشروعية
اما الخبير الاميركي جون بتير فام ، مدير المركز الأفريقي في المجلس الأطلسي في واشنطن، فيرى ان الآفاق المستقبلية للقارة الأفريقية ممتازة إلا أنه لا بد من الاستقرار من أجل اكتساب المشروعية، مذكرا بأن الاستراتيجية الأميركية إزاء أفريقيا في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون لم تكن تعترف بمستقبل للقارة قبل أن تغير موقفها الآن بسبب النجاحات التي حققتها هذه الأخيرة.
ولخص جون بتير فام المحاور التي يمكن للمجتمع الدولي أن يشجعها دعما لأفريقيا في محور السلام والأمن، وتعزيز المؤسسات الديمقراطية والمشروعية ،والاستثمار والتنمية الاقتصادية ، والدمج وعدم إقصاء مكونات البلاد مشيرا إلى أن الدستور المغربي لسنة 2011 يعد قدوة في هذا المضمار لكونه أبرز مكونات المملكة.
على صعيد آخر، عزا الأكاديمي المغربي المصطفى رزرازي، المختص في الدراسات الاستراتيجية للعالم العربي وآسيا، والأمين العام للجنة المدنية لأفريقيا في طوكيو، نشاط الحركات الإرهابية في بعض بلدان القارة الإفريقية إلى ضعف التنسيق الأمني بين بلدانه، وضعف التبادل بينها، ما يحول دون تسريع عملية التنمية والقضاء على الصراعات الداخلية التي تنهشها.
واستعرض رئيس جمعية المؤرخين الأفارقة، دولاي كولاتي (مالي)، تاريخ الصراعات العرقية والهوياتية في القارة السمراء لأسباب داخلية وخارجية أيضا، داعيا إلى التصرف بواقعية ومتسائلا عن المستفيد من جريمة إعادة بلقنة أفريقيا.
اتهامات للبنك الدولي
وأبرز النائب النيجري لاميدو مومني هارونا الدور الأساس للتربية والتعليم والصحة خاصة في بلدان جنوب الصحراء، ووجوب تضافر الجهود وتعزيز التعاون،مشيرا إلى أن الإرهاب المتستر بعباءة الدين، يجد مرتعا خصبا في مناطق تم فيها اكتشاف موارد نفطية هائلة من قبيل وجود جماعة بوكو حرام المتشددة في منطقة حوض بحيرة تشاد.
واتهم هارونا البنك الدولي بالسعي لتفكيك الدول الأفريقية لأسباب جيو - سياسية، مبيناً أن بوكو حرام غير بعيدة عن ذلك أيضا كوسيلة يجري استخدامها.
واختتمت السفيرة فيرجيني أموكو كوفاح، المفتشة العامة للبعثات الدبلوماسية والقنصلية في وزارة الخارجية الطوغولية، الجلسة الأولى للندوة بالدعوة إلى التكتل ونبذ السلبية وتوحيد الصفوف داخل البلاد وخارجها، وعلى الصعيدين الإقليمي والقاري، داعية إلى تشجيع المبادلات البينية التي تعرف انحسارا هائلا (14 في المائة) بسبب اختلاف الأجندات بين البلدان الأفريقية أساسا.