دعوا اللبنانيين إلى المشاركة بوقفة تضامنية مع ابنائهم
أهالي العسكريين المخطوفين في لبنان: أطلقوا جنودنا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مضت سنتان على خطف العسكريين التسعة لدى داعش، ولهذه المناسبة دعا أهالي العسكريين المخطوفين والمحررين إلى اعتصام في 31 يوليو، في وقفة تضامنية وفاءً لمن ضحوا وحموا لبنان، مطلقين صرخة لتحرير الجنود المخطوفين.
إيلاف من بيروت: دعا أهالي العسكريين المخطوفين والمحررين، لمناسبة ذكرى مرور سنتين على خطف العسكريين التسعة، "كل صاحب ضمير وشرف وكرامة من أطياف الشعب اللبناني الحر الشريف وكافة مجموعات الحراك الشعبي والدفاع المدني، وكل الناشطين في مجال حقوق الإنسان" إلى الاعتصام نهار الأحد المقبل في 31 يوليو في ساحة رياض الصلح.
وجاء في بيان أصدره الأهالي: "لن نسمح للدولة ولا لِكُل السياسيين والوزراء بأن تنسى جنودها وعسكرييها الذين هم شرفها وكرامتها، فلقد ضحّى العسكريون بما يستدعي الوفاء من الشعب والحكومة لمن حمى تراب الوطن وضحى لحماية علمه وأرزه وشعبه، إن الأمهات الثكلى والآباء المكسورة والأطفال المشتاقة لحضن الأبوة تنادي الضمائر الحية للتحرك والوقوف معهم وبذل كل الطاقات لاطلاق سراح جنودنا العسكريين التسعة، فهم ليسوا ابناءنا فقط، بل انهم ابناؤكم ايضًا".
وتابع البيان: "للشهيد مدلج حق في أن يكرّم على الارض التي كان يدافع عنها، ومن حقه أن يدفن تحت ترابها، نطلقها صرخة مدوية ونستصرخ الضمائر بأن يطلقوا جنودنا، كما وندعو قيادة الجيش، قائدًا وضباطًا وأفراداً، لعدم الاحتفال بعيده، لأن عيده منقوص، ولا عيد في غياب عسكريين خطفوا من حضنه، وندعوه للسعي لدى كل العالم لإنصاف عسكريينا وإطلاق سراحهم وإنهاء هذه المأساة الإنسانية الحقيقيّة".
وتعقيبًا على موضوع المخطوفين العسكريين لدى داعش، يقول النائب عبد المجيد صالح في حديثه لـ"إيلاف"، إن الجميع يدعو وبحرارة أن ينجو هؤلاء من أسرهم ومن هؤلاء الذين اختطفوهم واحتجزوهم، بأسرع وقت ممكن.
الخوف على المخطوفين
وردًا على سؤال هل بات الخوف اليوم أكبر على المخطوفين العسكرييّن من قبل تنظيم داعش؟ يجيب صالح : "الخوف اليوم ممن لا يخاف الله، فالإنسان لا يخاف من أخيه الإنسان، بل يخاف من الذين لا يهابون الله، هؤلاء الذين يذبحون أخاهم الإنسان، وأصحاب السواطير، ويجب اليوم أن تتغير استراتيجية مواجهة الإرهاب فهذا الأخير ليس خطرًا محليًا، بل أصبح معولمًا، ولا يستطيع الإنسان مهما وصل من بلاغة أن يوصف هذه الجرائم التي لا تنتمي إلى أي ديانة، فهؤلاء يضرّون بالإسلام، وهم يكفّرون ويقتلون روح الإسلام والإنسانيّة"، مؤكدًا بأن الخوف قائم بالفعل على العسكرييّن المخطوفين، ولكن يبدو أن البعض لا يزال يرى في "الإرهاب" "إرهابًا" حميدًا، غير أن "الإرهاب" أمة واحدة، وكذلك "التكفيريين".
ويضيف: "اليوم لا يستطيع الإنسان صدقًا إلا أن يخشى على العسكرييّن المخطوفين في لبنان، وأن يشعر بالأسى ويتعاطف مع أمهاتهم، "وسنقف معهم خوفًا على الإنسانيّة جمعاء".
مقاربة الموضوع
ولدى سؤاله كيف يمكن مقاربة ملف المخطوفين العسكرييّن من قبل داعش في لبنان؟ يقول صالح إن هناك معايير مزدوجة في ملف المخطوفين مع وجود فئات "إرهابيّة" أعلنت عن نفسها، وكأنّ هناك سباقًا محمومًا بين كل الفئات "الإرهابيّة"، كما هناك نوع من السباق المحموم على خلافة مزعومة من الذين يوزّعون فتاوى الدم والذبح والقتل، والأفضل اليوم أن تُقفل الأبواب الإعلاميّة وصفحات التواصل الإجتماعي، وأن يتوقّف دعم هؤلاء عبر المال والنفوذ، الذي تقوم به بعض الدول.
ويعتبر صالح أن "الإرهاب" يبقى "إرهابًا" بغض النظر إن كان في سوريا أو لبنان أو في تونس أو المغرب، وأصبح "الإرهاب" معولمًا لأنه يضرب في فرنسا وألمانيا وغيرهما من الدول، وآن الآوان كي يحاصر هذا "الإرهاب".
دور الدولة
وردًا على سؤال هل يمكن القول إن الدولة اللبنانيّة لم تتطرق كما يجب إلى ملف العسكرييّن المخطوفين لدى داعش؟ يجيب صالح أن الوقت ليس للعتاب على الدولة، بل للعمل على إخراجهم، ولا داعي اليوم لفتح أوراق الحساب مع الدولة اللبنانيّة حول هذا الملف.
ويلفت صالح إلى أن "مهما كانت الجهة التي ستفرج عن المخطوفين العسكريين فنحن نساندها".
لماذا أُوقِفوا؟
بدوره، يعتبر النائب نعمة الله أبي نصر في حديثه لـ"إيلاف"، أن اليوم ليس التوقيت والحديث عن لماذا أُوقِف العسكريون، ولأي سبب حصل ذلك، والدولة محرجة اليوم بين أن تدافع عن هيبتها من مخاطر داعش، وخطرها على السلم الأهلي والوضع في لبنان، وبين التفاوض من أجل تحرير المخطوفين العسكريين، وتبقى الأولوية لتحرير المخطوفين العسكريين من يد داعش بكافة الطرق والسبل المتاحة لها.
ويؤكد أبي نصر أن الحل العسكري هو أحد الحلول المطروحة، ولكن يجب تكثيف الدبلوماسية لتحرير المخطوفين بمساعدة الدول التي لها تأثير على هذه المجموعات، وكذلك أن تظهر الدولة حزمًا بوجودها الفاعل، والأولوية بالحوار المكثف بالتعاون مع الدول والأنظمة، من دون أن نهمل الشق الأمني والعسكري وإظهار الحزم والجرأة والقوة في هذا المضمار.